أطفال ويتامى.. وقود معارك المليشيا الحوثية

متفرقات - Monday 20 August 2018 الساعة 08:04 am
محمد الحضرمي، نيوزيمن، تقرير خاص:

دائماً ما يرتبط الحديث عن مليشيات الحوثي بتجنيد الأطفال والزج بهم في مختلف الجبهات التي يخوضونها منذ أكثر من ٣ أعوام، في خرق للقوانين والاتفاقيات الدولية المعنية بحماية حقوق الأطفال.

حيث بلغ عدد الأطفال الذين تم تجنيدهم، بحسب ابتهاج الكمال وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل في الحكومة اليمنية، نحو 23 ألف طفل، منهم ألفان و500 طفل منذ بداية العام الحالي 2018.

في هذا التقرير سنتطرق إلى الأساليب والمراحل التي تنتهجها هذه المليشيات في عمليات تجنيد الأطفال وتهيئتهم نفسياً وعقائدياً.

تهيئة الأسرة

تبدأ عملية تجنيد الأطفال بتهيئة أسرهم في عملية يطلق عليها الحوثيون (التوعية بالثقافة القرآنية)، حيث تنتشر العديد من النساء الماهرات بمجال الإقناع في التجمعات النسوية، لتعبئة الأسر بالثقافة الطائفية التي تمثل المحرك الرئيس في توسع المليشيات اجتماعياً.

وتعتمد هذه المحاضرات على الإشاعة التي يبثها إعلام المليشيات حول الاغتصابات وانتهاكات الأعراض في مناطق سيطرة الشرعية؛ كما تعمل هذه التعبئة على إظهار أن مناطق سيطرة الشرعية تتحول فور تحريرها إلى بيئة خصبة للتنظيمات الإرهابية، وكذلك تحاول تصوير الطرف الآخر كعدو ضعيف أمام المقاتلين الحوثيين بحيث تمثل الجبهات لهذا الأخير بأنها مجرد "نزهة"، بحسب تصريحات عدد من الأهالي لـ"نيوزيمن".

المشرف الثقافي

تفرض المليشيا الحوثية على كل حي بالمحافظات التي تسيطر عليها (مشرفاً ثقافياً) مهمته تعبئة الشباب والأطفال والمراهقين بحتمية "الجهاد" وفق المنهج الذي أسسه حسين الحوثي في ملازمه حول الولاية ووجوب الطاعة والجهاد، وتحريم التفكير خارج الأطر الطائفية التي يحددونها "أعلام الهدى" وهم قادة المليشيات وعلى رأسهم عبدالملك الحوثي فيما يسمى بـ"التسليم المطلق للقيادة".

ويتحدث لـ"نيوزيمن"، مواطن في محافظة إب قائلاً، "إن المشرف الثقافي في حيهم يعمل على اسقطاب المراهقين ومن هم دون السن القانونية إلى مكتب أنصار الله لتطبيق برامج جهادية كالمحاضرات التي تستمر لساعات"، مضيفاً أن المرحلة الثانية تكون بنقل ضحايا التعبئة إلى دورات طائفية في بدرومات يُعزلون فيها عن أهاليهم وكل وسائل التواصل لمدة تصل إلى أسبوعين.

مشيراً إلى أن الأسر التي ترفض السماح لأبنائها الذهاب إلى هذه الدورات تتعرض لمضايقات باعتبارهم "مرجفين" وتصل إلى حرمانهم من السلل الغذائية، أو السجن بتهم ملفقة، أو الفصل من الوظائف وغيرها من وسائل الضغط.

وتقوم المليشيات باستهداف دور الأيتام لتجنيدهم في الجبهات، حيث كُشف مؤخراً قيام المليشيات الحوثية بتجنيد أكثر من 200 طفل من منتسبي دار الأيتام في صنعاء.

الدورات العسكرية

هي خليط من التعبئة الجهادية والتمارين العسكرية التي يتدرب فيها ضحايا التعبئة من الأطفال ومن هم دون سن 15 على الرماية والتأقلم مع التضاريس الصعبة للجبهات.

ويتم خلال هذه الدورات تقسيم هؤلاء الأطفال بحسب قدراتهم التي تظهر في تمارينهم، بحيث يتوزعون على الجبهات كجنود أو في المدن كأمنيين في نقاط التفتيش.

وتعمد المليشيات خلال هذه الدورات إلى ترغيب الضحايا في الجهاد من خلال إشعارهم بقوتهم وتعبئتهم على وجوب هذا التحرك حتى لو واجهوا رفض أسرهم.

ويتحدث أحد أهالي قتلى المليشيا إلى "نيوزيمن"، أن ابنه (١٤ عاماً) التحق بمعسكرات الحوثيين التدريبية وشارك معهم في القتال بجبهة نهم وأصيب في قدمه، مضيفاً أنه "حاول إقناع ابنه، بعد تماثله للشفاء، بعدم العودة إلى الجبهة إلا أنه استطاع الهرب من المنزل ليتفاجأ بعد شهر باتصال من (مكتب أنصار الله) أن يأتي لاستلام جثة ابنه الذي قتل في جبهة الساحل الغربي".

وتستغل المليشيا الحوثية الصراع الدائر، والذي أدى إلى توقف العملية الدراسية في مناطق النزاع، لتجنيد الأطفال.. حيث أعلنت منظمة اليونيسيف أن نحو نصف مليون طفل اضطروا لترك الدراسة منذ تصاعد النزاع في اليمن، ويرتفع بهذا العدد الكلي للأطفال المحرومين من التعليم في اليمن إلى مليونين، مع تزايد عمليات التجنيد في صفوف الأطفال.

وقد أطلقت مؤخراً منظمة سلام بلا حدود ـ التي تتخذ من فرنسا ومانشستر مقراً لهاـ حملات لتبصير المجتمع الدولي بجريمة تجنيد الأطفال لدى مليشيات الحوثي، وحثهم على التحرك لإيقافها.

وأكدت الحكومة اليمنية على لسان وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل الدكتورة ابتهاج الكمال، أن الحوثيين قاموا بتجنيد ما يزيد عن 23 ألف طفل، منهم ألفان و500 طفل منذ بداية العام الحالي 2018.