140 معتقلاً في الحديدة يعيشون عهد الإمام.. قلعة الإمام التي حولتها الجمهورية متحفاً وأعادها الحوثي سجناً

متفرقات - Monday 23 July 2018 الساعة 05:41 pm
مروان العقيبي، نيوزيمن، الحديدة خاص:

منذ سيطرت مليشيا الحوثي على قلعة الكورنيش في الحديدة أواخر أكتوبر 2014؛ صارت كلمة "القلعة" مرادفاً آخر للهلاك، ولفظاً ساخراً يتندّر به أبناء الحديدة على من يلمّحون بمعارضة سياسات المليشيا الحوثية.

تقع القلعة، كما يدّل اسمها، على كورنيش الحديدة القديمة، وقد بناها العثمانيون منذ قرابة 500 عام، واستخدمها الأئمة كسجن، وفي العهد الجمهوري كانت مزاراً سياحياً ثم مشروعاً لمتحف، وفي 2013 أصبحت مكتباً لمديرية الحوك قبل أن يعيدها الحوثيون إلى معتقل للمناهضين لوجودهم كما كانت في زمن الإمامة.

ونظراً لما تمتلكه القلعة من أهمية رمزية ومكانية كبيرة لدى سكان الحديدة، خاصةً وأن الحراك التهامي كان يتخذ من الساحة المجاورة للقلعة مقراً لاعتصاماته، فقد سقطت مدينة الحديدة، رمزياً، بيد مليشيا الحوثي بسقوط القلعة مع آخر مقاومٍ فيها.

وقد نجح الحوثيون في جعل القلعة بعبعاً مرعباً تدور حوله القصص والروايات المخيفة والمبكية في آن، والتي أصبحت امتداداً لأسطوريّة القلعة ومكانتها في الوجدان الشعبي، لكن بتحويلها إلى مركز لبث الخوف في المدينة، تحيط به هالة ظلامية وكمّ هائل من التساؤلات عما يدور بداخلها.

قليل ممن دخلوا القلعة قد خرجوا منها، يحيى هيج كان أحدهم، في لقاء أجري معه في مايو الماضي قال إن القلعة كانت تحتوي على 140 معتقلا ومخفيا قسريا، ليس من بينهم سوى أسير حرب واحد. بعضهم يقبع في المعتقل منذ 4 أعوام، والبعض الآخر ما زال مصيره مجهولاً.

يعيش هؤلاء المعتقلون في ظروف غير إنسانية وفي بيئة بهيمية إن لم تكن أسوأ، يتم حشرهم في أماكن مزدحمة، حيث أغلب السجناء مقيدون بأغلال حديدية في أقدامهم كما كان الحال في عهد الإمامة، ولا يسمح لهم بالذهاب لقضاء حاجاتهم سوى مرة في اليوم.

إلى جانب ما يتعرض له المعتقلون من حرمانهم من أبسط مقومات المعيشة، فهم يتعرضون لأبشع أساليب التعذيب النفسي والجسدي أثناء التحقيق معهم، من الإهانات الجنسية وحتى الحرق وغيرها من الطرق المقززة كإجبارهم على شرب البصاق "المتفل".

معتقل القلعة هو الوحيد الذي لا يسمح فيه بالزيارة، كأبسط الحقوق التي يمتلكها ذوو المعتقلين، عشرات الأمهات أطلقن مناشداتهن وبكينَ دماً أمام المسؤولين الحوثيين لمجرد الإفصاح عن مصير أبنائهن دون جدوى، متجاهلين كل التضرعات ومتخلين عن كل الأعراف والقيم الإنسانية.

ويحدث هذا في صمت مطبق ومثيرٍ لكثير من الجهات الحقوقية والناشطين في المجال الإنساني عما ترتكب من انتهاكات بحق المعتقلين والمخفيين، حيث لم يتم رصد أي انتهاك متعلق بقلعة الكورنيش في الحديدة.