كيف يستقبل المواطنون عيد الأضحى في صنعاء؟

المخا تهامة - Thursday 16 August 2018 الساعة 08:13 pm
جلال محمد، نيوزيمن، تقرير خاص:

وجوه تعلوها الحسرة، وحالة نفسية محبطة، يستقبل المواطن اليمني عيد الأضحى المبارك وهو يشكو الحال القاسي الذي آلت إليه حياته جراء الصراع الدائر منذ 4 سنوات ولا حلول تلوح في الأفق، يتحدث المواطنون بغصة وألم عن "العيد" وظروفهم “غير المسبوقة طوال حياتهم”، والسؤال المتردد على ألسنتهم: أي عيد وأي فرحة في ظل ما نعانيه من غلاء معيشة، أي عيد نتحدث عنه ورواتبنا منقطعة ومصادرة بفعل التجاذب السياسي الذي حول لقمتنا ومصدر رزقنا لأداة سياسية يريد كل طرف إخضاع الآخر بها، وفي ظل سباق سلطة الأمر الواقع في صنعاء ومشرفيها على نهب كل الموارد وتكديس الأموال العامة في حساباتهم الخاصة.

الموظف الحكومي لا يعني أحداً

أيام قليلة تفصلنا عن عيد الأضحى وأنا فارغ اليدين ولم أستطع توفير أبسط متطلبات العيد، لم أكسُ أطفالي الثلاثة وأمهم، أما أنا فلا أفكر بكسوتي ككل عام، وأكتفي برؤية أطفالي وزوجتي وهم يرتدون ملابس جديدة ويعيشون فرحة العيد، هكذا تحدث نشوان الحبابي لـ"نيوزيمن" عندما سألناه عن استعداداته للعيد.

تقول ابتسام عبدالله -موظفة حكومية- بحثت عن سلع رخيصة علّي أحظى بمتطلبات عيد الأضحى المبارك من ملابس وحلويات... لكن خيبة الأمل لازمتني خلال جولتي. الغلاء فاحش، والأسعار نار، والآن خرجت من السوق بكفين خاليين إلا من الحسرة.

وتضيف قائلة: "يصعب على المواطن البسيط أن يكسو أولاده الكسوة التي اعتادها أو يشتري أضاحي العيد بسبب الأوضاع التي نعيشها ونمر بها، لا رواتب ولا فرص عمل ولا شيء، فقط من كان مع أنصار الله معه زلط، ومن كان مع الإصلاح في مأرب معه زلط، ومن كان مسكين كافي خيره شره.. وهذا حال غالبية موظفي الدولة يسير ملح، ما تشتيني أقول وأنا أبكي وبنتي وابني يطالبون بكسوتهم ولا يعرفون أن والدهم ووالدتهم موظفون بلا رواتب".

يتحدث سليمان علي، والغصّة تغلبه: ”أصبحت ما أقدرش أرجع بيتي وأنا أوعد عيالي كل يوم أنني باستلم راتبي وساشتري لهم كسوة العيد. ولا عاد تلاقي هذا الأيام يا أخي حد يسلفك، لأن الناس كلهم سواء.. حال الناس كلها ضنك في ضنك.. الله ينتقم من كل من كان سبب في أوجاعنا، راتب الموظف الحكومي أصبح قمار بيد السياسيين من الحوثي ومن هادي”.

البيض بدلاً عن الأضاحي

في حديثه لـ"نيوزيمن” عن العيد والأضاحي هذا العام، يقول إسماعيل عزيز: الوضع سيئ، كما تشاهد، لم يعد خافياً على أحد ما وصل له الشعب اليمني، وصدقني أن العيد أصبح أثقل شيء على رب الأسرة خصوصاً مع استمرار وقف صرف الرواتب والحرب التي أكلت الأخضر واليابس، حالياً الشخص الذي كان يشتري ثورا أو ثورين لا يستطيع شراء كبش واحد، لأنه لا يوجد معه المال".

من جانبه يعلق الحاج أحمد صالح، "الحبة البيض بخمسين وأنت تسأل عن الأضاحي، أنا وعيالي كلنا موظفين وما عاد معنا رواتب، لنا سنتين ما عاد أبسرنا فلس، كنت متعود أضحي كل سنة، بس هذه السنة ما لنا إلا البيض نضحي به، قد الكرتون بقيمة طلي".

يعود اليمنيون إلى منازلهم في ظل ارتفاع أثمان السلع الغذائية وملابس العيد والأضاحي منكسري الخاطر، والهموم واضحة على محياهم، فالكل يعاني وتستمر المعاناة في ظل عبثية الأطراف المتصارعة وتحكمهم في المصدر الوحيد للموظف اليمني وهو "الراتب"، فحكومة الأمر الواقع في صنعاء لا يهمها سوى جمع التبرعات وامتصاص دم المواطن تحت مسميات المجهود الحربي ودعم الطيران المسير وغيره من وسائل وطرق النصب والاحتيال، و الشرعية يبدو أن أكبر طموحاتها كيفية تعيين أحفاد أحفاد من هم في الحكومة من سفراء ووزراء ومقربين.