مدير عام الإيسيسكو: التمرّد الحوثي يستـهدف سيادة اليمن واستقلالَـه ونسيجَـه الوطنيَّ

السياسية - Monday 02 July 2018 الساعة 08:34 pm
الرباط، نيوزيمن:

قال مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) الدكتور عبدالعزيز التويجري، إن تمرد مليشيا الحوثي الانقلابية، يستهدف سيادة اليمن وأمنَـه واستقلالَـه ونسيجَـه الوطنيَّ وبيئتَـه الاجتماعية، بدعم من جهات أجنبية، تحرّكه وتوجّهه وتتحكّـم فيه، وتزوده بالسلاح وبالمال، وتتخذه ذريعةً لبسط هيمنته على هذا البلد لفرض نفوذها على الإقليم كلِّـه انطلاقاً منه، ووسيلةً لتحقيق مطامعها الشرّيرة في اكتساح هذا الجزء الغالي من العالم العربي وإخضاعه لسياستها الطائفية البغيضة.

جاء ذلك في كلمته في افتتاح ندوة (أوضاع المؤسسات التربوية والثقافية والإعلامية في اليمن: الاعتداءات وآليات الحماية)، والتي أقامتها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة وسفارة اليمن في الرباط.

وذكر التويجري، أنّ الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصّصة، سجّلت اعتداءاتٍ مسلحةً مستمرّةً على المعاهد والمدارس في اليمن، حيث تمَّ تدميرُ ما يناهز خمسمئة مدرسة، واستخدامُ عـدد كبير من المؤسسات التعليمية لأغراضَ عسكرية، فصلا عن تسجّيل ارتفاع متصاعد في أعداد الضحايا من الأطفال، وتَـزَايَـدَت، وبشكل خطير، حالات تجنيدهم واستخدامهم في المعارك من قبل الميليشيات الحوثـية، كما تَسَارَعَتِ وتيـرةُ اختطاف الأطفال، إلى جانب اضطـرّار الآلاف منهم إلى النـزوح مع عائلاتـهم، داخل اليمن أو خارجه، هروبـاً من مواقع القتـال.

وأشار إلى أنه في ظل هذا الوضع، ومع نزوع أعدادٍ كبيرة من الأطفال اليمنيين إلى هجران مقاعد الدراسة أو بسبب تدمير المدارس، للعمل ومساعدة عائلاتهم على توفير مداخيل إضافية.

وقال "صار حوالي ثلاثة ملايين طفـل يمني خارجَ المدرسة، بحسب تقارير المنظمات الدولية، منهم مليون ونصف المليون غادروا مقاعد الدراسة مجبرين، للأسباب الآنفة الذكر".

وأضاف، "إنَّ هذا الوضع المتردّي الذي آل إليه قطاعا التربية والثقافة في الجمهورية اليمنية، بسبب انتهاكات الميليشيا العميلة المتمرّدة في المناطق التي تسيطر عليها، وانعكاساته الوخيمة على الجهود التي تبذلها الحكومة الشرعية اليمنية، من أجل تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، التي أعلنتها الأمم المتحدة، وحدّدت مجالَها من سنة 2015 إلى سنة 2030، وهو: "ضمان التعليم الجيد والمنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع"، سيجعل من هذا الهدف حلماً بعيد المنال جداً، إنْ لم تتحرّك الأطراف المعنية، وطنياً وإقليمياً ودولياً، بشكل سريع وجدّي، لمعالجة الأزمة اليمنية من جوانبها كافة، وإيقاف النزيف القاتل الذي تتعرّض له المنظومتان التربوية والثقافية والمؤسسات الإعلامية والمآثر التاريخية في هذا البلد الذي عرفه التاريخُ سعيداً وأضحى اليوم شقياً".

هذا واستهدفت ندوة (أوضاع المؤسسات التربوية والثقافية والإعلامية في اليمن: الاعتداءات وآليات الحماية)، حشد الدعم العربي والإسلامي والدولي لقطاعيْ التعليم والثقافة في اليمن، لمواجهة ما يتعرضان له من أخطار، وتنسيق المواقف والمبادرات تجاه الجرائم المرتكبة في حق المؤسسات التعليمية والثقافية والمعالم الأثرية اليمنية، بين الجهات المختصة في مجالَيْ التربية والثقافة، على الصعـد الوطنية والإقليمية والإسلامية والدولية.

كما استهدفت بلورة رؤية لإبعاد قطاعيْ التربية والثقافة في اليمن عن النزاعات السياسية والمواجهات المسلحة، وتفعيل القرارات الدولية ذات الصلة بحماية المواقع التاريخية والأثرية اليمنية من الاستهداف المسلح.

وقدمت خلال جلسات الندوة عروض تلفزيونية وأوراق عمل، حيث عرض في الجلسة الأولى فيلم قصير بعنوان (الريح السوداء) تعرض لكارثة الانقلاب الحوثي وخطوات إسقاط المؤسسات الحكومية في اليمن والدمار الذي لحق بها.

وقدم الدكتور علي محمد زيد ورقة عن الوضع الثقافي في اليمن في ظل ميليشيا الحوثيين وكيف عمدت هذه الميليشيا لتدمير الحقل الثقافي ومحاصرة المبدعين في لقمة عيشهم.. مستعرضاً حجم المعاناة التي يعاني منها مبدعو اليمن في ظل مصادرة الحقوق والحريات وتجفيف منابع الدخل وإحكام القبضة على منابر الثقافة المتبقية.

في حين قدم مستشار وزير العدل المغربي الدكتور ادريس نجيم ورقة عن الحماية الدولية للاعيان التاريخية والمؤسسات الإبداعية في ظروف الحرب.. مستعرضا عددا من انتهاكات الحوثيين لقطاع الثقافة والفنون والإبداع في اليمن.

وفي الجلسة الثالثة قدم الإعلامي عبدالله اسماعيل عرضا عن واقع الإعلام اليمني في ظل الانقلاب والانتهاكات الممنهجة للحوثيين تجاه الصحفيين، وعرض فيلما وثائقيا (بلا قيود) عن الآثار الخطيرة التي تتركها ميليشيا الحوثيين على قطاع الصحافة.

وفي ختام الندوة أكد سفير المغرب لدى اليمن محمد حما، استمرار دعم المملكة المغربية لمواقف اليمن والشرعية اليمنية.. مؤكداً أن المغرب كجزء من التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن سيبقى على موقفه الداعم لعودة المؤسسات الشرعية وإلغاء الانقلاب وتعزيز استقلال ووحدة اليمن.