ضوء أخضر دولي بتحرير مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي

السياسية - Tuesday 12 June 2018 الساعة 03:53 pm
نيوزيمن، متابعات:

أجمع خبراء دوليون، أن قرار تحرير مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي أصبح وشيكاً في الضوء الأخضر الذي منحه المجتمع الدولي لتحالف دعم الشرعية في اليمن.

ورجح الخبراء أن خلو بيان مجلس الأمن في ختام جلسته الطارئة التي كرست، أمس الاثنين، لمناقشة الهجوم العسكري المرتقب لتحرير الحديدة، من أي تحذيرات للتحالف، عكس الموافقة الضمنية للمجتمع الدولي علی تحرير الحديدة ومينائها نظرا لما لذلك من أهمية استراتيجية للتعجيل بنهاية انقلاب الميليشيات الحوثية وقطع شريانها المالي المتمثل بعائدات ميناءي الحديدة والصليف، فضلا عن قطع خط إمدادها الرئيسي بالأسلحة والصواريخ الإيرانية وإنهاء خطرها علی خطوط الملاحة البحرية في جنوبي البحر الأحمر.

وفي هذا الصدد أكدت حكومات أوروبية مانحة في رسائل بعثتها إلى منظمات أهلية في اليمن من أن ”الهجوم العسكري يبدو وشيكاً الآن“.

وجاء في الرسائل وفقاً لما نشرته وكالة رويترز العالمية ”الإماراتيون أبلغونا اليوم أنهم سيمهلون الأمم المتحدة و(شركاءها) ثلاثة أيام لمغادرة المدينة“.

وأكد دبلوماسي غربي ”مهلة 72 ساعة يمكن أن يضمنوا خلالها أنهم لن يتحركوا“.

ورداً على سؤال حول مهلة الثلاثة أيام للمنظمات غير الحكومية قال العقيد تركي المالكي المتحدث باسم التحالف في مؤتمر صحفي في الرياض ”نحن نعمل بالقنوات المفتوحة ومستمرون بالتواصل مع المبعوث الأممي إلى اليمن لإعطاء فرص أخيرة للحل السياسي“.

واستدرك قائلا، "إن الجهود السابقة والحالية للأمم المتحدة ”تصطدم بتعنّت الميليشيا الحوثية التي ترفض حلا سياسيا للخروج من الأزمة“.

وقد نقلت الأمم المتحدة عدداً من موظفيها الدوليين من مدينة الحديدة أمس الاثنين.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، "إن المنظمة الدولية تقوم بدبلوماسية مكوكية ”مكثفة“ بين جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران في اليمن من جهة ودولتي الإمارات والسعودية من جهة أخرى في مسعى لمنع الهجوم على ميناء الحديدة اليمني..

وقال جوتيريش للصحفيين ”نجري في اللحظة الراهنة مشاورات مكثفة... آمل أن يصبح بالإمكان تفادي معركة الحديدة“.

وأضاف "إن مارتن جريفيث مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن يقوم برحلات مكوكية بين صنعاء والإمارات والسعودية".

ويعمل جريفيث على خطة سلام تدعو الحوثيين إلى التخلي عن الصواريخ الباليستية مقابل وقف حملة القصف التي يشنها عليهم التحالف بقيادة السعودية، بالإضافة إلى التوصل لاتفاق على مرحلة انتقالية.

ومن المقرر أن يطلع جريفيث مجلس الأمن الدولي على نتائج جهوده في جلسة خاصة باليمن ستعقد في 18 يونيو الجاري.

وفشلت جهود سابقة للأمم المتحدة في إنهاء الصراع اليمني المستمر منذ ثلاث سنوات، نظرا لاستمرار تعنت الميليشيات الحوثية وعدم جنوحها للسلام وإصرارها علی مواصلة مغامراتها الانقلابية التي دفعت باليمن السعيد إلى جحيم حرب بالوكالة وفقا لأجندة إيرانية حتی أصبح البلد في غضون ثلاث سنوات يعيش أسوأ كارثة إنسانية في العالم فضلا عن ما حل به من دمار هائل شمل أغلب بناه التحتية التي انجزت علی مدی خمسة عقود.

وكشف دبلوماسي غربي في تصريح لرويترز، أن هناك ”محاولتين أخيرتين“ سعيا لمعرفة ما إذا كانت توجد أي فرص لعدم التصعيد ويشمل ذلك خطة ”لوقف إطلاق النار مؤقتا“ لكن ذلك يتضمن انسحاب المسلحين الحوثيين وتسليمهم للسلاح ومغادرتهم مدينة وميناء الحديدة.

وهكذا أصبحت الكرة في مرمی ميليشيات الانقلاب الحوثية التي لم تبد أي بادرة توحي استشعارها بحجم الكارثة التي سببتها لليمنيين ومازالت تواصل مغامرتها الجنونية بكل صلافة غير عابهة بثمانية ملايين شخص تفتك بهم المجاعة من بين 22 مليون يمني باتوا يعيشون علی مساعدات إغاثية وإنسانية منقذة للحياة تقدمها المنظمات الدولية.