برود ساخن على جبهة الحديدة.. "انفراج" على جبهة الإعلام والسياسة و"انفجار" يعتمل على الأرض

السياسية - Friday 16 November 2018 الساعة 05:24 am
عدن، نيوزيمن، أمجد قرشي:

عاودت المصادر الحديث عن إمكانية انعقاد جولة محادثات بصفة "بناء الثقة" بين الأطراف اليمنية في السويد يدعو إليها مارتن غريفيث المبعوث الأممي، على أن تكون قبل نهاية نوفمبر الجاري. على الأرض تعتمل واقعاً مظاهر تحشيد وتسلح حوثية تحت غطاء "هدوء بمعطيات تهدئة" وإن لم تؤكدها إعلانات رسمية.

وتصاعدت أسهم التفاؤل حيال الأمر مع أنباء غير مفصلة حول انفراجة حدثت فيما يتعلق بملف الأسرى ومقترحات سلمت لطرفي الشرعية والانقلابيين لدراستها والرد.

انفراج.. انفجار

ووفقاً لما تورده جريدة "الشرق الأوسط" في عددها الصادر اليوم الجمعة 16 نوفمبر 2018، كشفت مصادر غربية مطلعة على مسار المشاورات اليمنية "عن انفراجة سيُعلن عنها قريباً في ملف الأسرى، الذي يشكل، مع مسألتي مطار صنعاء ودفع الرواتب، أضلاع مثلث "بناء الثقة بين الطرفين".

وسبق هذا إعلان من جانب بريطانيا عقب جولة وزير الخارجية إلى كل من الرياض وأبوظبي منتصف الأسبوع عن موافقة مشروطة أعطاها التحالف العربي لنقل جرحى المليشيا جواً للعلاج في الخارج - عبر عمان ربما. ويصف الوزير البريطاني جيرمي هيت هذه العقدة بأنها كانت أهم وأكبر عقبة في طريق استئناف المحادثات.

ويشير معلق سياسي لنيوزيمن إلى مضمون تصريح هيت بأنه يتضمن اعترافاً بتبني البريطانيين لمطالب الحوثيين وانتزاع تنازلات متزايدة لصالحهم.

وتكشف مصادر مطلعة لنيوزيمن عن إغلاق الحوثيين للبوابة الشرقية لميناء الحديدة ونصب سياج حديدي حولها وتلغيم البوابة ومحيطها، في تصعيد جديد وسط دعوات ومساع أممية إلى تجنيب الميناء الأضرار وضمان استمرارية عمله للأغراض الإنسانية والتجارية. وقالت مصادر محلية مطلعة وأخرى ملاحية لنيوزيمن، الخميس، إن المليشيا الانقلابية قامت بتلغيم المنطقة حول البوابة الشرقية للميناء.

في شريط الأخبار العاجلة على شاشة قناة العربية، أمس الخميس، نسبت إلى مصادر توقعاتها بعقد المشاورات التي يقودها المبعوث الأممي في 29 نوفمبر الجاري. وتفضل مصادر سياسية وأممية الحديث عن موعد يغطي قبل نهاية العام الجاري.

وفي موقف معاكس يكشف عن "انفجار" يعتمل واقعاً تحت ستارة "انفراجة" تعتمل إعلامياً وسياسياً وبالاستغلال لها، يواصل الحوثيون في الحديدة أعمال التعبئة والحشد وتعزيز التحصينات وإضافة مواقع إطلاق للمدفعية وسط أحياء سكنية ومرافق حيوية في حارات الكورنيش واليمن والحوك وغليل، مستغلين فاصلاً طويلاً من الهدوء الذي يسود محاور الاشتباك في الجهات الجنوبية والشرقية والغربية وعلى وقع زيارة نادرة قام بها وفد أممي الأربعاء إلى المدينة.

وقال المصدر الغربي، الذي فضل عدم كشف اسمه -بحسب الشرق الأوسط- إن "الأطراف تسلمت وثائق مقترحة للحل، وتجري دراستها لتلقي الملاحظات، على أن تبدأ المشاورات بأرضية أكثر صلابة، وأن تتجاوز لاحقاً مسألة بناء الثقة بالتحدث عن الحل الشامل".

وأخلت المليشيا الحوثية عشرات المنازل واقتحمت أخرى لإحلال مجاميع مسلحة استقدمتها وتستمر كذلك في الأثناء تحت يافطة المشاركة في إحياء احتفالية ذكرى المولد النبوي (..) في ظروف وأجواء جبهة حرب غير مسبوقة، ما يعزز الإفادات باستغلال الحوثيين لفاصل التهدئة بأكثر من طريقة بما يخدم خيار الحرب والتصعيد العسكري دون سواه، رغماً عن جميع الضغوط لمنع استمرارية تقدم عملية تحرير المدينة والإبقاء على التهديد الحوثي قائماً - بالضد من مطالبات شعبية يمنية تهيب إلى ما تصفه "رفض الرضوخ لحسابات جهات خارجية وغربية تتبنى المليشيا الموالية لإيران".

السويد، من جهتها والتي كانت أعلنت في وقت سابق عن ترحيب حذر باستضافة جولة محادثات سلام بين الأطراف اليمنية برعاية الأمم المتحدة، نقلت وكالة رويترز -عن مصدر مطلع- أمس الخميس، أن السويد تستعد لاستضافة المشاورات عندما تصبح الأطراف "مستعدة للحديث".

"برود - ساخن"

"برود" جبهات التماس في مدينة الحديدة خلال يومين أخيرين، أعطت انطباعاً غير مستقر إلى طبيعة الوضع القائم بين "وقف لإطلاق النار" أو "هدنة" و"تهدئة" و"هدوء" ليس إلا. لكن العمليات خفتت متيحة المجال أمام التأويلات. وربما يكون الأمر مقصوداً لأغراض تخص المخططين والقادة ورؤسائهم.

إلا أن مصادر التحالف الرسمية لم تؤكد صحة معلومات تحدثت عن "هدنة" أو وقف لإطلاق النار، وفي رده على وكالة فرانس برس قال العقيد الركن تركي المالكي الناطق الرسمي باسم القيادة المشتركة لقوات التحالف العربي، أمس الخميس "العمليات العسكرية مستمرة"، وزاد "كل عملية لها خصائصها ومسارها".

وتناقلت وكالات دولية باهتمام أنباء حول هدوء ساد يومي الحديدة الأخيرين. ونسبت إلى مراسليها في المدينة الساحلية -التي عاشت على أجواء اشتباكات عنيفة خلال الأسبوعين الماضيين- إفادات حول عودة بعض من مظاهر الحياة في ظل تهدئة ملحوظة.

لكن الأمر لم يخل من بعض الاختراقات والاشتباكات المتقطعة وتحليق مستمر للطيران في سماء وأجواء المدينة ومحيطها.

بدورها تابعت المصادر الإعلامية باسم قوات المقاومة المشتركة، ألوية العمالقة وحراس الجمهورية والنخبة التهامية، الحديث حول عمليات تطهير وتفكيك عبوات ومتفجرات وألغام زرعتها المليشيا في شوارع وأحياء وأرصفة وتأمين مواقع ومنشآت مهمة، وتحدث مصدر عسكري أن القوات أحكمت السيطرة والانتشار والتأمين في الأحياء والمناطق التي تم تحريرها ودحر المليشيا منها خلال عمليات الأيام الماضية.

ونفذت الطائرات غارات استهدفت تعزيزات حوثية جنوبي الحديدة، علاوة على اشتباكات عنيفة شهدتها محاور التماس في جنوب التحيتا وشرقي حيس وامتدت إلى بيت الفقيه حيث فجر الحوثيون مدرسة 22 مايو فيها يوم الخميس.