موظفو صنعاء.. نصف الراتب ما زال يخضع لمزاجية الحوثيين

متفرقات - Thursday 15 November 2018 الساعة 07:15 am
صنعاء، نيوزيمن، جلال محمد:

مضى ما يقارب شهراً على وعد المشاط لموظفي الدولة بصرف "نصف" راتب لكل القطاعات المدنية والعسكرية، إلا انه لم يتم الصرف حتى اليوم إلا لقطاعات محدودة ووفق سياسة مزاجيه وحاقدة في نفس الوقت تتبعها الجماعة الكهنوتية، ولذا تتعمد جماعة الحوثي تدمير كل ما هو مرتبط بالدولة ومؤسساتها الرسمية، مستخدمة في ذلك شتى طرق الامتهان والإذلال والتعسف بحق الموظفين في القطاع العسكري والمدني، وكأنها تُريد إيصال رسالة مفادها ما دمتم أبناء "الدولة" فلا أهمية لكم في ظل الفكر المليشياوي الذي تنتهجه الجماعة.

ويظهر ذلك جلياً من خلال نهب مرتبات الموظف الحكومي، بينما يتم صرف المبالغ الطائلة للمنتمين للحركة خارج إطار المؤسسات الرسمية.

مراسل "نيوزيمن" استطلع آراء عدد من موظفي الدولة مدنيين وعسكرين، والذين عبروا عن غضبهم للتعامل المستهتر الذي تقوم به سلطات الأمر الواقع في صنعاء، عبدالرحيم أحمد -جندي أمن مركزي- يُطلع "نيوزيمن" بتعامل الحوثيين الحاقد على منتسبي الأمن المركزي، ويقول: لقد تم صرف المرتب لأغلب وحدات وزارة الداخلية، ونحن في الأمن المركزي كل يوم ولهم رأي، يوم لابد من رفع بعدد القوة العاملة، وبعدها لابد من التمام عليهم عبر لجنة مشكلة من الوزارة، بعد ذلك قالوا لن يتم إنزال مرتباتنا إلى البريد كما هو معتاد، بل سيتم صرف شيكات عبر اللجنة يداً بيد".

ويؤكد عبدالرحيم أن تعدد أعذار الحوثيين وتلكأهم في صرف نصف مرتب الأمن المركزي، سببه الأول والأخير، كما يقول ذوو الاطلاع، هو حقد الحوثيين على هذه الوحدة بحجة أنهم شاركوا في قتالهم "ستة حروب".

من جانبه قال "هـ ، م" -مساعد في الأمن المركزي، يرفض الحوثيون صرف نصف مرتباتنا بسبب أنهم يريدون إرسال الجنود إلى "دورات ثقافية وعسكرية" وإرسالهم لجبهة الساحل، وأكد لنا بأنه فعلاً تم يوم الأربعاء الماضي، صرف شيكات لعدد من الكتائب بعد أن وافقوا على عقد دورات ثقافية. وقد تم إرسالهم فعلاً لعقد تلك الدورات العنصرية.

ويؤكد لـ"نيوزيمن" مصدر مطلع في الأمن المركزي أن الحوثيين قاموا بتغيير مدير شؤون الأفراد وتعيين شخص موال لهم من بيت المؤيد، وتعيين الدمشقي نائبا للقائد رغم شكاوى الجميع من التعامل العنصري والسيئ للدمشقي منذ كان في وزارة الداخلية قبل أن يتم استبعاده منها عقب تفاقهم الصراع بينه وبين عبد الكريم الخيواني، والطالبي.

ولأن التعليم هو العدو الفعلي لهذه الحركة التي تريد تكربس الجهل للسيطرة على المجتمع وقيادته، لهذا ما زالت تماطل الجماعة الحوثية في صرف نصف مرتب المعلمين العاملين في الميدان، رغم انها صرفت رواتب الإداريين في "ديوان الوزارة" منذ اسبوع، وتقول الأستاذة سوسن علي -مدرسة تاريخ، طلبت الوزارة رفع كشوف بالحاضرين والمنقطعين والغياب، من أجل صرف نصف الراتب، وتجاوبت المدارس ورفعت بكل ما تم طلبه، إلا أنه ولليوم لم يتم صرف نصف الراتب.

وتضيف "لا يريدون علما ولا تعليما، هؤلاء بس يريدون قتال وجبهات وبس، اما المدرس يحرق ما عليهم منه، هؤلاء تتار العصر، لا رحمونا ولا خلوا رحمة ربي تنزل".

من جانبه قال مدير إحدى مدارس أمانة العاصمة، هناك رغبة كبيرة لدى قيادة هذه الجماعة ومسؤوليها لتطفيش المعلم، بعد أن استكمل تجويعه وإهانته، يريدون إيصال رسالة أن يشعر الموظف الحكومي بالإهانة لانتسابه للمؤسسة الحكومية، وخلق الرغبة للانضمام للمليشيات للحصول على الفوائد التي يتحصل عليها منتسبو الجماعة.

وأضاف نحن كمدراء تم التوجيه إلينا أكثر من مرة بالرفع بكل اسم متواجد، ومن غائب، ومن منقطع تارة من أجل صرف الراتب، وتارة من أجل تنظيف كشف الراتب لتسليم المنحة المقدمة من اليونسيف والتي يبدو أن هناك محاولة التفاف عليها.

ويعاني اليمنيون، منذ انقلاب جماعة الحوثي على الدولة، من أوضاع مأساوية تفاقمت حدتها مع استحواذ الجماعة ومشرفيها على إيرادات الدولة ورفضها صرف مرتبات الموظفين، الأمر الذي أدى إلى اتساع دائرة الفقر والمجاعة مما جعل الأمم المتحدة تصنف اليمن كأسوأ مشكلة إنسانية يعرفها الـتاريخ، بسبب سياسة الإفقار والتفقير المتبعة من أطراف الصراع اليمني.