الإصلاح يعلن الحرب لمنع تحرير تعز

السياسية - Thursday 09 August 2018 الساعة 10:29 pm
عماد طربوش، نيوزيمن، تعز:

عادت المواجهات المسلحة بين كتائب أبي العباس ومقاتلي الإصلاح في ألوية الجيش الوطني في تعز، بعد محاضر اتفاقات أنهت خلافات صدامات الطرفين سابقاً، وتكللت بلقاءات لقيادات طرفي القتال برعاية المحافظ وعارف جامل وكيل المحافظة رئيس فرع المؤتمر في المحافظة.

ورغم إعادة الطرفين أسباب تجدد المواجهات إلى خرق الطرف الآخر للاتفاقات، إلا أن الواقع على الأرض يكشف عن نوايا مبيتة لدى الإصلاح تجاه كتائب أبي العباس، حيث تتواجد قوات إصلاحية في المربعات على التماس مع مناطق تحت إدارة كتائب أبي العباس.

ومنذ الصدام السابق بين الطرفين نشر الإصلاح عددا كبيرا من مقاتليه في مربعات العواضي والجملة والمصلى والأوجينات والتحرير، إضافة إلى التمركز للقناصة في فنادق المربعات المحاذية والعمارات الكبيرة وأزقة الحارات وبشكل يمكن ملاحظته بوضوح من قبل سكان هذه المربعات.

بدأت الشرارة، كما هو دوماً، بعملية اغتيال لجندي من اللواء 22 ميكا الذي يقوده صادق سرحان من قبل شخصين ملثمين على دراجة نارية ونهب سلاحه، وعلى الفور بدأت استعدادات النزال المسلح الذي غالباً ما يخطف أرواح الأبرياء من المدنيين قبل المتصارعين.

توقيت المواجهات جاء بعد اجتماع موسع للقيادات العسكرية والأمنية وقيادات السلطة المحلية برئاسة المحافظ، وخرج الاجتماع بالتوافق على ثلاث لجان تشكيل لجان عسكرية وإشرافية ولجنة إسناد شعبي، وتتولى هذه اللجان التحضير لاستكمال عملية تحرير المحافظة من ميليشيا الحوثي الانقلابية.

ويرأس اللجنة الاشرافية وكيل المحافظة لشئون الدفاع والأمن اللواء عبد الكريم الصبري، فيما يرأس اللجنة العسكرية قائد محور تعز اللواء الركن خالد فاضل، وعضوية عدد من قادة الألوية العسكرية، وتم تكليف عارف جامل برئاسة لجنة الإسناد الشعبي وتضم في عضويتها وكلاء المحافظة وقيادات الأحزاب السياسية والنقابات والمنظمات الجماهيرية.

وخلال الاجتماع وجه المحافظ اللجان المشكلة ببدء تنفيذ المهام الموكلة إليها وموافاته بتقارير الإنجاز بشكل منتظم، وكان الانطباع السائد أن كبار السلطة في تعز توافقوا أخيراً على إدارة عملية عسكرية مشتركة ضد المليشيات وتجاوزوا الخلافات التي تعصف بهم.

الإصلاح ومعه قائد محور تعز، اعتبروا تشكيل اللجان وتوزيع مهام استكمال عملية التحرير سطواً من قبل المحافظ على صلاحيات محور تعز وقيادات المحافظة العسكرية، بينما كان التخاطب مع الجهات المختصة في الشرعية والتحالف على أن يتولى محور تعز وليس المحافظ المهمة.

ومن هذا الاحتكار لحق المشاركة والتشارك في مهمة تحرير تعز يتعاطى الإصلاح مع أي استعدادات أو خطوات عملية تتجه نحو استكمال عملية تحرير تعز، ويضع كل العراقيل للوصول إلى انفراده بتنفيذ المهمة للحصول على دعم مالي وعسكري لا يشاركه فيه أحد من قيادات المحافظة غير المنتمين للإصلاح.

وكانت عملية عسكرية سابقة نفذت قبل رمضان أشرف عليها العميد عدنان رزيق، قائد اللواء الخامس حرس رئاسي، كلفت الحكومة 3 مليارات ريال تسلمها رزيق شخصياً لتمويل العملية التي لم تحقق أي نجاح ميداني باستثناء التضحية بأكثر من 100 مقاتل من الجيش الوطني في المحور الشرقي لتعز، وذلك بسبب غياب التنسيق والتكامل بين وحدات وفصائل الجيش والمقاومة في تعز حينها.

ومن أجل أن يعرقل الإصلاح العملية العسكرية المرتقبة في تعز، توجه إلى خلق معركة مع كتائب أبي العباس تحت مبررات متعددة الهدف منها واحد هو نقل معركة تعز الجامعة ضد المليشيات إلى مربع جانبي لتأزيم الموقف وإعادة بناء رؤية مختلفه عن المعركة وتفاصيلها المتفرعة بعيداً عن وجود المحافظ كرقم فاعل.

يعمل الإصلاح، بكل قوة، لإفشال المحافظ الجديد لتعز والذي أظهر صلابة واضحة في تعاطيه مع ابتزاز الإصلاح وأذرعه العسكرية والأمنية والسياسية، ويعمل قادة الحزب في تعز ومعهم الجناح العسكري لتنفيذ كل ما تستوجب المرحلة عمله من أجل عدم السماح بظهور قيادة قوية في المحافظة تسلب الحزب نفوذه وتسيده على المشهد العام.

لايخشى الإصلاح فاتورة تفجيره للوضع في مدينة منهكة بحصار وحرب متوحشة أنتجت وضعاً لم يكن أشد المتشائمين يتوقع الوصول إليه ولا يتورع في التضحية بأرقام من خانة جناحه العسكري قرباناً على خشبة أطماعه المتجاوزة لحق الشراكة والعمل الجماعي والتعايش عسكرياً وسياسياً مع مكونات تعز الأخرى.