رواية ناجٍ من العبث الحوثي بالمدنيين في الحديدة: تتحول مدينة كوابيس بحلول المساء

السياسية - Tuesday 18 December 2018 الساعة 02:29 pm
الحديدة، نيوزيمن، خاص:

"سررنا كثيراً عند وصول المقاومة المشتركة إلى تخوم الحديدة في الهجمة الأولى.. لم تكن المدينة قد تعرضت للعبث الحوثي كما هو عليه الآن".

بهذه الكلمات يستهل ناج من بطش الحوثي في الحديدة، تصوير المشهد داخل المدينة، بشقيه المتعلق بابتهاج السكان عند طرق المقاومة المشتركة بوابات الحديدة، وأيضا المتصل بالفظائع الحوثية بحق السكان.

يقول في حديث مع نيوزيمن: "وصلت المقاومة المشتركة إلى منظر وبعدها الدوار الذي لم يبعد عن المدينة إلا كيلوهين اثنين فقط، ومن ثم تقدمت إلى محيط الجامعة.. تفاجأ الحوثيون بهذا الهجوم الكاسح الذي انطلق من الحيمة شمال الخوخة إلى منظر، وكانت الحديدة قاب قوسين من التحرير بعد هروب المليشيا الحوثية ومشرفيها إلى خارج المدينة شمالاً".

بيد أن انتكاسة أصابت سكان الحديدة ولازمت قلوبهم المقهورة المتهالكة، عقب تراجع وتيرة أول عملية للمقاومة المشتركة داخل وفي محيط مدينة الحديدة، بعدما كانت قد ضربت لهم موعداً مع خلاص قريب من استبداد الأئمة الجدد".

ويشير إلى أن الحوثيين استغلوا المساحة الزمنية التي تركتها الأمم المتحدة لمفاوضات جنيف، لحشد كل قوتهم إلى مدينة الحديدة، بالتوازي مع تنفيذ مارثون شاق استهدف تقطيع أوصال المدينة بخنادق قتالية وحاويات مليئة بالرمال، لم تستثن أياً من الشوارع.

يقول إن مدينة الحديدة "تتحول إلى مدينة كوابيس مع حلول المساء، ذلك أن الأحياء السكنية معزولة عن بعضها، والشوارع الرئيسة والفرعية مقطعة وحركة التنقل متوقفة وعصابات الحوثي تستبيح المنازل في أرجاء المدينة.

ويتابع: "لم تسلم البيوت الفارغة (منازل النازحين) منهم فقد دونوا حرف فاء على البيوت المقفلة ليتم اقتحامها (وضعوا علامات على المنازل التي نزح سكانها) كما أجبروا المئات من مالكي المنازل والبنايات على اخلائها لتتمركز فيها فرق قناصة وطواقم صواريخ.. العمارات المرتفعة في خط الساحل بدءاً من فندق الفخامة أقفلت وتمركز قناصة بداخلها".

ويضيف: "أصبح الكرنيش على امتداده منطقة عسكرية للحوثيين. المدينة وأهلها دروعا بشرية لهم.. ينصبون المدافع وسط الأحياء ويطلقون الصواريخ من داخل المناطق السكنية.. لم يستطع أحد منع الحوثيين عن بيته أو من استخدام الحوش فقد يقتل من يفعل والتهمة جاهزة: داعشي".!

ويلفت إلى أن الميليشيا الحوثية أجبرت العشرات من عمال النظافة على المشاركة في حفر الخنادق الأرضية في الحديدة، وتعرضوا للقصف من قبل طيران التحالف العربي، في مواقع قريبة من خطوط التماس مع القوات المشتركة.

تجنيد قسري للشباب

ويشير أن ميليشيا الحوثي جندت مؤخراً دفعة من أبناء الحديدة قسراً تضم 200 شاب ومراهق بعد استدراجهم عن طريق عقال الحارات بزعم أنها ستبقيهم (أمنيات) ونقلتهم إلى معسكر سري في (ملحان) شرق الحديدة قبل أن يتعرض المعسكر للقصف من طائرات التحالف؟

يقول في هذا السياق: "تلك الليلة أسعفت ميليشيا الحوثي الناجين من القصف إلى مدينة الحديدة وأعادت جثث القتلى لذويهم فكانت ليلة قاسية.. سمعت النائحات في كل حارة".

وتنفذ الميليشيا الحوثية حملة اختطافات بحق مئات السكان في الحديدة، من دون الحاجة لسبب ما، أو لمجرد وشاية أو حتى المصادفة في الشارع.. شباب مخزنون في الشوارع أمام منازلهم زج بهم في السجون، كما يقول.

ويكمل قائلاً: "تكال للضحايا تهم ملفقة لا علاقة لهم بها منها: تخابر - تواصل - رصد - الإضرار بالأمن القومي - دواعش - مرتزقة...) لم يعرف غالبية المختطفين معنى هذه المصطلحات عدا الأخيرة وما قبلها لأنها أودت بالمئات من سكان المدينة.