واشنطن بوست: القاعدة فقد نصف أراضي سيطرته في اليمن

السياسية - Monday 09 July 2018 الساعة 04:59 pm
فارس سعيد، ترجمة خاصة لـ"نيوزيمن":

مع اقتراب المئات من القوات المدعومة من أمريكيا على متن أطقم، كان متشددو القاعدة يراقبون وينتظرون في معقلهم وهم مختبئون في الجبال وقد زرعوا الألغام.

أطاح أحد الانفجارات بأحد الأطقم، في حين واصل بقية الأطقم تقدمهم. ثم جاء انفجار ثان، وثالث، حتى انفجر 5 أطقم في غضون دقائق معدودة، ثم شرع مقاتلو التنظيم في فتح نيران أسلحتهم الرشاشة والثقيلة من جحورهم الجبلية، كما أفاد خمسة من شهود العيان في العاشر من مايو الماضي، والذين كانوا متواجدين وقت الكمين.

وقال رؤوف سالم أحمد، 28 عاما، المقاتل اليمني الذي أصيب برصاص قناصة القاعدة في حوضه وساقه: "كان هناك الكثير من الكمائن الخداعية. لم يكونوا خائفين من شيء. ولو كانوا خائفين ما قاتلوا بتلك الشراسة".

وخلال العام الماضي، ازداد القتال ضراوة بين القاعدة والقوات المحلية، في حين وجه الكثير من الاهتمام للحرب الأهلية بين المتمردين الحوثيين والحكومة المعترف بها دولياً، تصاعدت المعركة التي تشنها القوات اليمنية المدعومة من الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة ضد متشددي القاعدة.

وفقد التنظيم ما يقرب من نصف أراضي اليمن التي كانت خاضعة لسيطرته في أواخر عام 2015، على نحو ما أفاد به الكثير من المحللين الأمنيين في البلاد. غير أن التنظيم لا يزال حيا ونشطا في أجزاء من 7 محافظات يمنية على أقل تقدير، ومن بينها محافظات شبوة، وأبين، وحضرموت، وفقا للمقاتلين المناهضين لوجود القاعدة في البلاد، ويعملون أحيانا في أماكن أخرى من جنوب البلاد.

وخلال العام الأول من ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، نفذت الولايات المتحدة المزيد من الغارات الجوية ضد عناصر تنظيم القاعدة في اليمن بأكثر مما كان عليه الأمر في السنوات السابقة. ومع تباطؤ وتيرة العمليات إلى حد كبير خلال العام الجاري، إلا أنها لا تزال أعلى بكثير من المعدل المسجل لدى إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما.

وتعمل القوات الخاصة الأمريكية على الأرض لتقديم المشورة للقوات اليمنية التي تقاتل القاعدة، مع توجيه الغارات الجوية الأمريكية في دور حيوي يزداد تصاعدا مع تصاعد الحملة الجوية في البلاد.

وقال مسؤولون في البنتاغون، إن هذه الجهود تعمل على إضعاف القاعدة في اليمن، والذي تعتبر أكثر فروع القاعدة خطورة.

وطُرد عناصر التنظيم بالفعل من بعض معاقلهم هناك، وأفادت القوات اليمنية بأن إنجازاتهم الأخيرة ضد تنظيم القاعدة لم تكن سهلة. ويقول مقاتلون يمنيون من الذين قاتلوا عناصر التنظيم في محافظتي شبوة وأبين إن التنظيم قد تحمل آثار القصف الجوي ولا يزال يعتبر من أكثر الخصوم خطورة هناك.

وخلال الأشهر الأخيرة، واصلت العناصر المتطرفة من تصعيد حملات الكر والفر والتقهقر الاستراتيجي، كما نفذوا موجة مركزة من التفجيرات والاغتيالات التي طالت المسؤولين الحكوميين ورجال الأمن وغيرهم.

وقال شهود عيان، إن الاشتباكات المسلحة العنيفة التي استمرت ليومين متتاليين في جبال خبر الشرقية بمحافظة أبين في شهر مايو الماضي دفعت بنحو 500 من المقاتلين المحليين في مواجهة ما يقرب من 30 عنصرا متطرفا من عناصر التنظيم الإرهابي.

ووفقاً لمسؤولين في المستشفى، قتل خمسة مقاتلين محليين وأصيب 19، بينهم أربعة متشددين فيما فر الباقون بعد أن تركوا خلفهم اثنين من القناصة في مهمة انتحارية لصد أعدائهم.

وقال محللون أمنيون، إن القاعدة فقد نحو نصف الأراضي اليمنية التي كان يسيطر عليها في أواخر عام 2015، لكن المقاتلين ما زالوا نشطين في أجزاء من سبع محافظات على الأقل، بما في ذلك شبوة وأبين والبيضاء وحضرموت.

وقال رامي علي (25 عاما) وهو مقاتل ضد القاعدة شارك في المعركة "الآن هم أكثر خطورة.. لا يتواجدون في مكان واحد أو منطقة محددة، لذلك من الصعب العثور عليهم ويحاولون العثور على أي فرصة لتنفيذ هجماتهم".