رجال الأول والثاني حراس أخمدوا رهانات "جناح الرفض" الحوثي في الحديدة

الجبهات - Monday 17 December 2018 الساعة 05:24 pm
الحديدة/المخا، نيوزيمن، خاص:

انكشفت المليشيا الحوثية، خلال اليومين الماضيين، بصورة متسارعة لجهة الانقسامات العميقة وبروز تجنحات متضادة في الصفين القيادي والعملياتي، حول اتفاق الحديدة والميناء.

وكان من مظاهر الخلافات الحوثية (ما بعد السويد)، لجوء جناح الرفض، إلى تفعيل الكثافة النارية، مراهناً على تحقيق أي اختراق أو مكاسب، مهما صغرت، على جبهات ومحاور الاشتباك والتماس المباشر في المدينة وإلى الجنوب منها سواءً في الدريهمي أو الجاح.

لكن "سلوك المجانين"، كما يصفه خبير عسكري مع نيوزيمن، وكما ظهر جلياً، عبر الكثافة النارية (مدفعية وصواريخ مختلفة) داخل المدينة مساء الأحد وفجر الاثنين، وزج العشرات في اللهب، وإشعال محاور ومربعات عدة بالقذائف، كل ذلك أنبأ عن تهور وانفعالات، تنفس عن الغيض بإشعال الحرائق، وفي حسبانها أن تحقيق مكسب ميداني هنا أو تقدم صغير هناك يمكنه أن يثبت وجهة نظرها، حيال المراهنة البائسة على القوة لتغيير معادلة القوة المفروضة واقعاً منذ وصول قوات التحرير إلى عمق وطرفي المدينة وتطويق المليشيا بين فكي كماشة.

إلى هذا أوضح مصدر عسكري عامل في الميدان، لنيوزيمن، انتهاء نوبة الجنون الناري الحوثية كما بدأت، من دون تحقيق أية نتيجة تذكر، حيث قادت هجوماً "قوياً" على مواقع وقطاعات تموضع وارتكاز قوات اللوائين الأول والثاني في المقاومة الوطنية (حراس الجمهورية) بمدينة الحديدة، ممهدة بالضرب المدفعي والصاروخي المركز، واستخدمت كافة الخيارات دفعة واحدة، لكن الليلة انتهت بنتيجة مغايرة تماماً كرست الخيبة والهزيمة في صفوف المليشيا التي كانت مضطرة إلى تنفيذ هجومين متتالين، فقط من أجل استخراج جثث قتلاها، متكبدة خسائر كبيرة.

واحتكم رجال الحراس من اللوائين الأول والثاني، على مسرح العمليات في قطاعيهما (عمارة عبدالنبي ومستشفى 22 مايو، للأول، ومصانع إخوان ثابت وسيتي ماكس وشرق المطار، للثاني)، وأسكتت مدفعية المقاومة مصادر النيران والقصف الحوثي، بينما وجدت مجاميع الهجوم الحوثي نفسها وسط النيران وتساقط العشرات وارتد الآخرون قبل أن يحاولوا استعادة جثث القتلى عبر هجوم من دفعتين.

وعلى بقية المحاور، إلى الشرق والجنوب والغرب والجنوب الغربي، تبددت نوبة الجنون الناري الحوثية باحتراق الكثير من عناصرها في محرقة جديدة كرست حسابات الخسارة والهزيمة على جبهة المدينة.