في زمن الحوثي.. التعليم لمن استطاع إليه سبيلاً

المخا تهامة - Thursday 20 September 2018 الساعة 10:15 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

لديّ أربعة أطفال في المدارس، ولم تكفِ 36 ألف ريال لتلبية احتياجاتهم المدرسية.

هكذا بدأت الأم (هـ. أ) حديثها بمرارة فور بدء العام الدراسي الجديد، بعد أن عادت من المكتبة مع أطفالها دون أن تكمل مستلزماتهم المدرسية.

وتواصل لـ"نيوزيمن": "الوضع أصبح لا يطاق.. اضطررت للعمل في مدرسة خاصة من أجل تخفيف العبء على زوجي ولم أستطع إكمال احتياجات أطفالي".

ويجد الكثير من الآباء والأمهات في صنعاء أنفسهم عاجزين عن تلبية أبسط الاحتياجات لأطفالهم، ومنها المستلزمات المدرسية لمن هم في سن التعليم، بفعل الأوضاع المعيشة الصعبة التي يعانيها غالبية السكان في مناطق سيطرة الحوثي، خاصة مع إيقاف الميليشيا صرف مرتبات موظفي القطاع الحكومي منذ عامين ونيف.

في المقابل تتعامل وزارة التربية الخاضعة لسيطرة الحوثيين في صنعاء مع معاناة الآباء بعدم اكتراث، إذ لم تقم بأي تحرك عملي من شأنه دفع المدارس الحكومية والأهلية إلى تخفيف الأعباء على الأسر.

بدورها تقول (أ.و) "ذهب طفلي إلى المدرسة وهو يحمل دفتره القديم بعد أن قمت بإزاله الأوراق المستخدمة منه.. كونه مازال قابلا للاستعمال، وعند عودته قال لي (الأستاذة عاقبتني عشان ما جبت دفتر جديد)، مضيفة أنها اضطرت إلى إبقاء طفلها في البيت كحال الكثير من الأسر في صنعاء.

وكشف تقرير حديث لمركز الدراسات والإعلام التربوي (منظمة مستقلة) أن ما لا يقل عن ثلاثة ملايين طفل حرموا من مواصلة التعليم في العام الدراسي 2016- 2017 -حسب التقويم الزمني الرسمي- بسبب إغلاق المدارس والتدمير الذي تعرضت له المئات منها، بالإضافة إلى تحويل المئات منها إلى ثكنات عسكرية ومراكز إيواء لاجئين وفارين من الحرب، فضلاً عن المخاطر الأمنية التي تتهدد الأطفال.

وتقول لـ"نيوزيمن"، مديرة إحدى المدارس الخاصة في صنعاء، معلقة على ارتفاع رسوم الطلاب الدراسية، "إن الحوثيين فرضوا على المدارس مبالغ ضريبية طائله سنوياً تقدر ب 5 أضعاف المبالغ التي تعودت المدرسة دفعها".

وأضافت: "حاولنا عدم رفع الرسوم على الطلاب، لكننا لم نستطع، كون المدرسة لديها التزامات كل نهاية شهر، مما أثر ذلك على إقبال الطلاب للمدرسة وتحويل الكثير منهم إلى مدارس حكومية التي هي بدورها تعاني معاناة كبيرة يصعب وصفها".