«المخدرات».. هدايا إيران القاتلة لتمويل حرب الحوثي

متفرقات - Tuesday 16 October 2018 الساعة 10:38 pm
صنعاء، نيوزيمن، تقرير خاص:

دخلت المخدرات المهربة إيرانيا، على قائمة مصادر تمويل ميليشيا الحوثي، حيث تجني الأخيرة ملايين الدولارات من أنشطة تهريب وتجارة المحظورات في اليمن.

ووصل قادة الميليشيا الحوثية إلى مرحلة الثراء الفاحش والسريع من تجارة المخدرات، على حساب تدمير اقتصاد اليمن ونهب مقدراته ودفع اليمنيين إلى حافة المجاعة.

وتفيد التقارير بأن تجارة الحشيش ازدهرت في غضون الانقلاب الحوثي، حيث كثف تجار المخدرات الحوثيون أنشطة التهريب والتسويق خلال الثلاث السنوات الماضية، فيما تزايد عدد المتعاطين لها، وباتت بعض المدن الرئيسة أسواقاً مفتوحة للعرض والطلب.

وأحبطت الأجهزة الأمنية في محافظتي مأرب والجوف محاولات عدة لتهريب كميات كبيرة من الحشيش والمخدرات في طريقها لميليشيا الحوثي في العاصمة صنعاء.

استدراج مقاتلين بالمخدرات

وفقاً للعديد من القادة العسكريين اليمنيين والعاملين في المجال الطبي، فإن كبتاجون وهو نوع من العقاقير المحظورة يصنع غالبا في لبنان يستخدم بإفراط في الخطوط الأمامية لجبهات الحوثيين، لجعل عناصرهم "متشبثين ولا يخافون في الهجوم".

وتعتمد ميليشيا الحوثي على المخدرات للسيطرة على الشباب وزجهم الى الجبهات، ما رفع منسوب عمليات تهريبها من لبنان إلى اليمن بتنسيق مع عناصر حزب الله.

وضبطت أجهزة الأمن، العشرات من مهربي المخدرات وبحوزتهم كميات كبيرة خاصة في الجوف ومأرب شرق البلاد.

ويرجع مراقبون الانتشار غير المسبوق للمخدرات في اليمن إلى استمراء المليشيا في تجارتها واستخدامها لمقاتليها، فيما صارت المخدرات مصدرا يدر أمولا طائلة على ميليشيا الحوثي.

ويقول الناشط السياسي عبدالناصر جابر، لـ"نيوزيمن"، إن "اهتمام مليشيا الحوثي بالمخدرات يأتي في سياق طبيعة تكوين المليشيا وتركيبتها الذهنية وبالتالي طبيعة الدور الذي تقوم به، فهي مجرد أداة لتنفيذ مشروع الفوضى الكبير في اليمن والمنطقة".

وأشار إلى وجود الكثير من الأدلة لدى الجيش الوطني بعد فحص بودرة "الشمة" التي يتم صناعتها بشكل خاص في صعدة ويقومون بتوزيعها على مقاتليهم وعناصرهم بكميات معينة ومنتظمة وبواسطة المشرف فقط، ويأتي ضمن المواد المساعدة في تخدير العقول للأطفال والملتحقين بهم وهي تشبه في تأثيرها غسيل الأدمغة الفكري عبر الخرافات التي يغرسونها في أذهان أتباعهم.

وحذر جابر من خطورة استخدام هذه المواد المحرمة دوليا وطبيا وقانونيا وإنسانيا كونها تهدد مستقبل جيل كامل، موضحا أن مليشيات الحوثي حاضنة لصناعة مجرمين ومدمنين ومرضى نفسيين، وهي ضمن سياسة "حرث الأرض" التي تقوم بها إيران وحلفاؤها في المنطقة.

وفي وقت سابق أكد المتحدث باسم التحالف العربي، العقيد تركي المالكي، بأن ميليشيات الحوثي الموالية لإيران تتاجر بالمخدرات لتمويل عملياتها الإرهابية.

وأوضح المالكي، خلال مؤتمر صحفي، أنه تم ضبط مئات الكيلوغرامات من المخدرات التي تم تسهيل دخولها إلى بعض المناطق التي يشرف عليها الحوثيون، مضيفا أن هذه المليشيات تتاجر في المخدرات لتمويل عملياتها الإرهابية.

الحوثي وحزب الله

وفي وقت سابق ذكرت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية أن حزب الله حول مطار رفيق الحريري الدولي في لبنان إلى مركز لتهريب المخدرات والسلاح والمقاتلين بما يخدم إيران.

كما كشف تقرير صادر عن مركز "بروكينعز" بأن حزب الله وتنظيمي القاعدة وداعش يستغلان المخدرات صناعة وتهريبا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من أجل الحصول على العوائد المالية لدعم أنشطتهما العسكرية إلى جانب أهداف أخرى.

وبحسب التقرير، فإن حزب الله بدأ منذ ثمانينيات القرن العشرين بتوفير الحماية والممر لتجارة المخدرات، فقد أعلن مجلس النواب الأميركي في العام 2012 أن تجارة المخدرات تشكل نحو 30 في المئة من مداخيل حزب الله.

وكانت وكالة "واس" السعودية اتهمت الحوثيين بإدخال شحنة مخدرات كبيرة على أنها مساعدات ولوازم طبية إيرانية لليمن خلال العام 2017، ليتم بيعها من قبل المشرفين التابعين للمليشيات على الصيدليات بشكل مباشر وتم تهريبها من حزب الله اللبناني.

تجارة الحرب والمخدرات

وتشير تقديرات اقتصادية إلى أن حجم الأموال المتدفقة في خزائن الانقلابيين الحوثيين من المخدرات تصل نحو 6 مليارات دولار سنويا.

ويعتقد كثير من المراقبين بأن اقتصاد السوق السوداء وإيرادات الضرائب وتجارة المخدرات تعد من أبرز مصادر التمويل الداخلية التي تعتمد عليها المليشيا إلى جانب المصادر الخارجية المعلومة التي توفرها إيران والحوزات الشيعية المنتشرة حول العالم.

واستطاعت المليشيات تنويع مصادر تمويلها ابتداء من الدعم الخارجي سواء عبر إيران أو من الحوزات الشيعية المنتشرة في عدد من الدول العربية والأوربية مروراً بعمليات الاتجار بالبشر وتهريب المخدرات والحشيش وليس انتهاء بالسوق السوداء للمشتقات النفطية.

ويرجح عدد من المراقبين السياسيين والاقتصاديين بأن الأموال التي يتحصل عليها الانقلابيون من الإيرادات المالية في بلد فقير كاليمن لا تكفي لتمويل حرب في الوقت الذي تثار كثير من التساؤلات حول الكيفية التي تمول بها المليشيا معاركها.

وتعتمد المليشيا الحوثية في تمويل ما تسميه "المجهود الحربي" على مصادر داخلية وأخرى خارجية، وهو ما جعلها تصمد طوال السنوات الماضية رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة الشرعية لتجفيف موارد المليشيا المتمردة، حسب خبراء اقتصاديين.

ويفسر المحلل السياسي "فؤاد غالب" تزايد نشاط الحوثيين في مجال تهريب المخدرات، إلى تعامل تلك المليشيات مع الشعب كبقرة حلوب من خلال الجبايات والخمس والمجهود الحربي ودعم الموالد والذكريات الطائفية، بغرض الحصول على عائد مادي، وإن كان على حساب ضياع القيم والمجتمع.

وقال غالب في حديث لـ"نيوزيمن"، إن معظم قيادات المليشيا في المناطق التي تسيطر عليها هم من المحششين ومدمني المخدرات والمجرمين، وهو ما يوضح سبب انتشار تلك المواد على نطاق واسع في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.

وتابع: "الحوثيون يعرفون أن الناس، وخاصة الشباب المراهقين والأطفال الذين يشكلون نسبة كبيرة في صفوفهم، لن يمضوا في طريقهم حبا في حسين الحوثي أو حتى آل البيت، وهم على دراية أنه لن يقتنع أحد بتفاهات عفى عليها الزمن إلا إذا وفروا لهم أجواء الانحراف المؤدي إلى التجهيل وقبول أي منهج ومشروع يطرح أمامهم".

وتنتشر زراعة الحشيش المخدر في عدد من مناطق محافظة صعدة، معقل مليشيا الحوثي، شمال اليمن، حيث يتم تصدير معظمه إلى الخارج، في حين أن جزءاً يسيراً منه يباع في الداخل.

وسبق للمتحدث الرسمي باسم حرس الحدود السعودي العقيد ساهر بن محمد الحربي أن أعلن عن تمكن حرس الحدود من ضبط أكثر من 2 طنّ و458 كيلوجراما من الحشيش، ونحو 50 ألف حبة من مادة الامفيتامين المخدرة خلال الشهور الثلاثة الأخيرة فقط من العام الماضي 2017.

وكانت المليشيا قد كثفت تجارة المخدرات بداية تسعينيات القرن الماضي وحولت منطقة صحراوية إلى مزارع عرفت باسم "مزارع الخضراء" الواقعة بين حرض وميدي الحدوديتين مع السعودية، وتستخدمها لتفريغ الشحنات المهربة من السلاح والمخدرات والمتاجرة بها داخل وخارج اليمن.