فضيحة وثيقة عسكرية رسمية تقول "الحديدة ليست حربنا"

السياسية - Tuesday 18 December 2018 الساعة 03:01 pm
الحديدة/المخا، نيوزيمن،خاص:

وثيقة عسكرية معنونة "سري جداً" أخذت طريقها إلى الشبكات والجروبات ومواقع التواصل بعد دقائق من صدورها، وقبل أن تتحول إلى خبر في الإعلام الرسمي.

وثيقة قرار القائد الأعلى، ووزير الدفاع، ورئيس هيئة الأركان، تتحدث عن محور الحديدة والمنطقة العسكرية الرابعة، لا الخامسة. هل نسي القادة والقيادة هيكل التقسيم لكثرة انشغالهم بهيكلة تقسيم المقسم وتفتيت المفتت؟ أم أنهم بعيدون عن الأجواء تماماً، ولا علاقة لهم بشيء، وكل ما يحدث نسخ من مذكرات سَهَا الطبَّاع عن الخامسة بالرابعة؟

التوجيه بالتزام وقف إطلاق النار، بتلك الطريقة والصيغة، أخذ تأويلات وتفسيرات تنسب الخطأ إلى خطأ متعمد برسائل مبطنة أو تعيد تفسير الرابعة بالقوات القادمة من الرابعة وليس جغرافيا (..) لكن محور الحديدة أخص من المنطقة ويدخل تحتها (الخامسة لا الرابعة). وهناك من فهمها رسالة تستخف بالمعركة إجمالاً وتتوج الانصراف والاستخفاف الرسمي والرئاسي.

وأياً كانت الخلفية وراء ما حدث وباعتبار التفسيرات جميعها، فإن الجملة الفاضحة تقول بدرجة رئيسة، إن حرب ومعركة الحديدة ليست حربنا ولا معركتنا كرئاسة وقيادة عليا وأركان ودفاع. هي حرب العمالقة والحراس والتهامية. أما من جهتنا كشرعية أخلينا المسئولية بشخطة سري علني جداً. القرار يتنصل من المسئولية ومن القرار ومن التوجيه، وهو يعطي تصوراً حول مستوى ونوعية التعاطي الرسمي والرئاسي مع معركة الحديدة والساحل الغربي من البداية.

قائد محور الحديدة الذي عينته الرئاسة قبل أشهر يمكنه أن يحصل على الخبر والتوجيه وهو في شقته بالقاهرة أبعد ما يكون عن أي شيء له علاقة بالحرب وبالحديدة وبالمحور.

أما المنطقة الرابعة فهي غير معنية أصلاً بالحديدة. إلا إذا كان هادي وطاقمه يتخاطبون مع هيكلية التقسيم الحوثي النافذة ويعتبرون أنفسهم معنيين بها؟! هل يتداولون الخدمات مع الحوثيين بطريقة مكشوفة وبسرية علنية.

وبالعودة إلى مقدمات تكرست وكرست هذه الحالة من الاستخفاف والخفة، وجب التذكير بأن تعيين قيادة عسكرية لمحور الحديدة استند إلى مؤهلات غير عسكرية من خارج السلك وشروط الكفاءة والخبرة المهنية، وفقاً لمعطيات السيرة والخبرة المباشرة وطبقاً لخبراء عسكريين، واعتمد التعيين العلاقة -الشخصية والحزبية- في اختيار وتسمية المسئولين في المناصب القيادية العليا لواحدة من أهم الجبهات العسكرية ومحاور الحرب على الانقلابيين.

وفي وقت ألهبت معارك تحرير تهامة والحديدة المشاعر والآمال تجاه معركة وطنية كبيرة قدمت أنموذجاً فريداً في الشراكة كتفاً إلى كتف بين رفقاء سلاح ومتارس، جادل البعض مشككاً في مسئولية القيادة العليا المباشرة أو تبعية الجبهة لرئاسة الأركان والدفاع أو (الشرعية)، في الوقت الذي كانت التعيينات الصادرة بها قرارات عليا من وقت مبكر في يوليو 2018 أسندت مناصب ومسئوليات الجبهة والمحور لشخصيات من محسوبي نائب الرئيس علي محسن الأحمر حزب الإصلاح ومن بينهم من جيئ به من خارج السلك العسكري وألبس زياً ورتبة بقرار للمرة الأولى.

وبينما أسندت قيادة محور الحديدة إلى عمر سجاف، قضى قرار رئيس الجمهورية القائد الأعلى الصادر بتاريخ 23 / 7 / 2018م، بتعيين إبراهيم سالم علي معصلي (العقيد) أركان حرب محور الحديدة، وهو من محسوبي اللواء الأحمر وآخر عمل شغله قائد حراسة القيادي الإصلاحي صخر الوجيه، البرلماني ووزير المالية في حكومة باسندوة. ويتهم بالتورط في قضايا فساد كما أثيرت في وسائل الإعلام، ومنذ قرار تعيينه أركان حرب محور الحديدة في 23 يوليو فإنه لم يظهر إلا في 21 أكتوبر فقط.

كما عين الرائد أحمد محسن أحمد الأهدل رئيساً لعمليات محور الحديدة ويرقى إلى رتبة مقدم، وهذا الأخير ليس عسكرياً علاوة على كونه متورطاً في قضايا قتل وحرابة وآخر قضية لا غير يرد فيها اسمه هي قتل خاله المحافظ السابق.

في جبهة حرب كالحديدة تذهب قرارات التعيين في مواقع القيادة العسكرية والمسئولية العملياتية للمحور إلى ترجيح كفة جبهة الحزب، حزب الإصلاح واللواء الأحمر، على مصلحة وأولويات جبهة الحرب ومعركة التحرير.