العيد في زمن الحوثي: غصّة تخنق اليمنيين

المخا تهامة - Tuesday 12 June 2018 الساعة 04:02 pm
جلال محمد، نيوزيمن، خاص:

مع دخول الحرب عامها الرابع، وتوقف عملية صرف مرتبات موظفي الدولة في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي، وسط أزمة اقتصادية وإنسانية خانقة، يبرز سؤال كبير إلى العلن: كيف سيستقبل اليمنيون عيد الفطر هذا العام، وهل ما زال "العيد" فرصة لارتداء مشاعر فرائح ولو بنزر يسير؟

في هذا السياق، استطلع "نيوزيمن" آراء بعض المثقفين والناشطين والمواطنين العاديين في العاصمة اليمنية صنعاء.. فكانت الحصيلة كالآتي.

يعتقد إبراهيم الحاج- مدرب تنمية بشرية، أن الأجواء أصبحت مشحونة بالمشاكل والاضطرابات، والفقر يعلو محيا غالبية الناس، كل هذا يجعل العيد بلا معنى، وإن عشنا فرحته فما هي إلا فرحة مصطنعة نشعر فيها أنفسنا أننا في عيد كمن يحاول إستخراج العطر من الورود البلاستيكية، فأكبر عيد في تصوري هو إنهاء حالة الحرب التي تعيشها البلاد، ورفع هذا الكابوس الجاثم على صدور الناس بالتوافق والانسجام التام إلى حد التماهي بين جميع الفرقاء الذي بدوره ينعكس على بقية أفراد المجتمع، وتكون فرحة حقيقية.

يضيف الحاج: "الخلافات التي حدثت وحالة الاقتتال المستمرة تحتاج للعودة للحكمة اليمنية واحترام الشعب اليمني والعمل على لم الشمل وجبر الضرر والتسامي فوق الجراح".

أما خالد عباس، أديب، فيرى أن فرحة العيد هذه السنة ستكون أكثر بؤساً وألماً بسبب الحالة المتردية اقتصادياً وعدم صرف المرتبات.

يضيف: "لم تخل أيامنا من المنغصات منذ أربعة أعوام، اشتدت وطأتها خلال العامين الأخيرين في ظل توقف صرف المرتبات".

ويتابع، "إن الغلاء الفاحش في الأسعار وانعدام القدرة لدى معظم الأسر في مواجهة متطلبات الحياة ناهيك عن متطلبات العيد، قد أشغلت الناس عن ما سواها والكل مترقب لما ستنتج عنه الأحداث، وبنظري أن الشعب اليمني وبسبب هذه الأوضاع المتردية قد ألف الحال والوضع الذي عليه البلاد ويرجو من الله الفرج ولم يعد يثق - كما هو الحال دائما - في أي من مكونات المشهد السياسي لإحساسه بأن الكل يتاجر به".

من جانبها تقول حليمة محمد - أخصائية اجتماعية- إن "العيد في اليمن بشكل عام مناسبة فرح للأطفال أما الكبار فتضيق مساحة الفرح لديهم بسبب الحالة المادية والنفسية التي يعيشونها منذ أربعة اعوام، إضافة إلى عزوف الكبار عن الاهتمام بالعيد و(الخرجات والفسح) والاكتفاء بجلسات القات خصوصاً في ظل الفقر و 
الحاجة التي يعانونها بالإضافة لندرة المتنفسات والحدائق الكافية التي يفترض بها أن تكون بديلة في حال ما رغب الناس قضاء أيامهم العيدية بأقل الإمكانيات".

منصور أحمد- ناشط مجتمعي- يقول إن العيد من حيث المبدأ فرصه للتفاؤل.. لكنه في حقيقة الأمر مرتبط كثيرا بالوضع المادي للناس باعتبار العيد يتطلب سيولة نقدية كبيرة لمواجهة طلبات الأسرة وصلة الأرحام.

ويعتقد منصور أن الأوضاع الحالية تعد على قدر كبير من السوء بالأخص منذ توقف صرف المرتبات ، الأمر الذي فاقم الحاجة لدى الناس وجعل الفقر هو السمة العظمى في المجتمع اليمني، إلا أنه يأمل في تحسن وتطور الوضع للأفضل في العيد القادم، إذا أحسنت القوى السياسية الموجودة في الساحة نيتها، وأنهت الصراع القائم وابتعدت عن المكايدات غير المجدية والتي يكون ضحيتها الوطن والمواطن على حدٍ سوا.

أما أستاذ الكيمياء- خالد محمد فيقول: "إن الناس بشكل عام هذه السنة في أزمة خانقة والأسعار جنونية خصوصاً في الملابس و(جعالة) العيد، لكن الكل يقول الحمدلله على كل حال والشعب مقدر ويتفهم الوضع الذي نعيشه وبالأحرى ليس باليد حيلة لتغير هذا الوضع في ظل هذا الاقتتال المستمر منذ 4 أعوام وأثر على كل مناحي الحياة".

ويرى أن العيد يجب أن يكون سعيدا لأنه يعمل على لم الشمل بين الأهل والأسر التي فرقتها خلافات السياسة والحرب، مضيفا "أن اليمن بلاد الحكمة والطيبة وأي خلافات بين الناس ستزول لأنهم شعب واحد".