مليشيا الحوثي تخترق حكومة هادي وتقول إنها تلقت كشوفاً بالموظفين الذين يتسلمون رواتبهم من عدن

متفرقات - Thursday 20 September 2018 الساعة 10:04 pm
صنعاء، نيوز يمن، خاص:

تحرم ميليشا الحوثي مليون موظف حكومي من رواتبهم، حيث يبلغ عدد الموظفين الحكوميين في المناطق الخاضعة لسيطرتها مليون موظف من أصل 1.2 مليون موظف حكومي، ويبلغ عدد الموظفين في المناطق المحررة 200 ألف موظف فقط يتقاضون رواتبهم بانتظام وفقاً للمعلومات التي حصل عليها "نيوزيمن". ومنذ 24 شهراً توقفت الميليشيا عن صرف رواتب مليون موظف وتصادرها لصالحها، وترفض وصول الإيرادات إلى البنك المركزي بعدن والذي تعهدت حكومة هادي بتسليم مرتبات كافة موظفي الدولة وتطالب الميليشيا بتسليم كافة الإيرادات إلى البنك المركزي بعدن، كما تفرض ميليشيا الحوثي رقابة صارمة على الموظفين وتمنعهم من السفر إلى المناطق المحررة لاستلام رواتبهم.

وفي ذات السياق، علم "نيوزيمن" من مصادره الخاصة، أن وزارة الخدمة المدنية والتأمينات الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي تسلمت كشوفاً بأسماء موظفي الدولة الذين يتقاضون رواتبهم من حكومة هادي وبالأخص الموظفين الواقعين في المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي.

بدوره مدير لشؤون الموظفين في إحدى الوزارات يقول لـ"نيوزيمن"، إنه تلقى معلومات من وزارة الخدمة المدنية بصنعاء والخاضعة لميليشيا الحوثي تفيد بأن الوزارة تلقت بيانات بأسماء الموظفين الذين يتقاضون رواتبهم من عدن، وأن الوزارة بصنعاء ستعمل على تسليم كافة الوزارات والمؤسسات الحكومية كشوفاً بأسماء الموظفين الذين يتقاضون رواتبهم من حكومة هادي ليتم اتخاذ الإجراءات الجزائية ضدهم وفقاً للمسؤول التابع للخدمة المدنية.

وفي ذلك يقول مصدر مطلع لـ"نيوزيمن"، إن ميليشيا الحوثي قطعت رواتب الموظفين وتسعى إلى حرمانهم من الحصول على رواتبهم من الحكومة، ومن المؤكد أن تقوم هذه الميليشيا بممارسات لا إنسانية ولا أخلاقية ضد من يتقاضون رواتبهم من الحكومة، إذا صحت معلومات حصول الميليشيا على كشوف بأسماء من يتقاضون رواتبهم من عدن، خاصة أن هناك الكثير من الموظفين يسكنون في صنعاء أو المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي ويتقاضون رواتبهم من الشرعية وهم في بيوتهم مما يجعلهم عرضة للمخاطر التي قد تطالهم من ميليشيا الحوثي في حال تبين لها أنهم يتقاضون رواتبهم من الحكومة.

ويبلغ عدد الموظفين الذين يستلمون رواتب من حكومة هادي ويسكنون المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيا نحو 7 آلاف موظف نزحوا إلى عدن والتحقوا بكشوف صرف الرواتب من الحكومة إلا أن أغلبهم عادوا إلى مقر سكنهم في المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات.

ويشير المصدر إلى أن ميليشيا الحوثي تصف الموظفين الذين لجأوا للحصول على رواتبهم من الحكومة بأنهم عملاء ومرتزقة وتتيح لنفسها القيام بأي إجراءات ضدهم وتستبيح حتى دماءهم، وتنسى هذه الميليشيا أنها غير شرعية، وأن التعامل معها جريمة في حق الوطن والمواطن، وأن حصول الموظف الحكومي على راتبه من الحكومة حق شرعي يكفله الدستور والقانون، وأن الارتزاق والعمالة هو ما تقوم به هذه الميليشيا التابعة لإيران من إشعال حرب بالوكالة عن إيران، ونشر المذهب الاثنى عشرية الذي لا يعرفه اليمن أرضاً وإنساناً.

في ذات السياق، يقول مراقبون لـ"نيوزيمن"، إن صحت معلومات تَسلّم ميليشيا الحوثي كشوفاً من عدن بأسماء الموظفين الذين يتقاضون رواتبهم من الحكومة، فإن ذلك يثير القلق بشأن الحكومة المخترقة، وأن مثل هذا العمل يمنح الميليشيا عمراً أطول ويمكنها من التخطيط والمراوغة كونها قادرة على الحصول على معلومات حكومة هادي وتحركاتها، وسيساعد ذلك الميليشيا على التحرك بثقة مبنية على المعلومات التي تستقيها من العناصر التي تخترق بها أجهزة حكومة هادي.

ويطالب المراقبون القيادة السياسية والحكومة بضرورة التنبه لمثل هذه التحركات التي تكشف الحكومة لصالح الميليشيا، والعمل بحذر وعدم التساهل والتهاون مع الجهات المختصة بالبيانات والمعلومات التي تُعد من أسرار الدولة ويتوجب التحفظ على سريتها خاصة أن البلد في حالة حرب.

وفي ذات السياق تفرض ميليشيا الحوثي على موظفي الدولة في المحافظات الخاضعة لسيطرتها العمل بدون رواتب، وتمنعهم من السفر إلى المناطق المحررة لضم أسمائهم والحصول على رواتبهم، ومؤخراً اعتقلت ميليشيا الحوثي 9 أكاديميين تابعين لجامعة صنعاء وهم في طريقهم إلى عدن لاستلام رواتبهم، وتم إيداعهم السجن، وتلقوا التعذيب والإهانة، ولم تراعِ هذه الميليشيا المكانة العلمية لهؤلاء النخبة، فأساتذة الجامعة يُعدون نخبة المجتمعات نظير علمهم ودورهم في البحث العلمي الذي يسهم في تطور البلدان، ويتمتع الأكاديميون بالاحترام والتقدير في مختلف بلدان العالم، وفي نظر الميليشيا مكانهم السجن والجوع من نصيبهم وتعلم ملازم الميليشيا فرض واجب عليهم، والواقع يشهد على ما يعانيه أساتذة الجامعات في زمن الميليشيا حتى وصل الأمر الى قيام العديد من أساتذة الجامعات في اليمن بمزاولة مهن شاقة وأخرى لا تليق بمكانتهم كبيع القات وغيرها من أجل توفير لقمة العيش لهم ولأولادهم وتركوا البحث العلمي وتعليم طلاب الجامعات المعارف والمهارات التي تساعدهم على المشاركة في بناء الوطن، وهذا هو ما تريده الميليشيا الكهنوتية التي شعارها الموت والجهل والتخلف والمرض، والذي بات ظاهراً للعيان في مختلف ممارساتها.