د. ياسين نعمان: معركة الحديدة هي معركة لتصفية المشروع التوسعي الإيراني الطائفي كاملاً

السياسية - Monday 18 June 2018 الساعة 10:49 am
لندن، نيوز يمن :

أكد سفير اليمن في لندن الدكتور ياسين سعيد نعمان، أن معركة الحديدة يجب أن تُفهم بأنها ليست مجرد معركة لاستعادة مدينة أو ميناء، ولكنها معركة لتصفية المشروع التوسعي الإيراني الطائفي كاملاً بتفويت أي محاولة لتمييع استعادة الدولة والتفكير من ثم في التفاوض على إقامة دولة طائفية من أي نوع كان.

وقال في منشور له في صفحته الشخصية بالفيس بوك رصده (نيوز يمن)، "الانقلابيون سيستخدمون ورقة الحديدة لصالح مشروعهم في السياق الذي يوفر لهم دعماً يمكنهم من المناورة بتسويقه لدى الدوائر التي تعمل على تدويل مداخل البحر الأحمر منذ حرب عام ١٩٧٣ بين العرب وإسرائيل".

وأضاف، "وهذه الورقة هي حصان الرهان الذي يعمل عليه الاخطبوط الذي يخدم مطامع ايران في هذه المنطقة خاصة وقد شارف مشروعهم على الغرق بصورة نهائية في المياه اليمنية".

وتابع الدكتور نعمان قائلاً، "ولا عجب بعد ذلك أن يسعى الحوثيون ومن لف لفهم في طرح هذه الورقة على الطاولة بتعبيرات ملتوية بعد أن أوشكوا على خسارة المعركة وهو أسلوب قديم في التهافت".

وشدد أن "في الحديدة لا خيار غير استعادة الدولة كاملة وغير منقوصة بعيداً عن أي تسويات تجعل الدولة الوطنية هي الضحية رقم واحد".

ومضی قائلاً، "إن المنهج السياسي الاستراتيجي لاستقرار اليمن بعلاقة قوية ومتينة مع محيطه العربي، يجب أن يتقرر في قلب المعركة خاصة بعد كل هذه التضحيات التي لن يبررها التاريخ إلا بإقامة الدولة التي تؤمن الاستقرار والسلام والأمن والازدهار لهذ الشعب الكريم، أما التسويات التي تفتح أكثر من باب لحروب جديدة فلن ينظر إليها إلا على انها استخفاف بحاجة هذا الشعب إلى دولة تؤمن له حياة كريمة كبقية خلق الله".

وتطرق سفير اليمن في لندن إلی المفاوضات السابقة التي جرت مع الانقلابيين الحوثيين في جنيف والكويت، مؤكداً أن التفاوض من أجل السلام مع من انقلب على السلام بقوة السلاح والدم لا يمكن أن يكون ذا معنى إلا إذا تغيرت المعادلة على الأرض، وإلا فما الذي يجبره على ذلك؟

واستدرك قائلاً، "سيكون مضحكاً أن نعتقد ولو للحظة واحدة أن من رفس مائدة السلام بقدمه أن يكون قد هذب هذه القدم "الفلتانة" بوازع سياسي أو أخلاقي".

وأردف: "في معادلة الحرب والسلام مثل هذه القدم يجب أن "تقص" قبل الذهاب إلى السلام.. حينها فقط يمكننا الحديث عن مباحثات بناءة للسلام".. معتبرا أن تحرير عدن كان قد مزق شرايين تلك القدم وجعلها تنزف وتتخبط مهرولة ومتراجعة بحسابات لم تعد بضخامة صلفها القديم، لكنها رغم ذلك لم تفقد الحيلة في الاستمرار في عنادها بدعم مشروعها الانقلابي بالمزيد من تجريد البلاد من أي فرصة للسلام بتثبيت هيمنتها على جزء كبير من البلاد كرهينة لتسوية تمرر من خلالها المشروع الطائفي الذي دمرت البلاد من أجله.

واستطرد قائلاً، "هذا هو الخيار الذي استقرت عليه هذه المجموعة في نهاية المطاف، ولذلك لم يكن غريباً عليها أن تتخلص من حليفها الرئيس السابق علي عبدالله صالح بتلك البشاعة حتى تبقى خالصة في أي مفاوضات تحصل منها على حصتها في دولة مركبة طائفياً".

وخلص الدكتور ياسين إلی القول، "إن خروج ميليشيا الانقلاب مدحورة من عدن كان قد أفقدها حلمها بالسيطرة على البلاد بأكملها، فأعادت بناء هذا المشروع بمستويين: أعلى وهو السيطرة على أراضي ما كان يعرف بالجمهورية العربية اليمنية. وأدنى، وهو التمسك بدولة طائفية تضمن لها حمل السلاح وإقامة علاقات حماية خارجية بمعزل عن العلاقات الخارجية للدولة".