ملحمة بطولة اسمها يحيى الحسام قائد تحرير "عبدالنبي".. رفع الراية وارتفع شهيداً

السياسية - Monday 12 November 2018 الساعة 09:11 pm
الحديدة، نيوزيمن، نبيل الصوفي:

“هذه أرضي.. وهذا وطني.. سوف أفديه بروحي ودمي”.. قد نسمعها كلاماً إنشائياً يثير فينا الحماس أوقات الاحتفالات.. نسترضي بها مشاعرنا الوطنية، غير أن “يحيى الحسام” أثبتها واقعاً.

كان مع رجاله من الكتيبة “التاسعة” حراس الجمهورية يغطون تقدم رفاقهم من كتائب أخرى نذرت نفسها تدافع عن حياة الحديدة في مواجهة الموت الحوثي.

في الساعات الأولى لحرب الحياة على الموت، تكشف الحوثي إرهاباً خالصاً، لا يُبقي شيئاً يكون فيه إلا وقد جهّزه للموت والدمار: بيتاً، مسجداً، مرفقاً عاماً، مستشفى، مدرسة.. يحيط الأحواش والشوارع بالأسلاك الموصولة بكميات مهولة من الديناميت والعبوات المتعددة الجاهزة للانفجار.

خسر الحوثي مستشفى 22 مايو، وتتالى تداعي صفوفه مع تقدم القوات المشتركة من كل اتجاه.. حاول تفخيخ مستشفى 22 مايو، ولكن الرجال تمكّنوا من إنقاذ الأغلبية من مبانيه، فيما تهاوت مبانٍ أخرى تحت تأثير الألغام الحوثية.

بعد الألغام، كانت هناك حرب أخرى مع “القناصة”.. اعتقد الحوثي أن القناصة قادرة على إعاقة الرجال الذين كسروا هيبة ألغامه، فنشر القناصة أعلى المباني ومنها عمارة “عبدالنبي”، مبنى تجاري كبير شرق المدينة المترقبة.

فجَّر الحوثي جدران الحوش، وسقط مقاتلون من حراس الجمهورية تحت سمع وبصر رفاقهم الذين كانوا يرصدون القناصة، وكان استشهادهم ذلك الموت الذي يبث الحياة.
فاندفع رفاقهم يقتصون من الموت، كلٌ حمل سلاحه واقتحم المبنى تحت سمع القناصة وأبصارهم.. وكان منهم قائدهم “المقدم يحيى الحسام”.

رفض الحسام كل التنبيهات بالتراجع، وواصل قتاله حتى رفع علم الجمهورية اليمنية خفاقاً فوق سطح المبنى الذي أراده الحوثي حصناً، فحوَّله الحسام ورفاقه إلى قبر وسجن للحوثي رجالاً وشعارات وملازم.

في طريقه إلى الأعالي، كانوا يقولون له: “قد تكون العمارة مفخخة”، فيرد ببساطة من حسم أمره: “فلنستشهد إذاً”.

هُزم الحوثي، وهرب من هرب وجمع “الحسام” من ألقوا القبض عليهم أسرى، وفي اللحظة التي كان أسير حوثي يحدّق في أقدام “الحسام” وهي تقف ثابتة ترفع علم الجمهورية اليمنية بدلاً من شعارات الصرخة الشيطانية، دوّى انفجار ضخم هدّ العمارة من ساسها، فقد ضحى الحوثي بأفراده الأسرى لكي يقتل “الحسام”.

نازية جديدة، ففي سبيل شهوة الحكم لدى “عبدالملك” يقتل الحوثي عشرات من أفراده هو، طالما وهم لم يمنعوا انتصار الجمهورية اليمنية.