قرار مليشيات الحوثي بتخفيض سعر بيع الغاز إلى 2500 ريال حبر على ورق

متفرقات - Monday 16 July 2018 الساعة 08:04 pm
صنعاء - نيوزيمن - خاص:

قال سكان في أمانة العاصمة، إن القرار الذي اتخذته مليشيات الانقلاب الحوثية بشأن خفض سعر أسطوانة الغاز المنزلي في العاصمة صنعاء إلى 2500 ريال بعد أن كانت تباع ب 3000 ريال، مجرد حبر على ورق ولم ينفذ على أرض الواقع.

وكانت سلطة الانقلاب أعلنت عن قرار جديد اتخذته يقضي بتخفيض بيع أسطوانات الغاز في أمانة العاصمة إلى 2500 ريال لكل أسطوانة، وذلك ابتداءً من يوم السبت الماضي.

وقال أحد البائعين في دينات نقاط البيع المتنقلة بأمانة العاصمة ل (نيوز يمن)، "فعلا تم الإعلان عن السعر الجديد لبيع الغاز في النقاط المحددة مسبقاً وبحيث يصبح سعر أسطوانة الغاز ب 2500 ريال، لكنه للأسف لم يطبق ومازلنا نبيع بالسعر السابق حتی اليوم".

بينما أكد المواطن محمود اليريمي، من سكان العاصمة، أنه ذهب اليوم إلى إحدى دينات البيع التابعة لشركة الغاز في نقم، وقام بتغيير أسطوانة الغاز بواحدة ممتلئة وطلبوا منه ثلاثة آلاف ريال.. معتبراً القرار الذي أعلنته ميليشيا الانقلاب ليس سوی ذر للرماد علی العيون.

واستدرك قائلاً: "بالنسبة لي لم أعد أتوقع أي شيء إيجابي من ميليشيا شعارها الموت ونهجها القتل والدمار وحتی وإن سمعت بمثل هذا القرار أدرك مسبقاً أنه لن ينفذ وأتذكر المثل القائل "إذا نطق الغراب وقال خيراً فأين الخير من وجه الغراب؟".

في حين يقول المواطن عبدالله صالح، "سمعنا بقرار تخفيض سعر الغاز ابتداءً من يوم السبت الماضي وأجلنا تعبئة أسطوانات فاضية لكي نعبي بالسعر الجديد ولكن جاء يوم السبت ولم تأت الدينة في حارتنا وكذلك يوم الأحد وتفاجأنا عندما جاءت ظهر اليوم الاثنين وطلبوا مننا السعر السابق 3000 ريال لكل أسطوانة".

ويسانده في هذا الطرح المواطن علي قائد، أحد سائقي باصات الأجرة بقوله، "قرار خفض سعر الغاز قرار فقط أذيع في وسائل الإعلام ولم يطبق على الواقع ومازلنا نشتريه بالسعر السابق وكأن شيئا لم يكن".

بدوره قال المواطن محمد أحمد، "كذبوا علينا أنهم خفضوا الغاز، واليوم سرت اعبي الأسطونة ولم أجد السعر اللي أعلنوا عنه بل بالسعر السابق 3000 ريال".

واستدرك باستغراب قائلا، "عاد أصحابهم - أي الحوثيين - جلسوا يروجوا في الحارة أن قرار التخفيض هذا من خيرات "السيد" - أي زعيم ميليشيا التمرد عبدالملك الحوثي - وجلسوا يضللوا المواطنين أنه سيتبع هذا قرارات أخری لتخفيض سعر صرف الدولار والماء والكهرباء ويطلبوا من المواطنين الصبر فقط والاحتشاد إلى جبهات القتال".

الموظف عماد محمد قال من جهته "أظن أن إعلانهم عن تخفيض سعر أسطوانة الغاز بسبب معارك الحديدة وانتصارات القوات المشتركة لمحاولة امتصاص الغضب الشعبي المتصاعد ضد كوارث هذه المليشيا الكهنوتية التي حولت اليمن إلى جحيم وسعيا نحو التغرير علی المواطنين لاستقطاب الشباب للقتال في صفوفهم في جبهة الساحل الغربي".

وأضاف: قرار إعلان تخفيض سعر أسطوانة الغاز جاء بعد كلمة قائد قوات المقاومة الوطنية طارق محمد صالح ودعوته للمواطنين للانضمام إلى أبطال الجيش والقوات المشتركة للتعجيل بنهاية الانقلاب الحوثي".. مذكراً أنه بعدها بيوم تحدث زعيم المليشيا عبد الملك الحوثي ثم أعلنوا عن تخفيض سعر مادة الغاز إعلاميا فقط لكسب الشارع وتهدئة الناس.

إجراءات الحوثي من فشل إلى آخر

ويأتي فشل الحوثيين بتطبيق السعر الجديد للغاز ليضاف إلى سلسلة من إجراءات الفشل التي رافقت بيع هذه المادة في عهد سلطتهم الانقلاببة والتي غالبها اتخذت لفتح مجالات لاحتكار هذه المادة وافتعال أزمات قبيل رفع أسعارها بشكل جنوني لتتجاوز في بعض الأوقات سبعة آلاف ريال مقارنة بنحو ألف ريال فقط بداية الانقلاب الحوثي، فضلا عن كون شركة صافر المنتجة للغاز مازالت تبيع سعر الاسطوانة بأقل من ألف ريال حتی اليوم.

وسعت مليشيات الحوثي للتحكم بأسعار المشتقات النفطية وخاصة الغاز من خلال منح تراخيص استيراد لتجار محسوبين عليها وجعلهم المصدر الوحيد لبيع الغاز بأسعار مضاعفة في محطات التعبئة وتعمدوا تهميش دور وزارة النفط والشركات والمؤسسات التابعة لها.

وفي ضوء ذلك حدث تلاعب كبير في الأسعار وبشكل جنوني و جاوز سعر الاسطوانة في بعض الأوقات أكثر من 7000 ريال ثم حاولت المليشيا التهرب عن مسؤوليتها وراء هذا التلاعب ووجهت اتهامات لأصحاب محطات التعبئة وسعت إلى إرغامهم بييع الغاز بسعر 3000 ريال فرفضوا ذلك تحت مبرر أن تكاليف شراء الغاز من صافر والجبايات التي تفرضها نقاط ميليشيا الانقلاب علی قاطرات الغاز وما تنهبه المليشيا منهم تحت مسمی دعم المجهود الحربي يجعل سعر الاسطوانة يفوق 4000 ريال.

واستغلت المليشيا هذا الرفض لتزج بالعديد من مالكي محطات الغاز في السجون واتخذت قراراً بإيقاف البيع عبر المحطات والإعلان عن آلية جديدة للبيع عبر عقال الحارات والذين بدورهم استغلوا ذلك ويقومون بالبيع للمواطن ب 3500 ريال منها 500 ريال إلى جيب العاقل وكذا تخفيض عبوة الاسطوانة إلى 15 لترا فقط بدلا عن 20 لترا.

ويستمر مسلسل العبث الحوثي بالإعلان لاحقا عن آلية أخری لبيع الغاز عبر دينات ونقاط بيع تحت مزاعم تجنب جشع عقال الحارات ليجد المواطن نفسه في دائرة النهب والسرقة ترافق كل آلية جديدة تقرها المليشيا ويقف خلف ذلك أذرع وأيدي مشرفي وتجار المليشيا الحوثية الذين أصبحوا مافيا فساد.

واختتمت ميليشيا الحوثي سلسلة إجراءاتها بقرار كاذب عن تخفيض سعر الغاز إلى 2500 ريال وتثبت السعر السابق ب 3000 ريال دون أن تطبقه علی أرض الواقع.