العودي: صراع اليمن قائم بين رجعية "قَبْيَلة" الدولة وثورة "دَيْوَلة" ما تبقى من عقلية القبيلة

السياسية - Thursday 19 July 2018 الساعة 06:36 pm
صنعاء، نيوزيمن:

قال أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء الدكتور حمود العودي، إن الصراع في اليمن اليوم، السياسي والعسكري على كل المستويات، قائم بين رجعية "قَبْيَلة" الدولة المستحيل والمدمر وثورة "دَيْوَلة" ما تبقى من عقلية القبيلة الممكن والمفيد لها قبل غيرها وللجميع.

جاء ذلك في ورقة عمل قدمها اليوم في الحلقة الثانية من الندوة الفكرية (جدلية العلاقة بين القبيلة والدولة) والتي نظمها المركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل (منارات) في صنعاء.

وقال الدكتور العودي "شتّان ما بين المفهوم والخواص الاجتماعية لمجتمع القبيلة ومجتمع الدولة، فهما ضدان لا يلتقيان في دولة القبيلة أو قبيلة الدولة كما يظن ويروج الكثيرون". وأضاف: "إن القبيلة هي مرحلة سابقة على الدولة في التاريخ البشري كله، والدولة هي ارتقاء بمجتمع القبيلة إلى مجتمع الدولة".

وتابع الدكتور العودي قائلاً: "إن اليمن هو مجتمع دولة بل وحضارة عظيمة بالدرجة الأولى منذ فجر التاريخ، ودون أن يلغي ذلك تأثره وتأثيره بمجتمع القبيلة والبداوة المحيط به في جزيرة العرب"، مبيناً أن التعرف على خواص مجتمع القبيلة ومجتمع الدولة كفيل بدحض أكذوبة أن اليمن مجتمع قبلي ككلمة باطل يراد بها ما هو أبطل.

وشدد أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء على أنه يجب على القبيلة قبل غيرها أن تنهض بنفسها وتستجيب لمنطق وقوانين مجتمع الدولة الصاعد ولصالحها، لا أن تحلم عبثاً باقتياده إلى حظيرتها المتخلفة، تسليماً وقبولاً بحقائق ومتغيرات الواقع واستجابة ومتغيراته التي لا تقهر من جهة ودعوة الإسلام كثورة على العصبية والقبلية من جهة ثانية والذي ميز، بوضوح، بين مفهوم الشعب والأمة ومفهوم القبيلة والعصبية وانحيازه بقوة لمفهوم الشعب والأمة ضد العصبية والقبلية.

وفي ورقة العمل الثانية التي قدمها عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي القومي محمد عبدالله ألكبسي، أكد على ضرورة تسخير دور القبيلة لخدمة الدولة المدنية والابتعاد عن الصراعات البينية بين القبيلة والدولة، واختيار الآليات والوسائل المناسبة بطريقة علمية مدروسة على أساس بناء علاقة سليمة بين الدولة والمكونات الاجتماعية لتشكيل وحدة سياسية اجتماعية.

مشيراً إلى أن السائد في المجتمع اليمني عن دور القبيلة في المجتمع المدني والنخب السياسية ودور القبيلة في التعددية والانتخابات وما يشكله الثقل الشخصي لرموز القبيلة من تحديد الفائز من عدمه على اعتبار أن القبيلة بمفهوم البعض كانت هي بطاقة المرور إلى العمل السياسي.

وقال، "إن الخصائص التي يتميز بها مجتمع القبيلة والدولة في اليمن القائم على الثنائية في الممارسة السياسية والمنشأ التحكيمي هي ما جعل للقبيلة خصوصية نابعة من ذاتها قد لا تتطابق مع المجتمعات المحيطة في عرب الشمال".. داعياً إلى توحيد المفاهيم فيما يخص الدولة والمكونات السياسية وتعزيز العلاقة بين مكونات المجتمع اليمني قبيلة ودولة وأحزاباً وتنظيمات سياسية على اعتبار أن الدولة هي التنظيم الجامع المترجم للإرادة الجمعية قراراً وتنظيماً من خلال سلطاتها (التشريعية والقضائية والتنفيذية).

هذا وكان المهندس يوسف الحشّار قد أكد على ضرورة تمساك النسيج المجتمعي بعيداً عن التدمير الذاتي الذي أصاب التطور بالشلل نتيجة المفاهيم المغلوطة التي حولت القبيلة إلى أحزب وطوائف متناحرة يتم استخدامها وتوظيفها في مصالح لا تمت إلى المصلحة العليا بصلة

وقال، "وهذا بحد ذاته يشكل محاولة نفي وإبادة؛ وبالتالي علينا العمل على إعادة القبيلة إلى نسيجها المتماسك القائم على التعاون كخطوة أولى نحو مدنية الدولة وتحرير أفراد القبيلة من أفكار العصبيات".

ودعا إلى ضرورة تحديث القبيلة لا تحديث التخلف وإعادة إنتاج العصبيات والأعرف المتناقضة مع فكر الدولة وتتقاطع مع مصلحة الفرد.

حضر الندوة عدد من النخب السياسية والفكرية والثقافية والمهتمين.