بسبب إهانات وتدخلات حامد.. خلافات بين قيادات المليشيا ووزراء جنوبيين

السياسية - Friday 05 October 2018 الساعة 09:54 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

قالت مصادر في العاصمة صنعاء لـ"نيوزيمن"، إن خلافات نشبت بين قيادات المليشيات الحوثية وبعض الوزراء الذين ينتمون إلى المحافظات الجنوبية، سواءً المحسوبين على المؤتمر الشعبي العام أو المتحالفين مع مليشيات الحوثي.

ووفقاً للمصادر، فإن بعض قيادات المليشيات الحوثية هددت عدداً من الوزراء المنتمين للمحافظات الجنوبية بتغييرهم، مبررة ذلك بمزاعم ممارستهم لفساد مالي في الوزارات التي يديرونها.

وكان وزير السياحة في الحكومة التي تسيطر عليها المليشيات الحوثية، ناصر باقزقوز، وهو أحد قيادات الحراك الجنوبية المتحالفة مع مليشيات الحوثية، أكد أن هناك فساداً تمارسه قيادات حوثية في صنعاء وتتعاون مع حكومة هادي.

وقال باقزقوز، في منشور على صفحته في الفيس بوك: الطابور الخامس ليس المفسبكين، بل من يأخذ الأموال من صنعاء ويرسلها لحكومة هادي، مشيراً إلى ذلك كان جزءاً من حديث دار بينه وبين زعيم المليشيات الحوثية عبدالملك الحوثي، وبعدها بعدة أشهر قامت شركة طيران اليمنية في صنعاء بتحويل اثنين مليار ريال يمني لحكومة هادي وبتوجيهات من علواني اليمنية التابع لهادي، وتمتنع عن دفع التزاماتها المالية لحكومة الإنقاذ ومنها وزارة السياحة ممثلة بمجلس الترويج السياحي، وأبلغت مدير مكتب الرئاسة في حينه، لكنه لم يفعل شيئاً.

مضيفاً: وتكرر نفس السيناريو اليوم وبتوجيهات علوانية تم تحويل أكثر من أربعة مليارات ريال يمني من صنعاء لخارجها، على الرغم من انعدام السيولة.

وفي إشارة واضحة إلى ما يمارسه القيادي في مليشيات الحوثية والمقرب من زعيم المليشيات أحمد حامد، الذي يشغل مدير مكتب الرئاسة في سلطة المليشيات، بحق الوزراء والمسئولين من إهانات، قال باقزقوز: هذا البلاغ الثاني لمدير مكتب الرئاسة الذي يستعرض عضلاته على وزير السياحة ويلوذ بالصمت أمام الطابور العلواني الخامس في صنعاء.

ووفقاً للمصادر التي تحدثت ل"نيوزيمن"، فإن القيادي في المليشيا الحوثية أحمد حامد، يعد أبرز قيادات المليشيات التي تتحكم بصنع القرار في صنعاء، وتمارس وصاية على مختلف قيادات السلطة التي تديرها، وتتخذ مواقف ضد كل القيادات غير المنتمية للهاشميين وتحديداً هاشميي صعدة الذين يتولى حامد منحهم المناصب في مختلف مؤسسات الدولة.

وتضيف المصادر، أن حامد يستغل نفوذه في ممارسة عملية فساد مالي عبر المشاركة في الشركات التي تم إنشاؤها باسم قيادات تابعة للمليشيات، أو عبر ابتزاز الوزراء والمسؤولين والضغط عليهم لدفع مبالغ مالية من الميزانيات المرصودة لوزاراتهم ومؤسساتهم إليه بحُجة دعم المجهود الحربي.

وبحسب ذات المصادر، فإن نقل القيادي المؤتمري غازي أحمد علي محسن -وهو أحد أبناء المحافظات الجنوبية- من وزارة الزراعة إلى وزارة التعليم الفني والمهني جاء في إطار الخلافات بين قيادات المليشيات الحوثية والقيادات المحسوبة على المحافظات الجنوبية، مشيرة إلى أن قيادة المليشيا وعلى رأسهم أحمد حامد، وجهت إهانات للأحول الذي هدد بتقديم استقالته والخروج من صنعاء، قبل أن تتدخل قيادة المؤتمر في صنعاء وتقترح نقله من وزارة الزراعة إلى وزارة التعليم الفني والمهني كحل وسط.

وكان القيادي وعضو اللجنة العامة للمؤتمر عن محافظة لحج محسن النقيب، الذي كان يشغل منصب وزير التعليم الفني والمهني، غادر صنعاء عقب انتفاضة ديسمبر واغتيال المليشيات الحوثية للزعيم صالح، رئيس المؤتمر والأمين العام عارف الزوكا، ليستقر في القاهرة ويرفض العودة للعمل مع المليشيات الحوثية، وهو ما قام به أيضا القيادي المؤتمري المنتمي لمحافظة شبوة ونائب رئيس مجلس النواب ناصر باجيل الذي تمكن هو الآخر الإفلات من الإقامة الجبرية لمليشيات الحوثي ومغادرة صنعاء إلى خارج اليمن.

التعسفات التي تمارسها قيادات المليشيات الحوثية بحق القيادات من أبناء المحافظات الجنوبية كانت قد شملت الأمين العام المساعد للمؤتمر فائقة السيد التي تم إقالتها من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ونقلها إلى وزارة دولة عقب رفضها إجراءات المليشيات بتغيير اسم مؤسسة الصالح الاجتماعية إلى مؤسسة الشعب.

الجدير بالذكر أن مليشيات الحوثي رفضت ضم أي قيادي من أبناء المحافظات الجنوبية في إطار حصتها ضمن المجلس السياسي، وهو الأمر الذي شكل إحدى أبرز قضايا الخلافات مع المؤتمر الشعبي العام، قبل أن تضطر المليشيا، على مضض، لتعيين بعض القيادات الجنوبية ضمن حصتها في حكومة الإنقاذ ومنحتهم وزارات بلا أهمية، وبلا صلاحيات.