خبراء: 50 مليار دولار كلفة ألغام الحوثي على الاقتصاد

إقتصاد - Monday 16 July 2018 الساعة 09:25 pm
عدن، نيوزيمن، خاص:

ترك الحوثيون المدعومون من إيران، مساراً مليئاً بالألغام الأرضية خلال دحرهم من المحافظات والمناطق التي تم تحريرها، فيما زرعوا نحو مليون لغم في أنحاء متفرقة من المناطق الخاضعة لسيطرتهم حالياً.

وأكد خبراء اقتصاديون لـ"نيوزيمن"، أن التقديرات الأولية للكلفة الاقتصادية والاجتماعية لنزع الألغام في اليمن تتجاوز 50 مليار دولار، وهي أقل بكثير من الكلفة التي كان يحتاجها الاقتصاد اليمني للقضاء على الفقر والبطالة والخروج من قائمة الدول الفقيرة.

وأوضحوا أن الألغام التي زرعها الحوثيون بشكل كبير ستعيق التنمية الاقتصادية للبلاد لعقود قادمة، من خلال حظر الأرض المزروعة بالألغام، حيث تبقى منطقة محظورة يمنع الدخول إليها، وبالتالي لا تستثمر خيراتها الباطنية والسطحية وتقف عائقاً أمام التنمية الاقتصادية والتوسع العمراني.

ويؤكد خبراء الاقتصاد أن التكلفة القليلة جداً لصناعة الألغام تؤدي بالمقابل إلى تكاليف اقتصادية كبيرة جداً، وتؤثر على مشاريع التنمية بشكل لا يقبل المنافسة، ويضع عقبة أخرى في وجه إعادة بناء البلد وتقدمه.

وبينت التقارير الدولية، أن الحوثيين زرعوا ألغاماً أرضية على طول الساحل، وعلى الحدود مع السعودية، وحول المدن الرئيسية، وعلى طول طرق النقل المرتبطة بصنعاء، من أجل إنشاء أطر دفاعية أو تمهيد الطريق للتراجع.

وفي ذات السياق، يؤكد المهندس خالد سلام، الخبير الوطني لنزع الألغام لـ"نيوز يمن"، أن اليمن من أكثر الدول تضرراً من الألغام، ما يتطلب جهوداً دولية حثيثة لإزالتها، وقد تصل تكلفة إبطال لغم واحد إلى حوالي 3000 دولار.

وأوضح سلام، أن العبوات والألغام غير المٌتفَجَرة التي زرعها الحوثيون في أنحاء متفرقة من البلاد، ولم تكتشف بعد تغطي نحو 30% من الأراضي اليمنية ‏التي كانت مسرحاً للمواجهات الحربية، وتنعكس آثارها على نحو 10 ملايين شخص.‏

وبين خبير نزع الألغام، أن الألغام حيدت المساحات الزراعية والتجارية والصناعية لسنوات قادمة، مشيراً إلى أن التكلفة الاقتصادية تزيد نظراً للوقت والجهد المبذولين في عملية إزالة الألغام، ابتداءً من عمليات المسح وإعداد الخرائط ووضع علامات على حقول الألغام، وكذلك الإزالة الفعلية للألغام من الأرض.

ويعد عامل الوقت أحد أهم العقبات‏، إذ يقدِّر الخبراء بإزالة الألغام أن الوقت اللازم لإزالة لغم هو كمعدَّل أطول مئة مرة من الوقت اللازم لزراعته.

ورغم تطور تقنيات كاسحات الألغام، إلا أن هذه التقنيات لم تصل حتى الآن إلى القدرة الكاملة، ولا يتجاوز مسحها لخمسين بالمئة وهي نسبة ضئيلة جداً.

وبين سلام، خبير نزع الألغام، أن إزالة الألغام نوعان: النوع العسكري ويشمل فقط إزالة الألغام التي تعترض الممرات الاستراتيجية المطلوبة لتقدُّم الجنود، وهو ما يقوم به الجنود حالياً في مناطق المواجهات، لكن دون توثيق واعتماد سجل وخرائط وعلامات تحدد مواقع عمليات الإزالة.

واستطرد بالقول: أما النوع الإنساني، نوع مختلف بدرجة كبيرة، وهو تطهير الأرض من الألغام ومخلفات الحرب التي لم تنفجر والتي تشمل ذخائر قابلة للانفجار، وهو ما يحتاجه اليمن حالياً، وما بعد الصراع، ليتمكن المدنيون من العودة إلى ديارهم وممارسة أعمالهم اليومية والمعيشية دون التعرّض لتهديد.

وابتلي اليمن بالألغام الأرضية منذ عقود، إذ تم زرعها خلال الصراعات التي نشبت خلال الستينيات والسبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي في أرجاء مختلفة من البلاد، واستكملت ميليشيات الحوثي تلغيم الأرض والبحر بأضعاف تفوق سابقاتها آلاف المرات.

وأفاد مرصد الألغام الأرضية والذخائر العنقودية، المعني بمراقبة الالتزام بـ"معاهدة حظر الألغام" أن عدد ضحايا هذا السلاح الفتاك والعشوائي في اليمن بين عامي 2015 – 2016 فقط، ناهز 3000 شخص.