ما لا يحب الحوثيون قوله

السياسية - Wednesday 04 July 2018 الساعة 05:54 pm
فارس جميل، نيوزيمن، تقرير خاص:

نشر مركز التهديدات الحرجة الأمريكي تقريراً خلاصته الأخيرة يمكن تلخيصها في: "اتركوا الحوثيين يتحكمون بالحديدة، فهم يحافظون على مصالحنا"، حيث قال بأن الهجوم على الحديدة (أي استعادتها من قبضة ميليشيا الحوثي إلى حاضنة الجمهورية اليمنية) يهدد مصالح أمريكا ويعرضها للخطر، بذريعة أن الضغوط ستخف على تنظيم القاعدة جنوباً للتفرغ لهجوم الحديدة، كمؤشر على دعم أمريكي متستر للحوثيين.

مسؤول روسي رفيع قال قبل أيام بشكل صريح وقاطع إن بقاء مقاتلين إيرانيين في سوريا يحافظ على أمن إسرائيل، لكن الناطق باسم ميليشيا الحوثي محمد عبدالسلام لم يذكر هذا التقرير أبداً، ولم يقرأ ذلك التصريح الروسي أيضاً، بل شارك على صفحته بتويتر تقريراً لصحيفة الأخبار اللبنانية الموالية لحزب الله، يقول إن انتصار جماعته في اليمن سيساعد فلسطين ويشكل تهديداً على إسرائيل، ولم يقل لأحد كيف سيهدد الحوثيون إيران ونصر الله الذي يعتبرونه مرجعهم المقدس هو بنفسه يتمنى أن يأتي (من حدود إسرائيل) إلى اليمن للقتال معهم ضد إخوانهم اليمنيين.

ينشرون ويشاركون ما يروق لهم ويساعدهم على تضليل الرأي العام، لكن الفضاء المفتوح للانترنت يقف ضد احتكار واختيار المعلومات الحقيقية والكاذبة.

مواقع إلكترونية عدة نشرت عن سبع قنوات دينية/سياسية إيرانية تنشر التشيع للعالم العربي وناطقة بالعربية، لكنها تبث من القمر الإسرائيلي، مع تساؤلات حول كيفية ومنطقية أن يقوم من يدعي العداء لإسرائيل باستئجار نطاقٍ للبث على أقمارها الصناعية، ولمن توجه هذه القنوات رسالتها عبره، وهي تبث، أيضاً، على قمر نايل سات وعربسات الموجهين للعالم العربي؟!

تنشر هذه القنوات - وهي بالمناسبة ضمن شبكة ما تسميه إيران بشبكة القنوات الإسلامية التي تمولها طهران وتتحكم بإدارتها ورسالتها وسياستها الإعلامية ومنها قناة المسيرة التابعة للحوثيين وقناة الساحات الموالية لهم - تنشر هذه القنوات كل أنواع الكراهية والتمييز بين المسلمين السنة والشيعة، فهي تنشر التشيع باعتباره الحق الأوحد وما دونه الضلال المبين الذي نقيضه ليس اليهودية ولا أية ديانة أخرى سواها، بل الإسلام السني، فالنظام الإيراني العجيب الذي يمنع فتح أي مسجد للسنة في طهران، بينما تنتشر المعابد اليهودية هناك بالعشرات، يتمتع بالدعم المطلق في خطاب هذه القنوات طالما هو من ينفق عليها.

ربما لا يعلم كثيرون أن إيران هي الوحيدة التي تنافس أمريكا في تصدير المكسرات إلى الأسواق الإسرائيلية، وأن هناك عشرات الشركات الإسرائيلية تستثمر في إيران الإسلامية الثورية، ولم يقرؤوا عن فضيحة (إيران جيت)، وكيف دعمت إسرائيل وأمريكا آية الله الخميني ضد العراق في حرب البلدين في الثمانينات، ولذلك يمكن للحوثيين أن يقولوا بشكل واضح عبر إذاعاتهم المحلية إن إيران قهرت إسرائيل وإن الأخيرة لا تخشى أحداً من العرب، لكنها تخشى طهران الإسلامية، كما قال أحد المذيعين، مؤخراً، وهو يمجد الثورة الإيرانية دون مناسبة.

في فعالية مناصرة من ميليشيات عراقية لميليشيا الحوثيين عقدت في بغداد مؤخراً، كان الخطاب الطائفي واضحاً وظاهراً بأعلى الأصوات، فاليمن مجرد مقاتلين شيعة لا أكثر ولا أقل.

في آخر التقارير للمعونات الأمريكية السنوية لدول العالم جاءت العراق في المرتبة الأولى (قبل إسرائيل) حيث تحصل على أكثر من خمسة مليارات دولار سنوياً من المساعدات الأمريكية، وإذا عرفنا أن (41 كياناً وميليشيا عراقية مسلحة) من الميليشيات الطائفية الموالية للحكومة العراقية والحاكمة لها فيما يسمى بالحشد الشعبي وعددها يفوق 71 كياناً وتشكيلاً ميليشاوياً بايعوا آية الله علي خامنئي كمرجع لهم، يقاتلون تحت رايته وليس تحت راية العراق العربي، فلماذا تدعم أمريكا هذه الكيانات وحكومتها الموالية لطهران أكثر من أي دولة في العالم، ولماذا سلمت العراق أرضاً وإنساناً ليقع تحت هيمنة إيران؟!!

في كل ذلك تفرغ فاضل المشرقي مشرف الحوثيين على محافظة ذمار لشتم الصحابي أبوهريرة واتهامه بالكذب والنفاق والجبن، وهكذا يهربون من حقائق ومعطيات الواقع إلى كذبات وغموض وتزوير التاريخ، بما فيه تاريخ الثورة اليمنية الخالدة 26 سبتمبر 1962... وللقصة بقية.