التهامي المكافح "محمد جلمود".. رشاش حوثي قتل "رجله" وأفقده الحركة

المخا تهامة - Tuesday 15 January 2019 الساعة 06:27 am
تهامة/المخا، نيوزيمن، خاص:

- مواطنون: الحوثيون ارتكبوا آلاف الجرائم الإنسانية.. وما زالوا يمطرون منازلنا وأحياءنا ومزارعنا في "التحيتا" بقذائف الهاون وطلقات الرشاشات يومياً

- المصاب "محمد جلمود": المليشيات شلت حركتي وحولتني إلى عالة على أطفالي الذين يعجزون عن القيام بأي عمل

- مليشيات الحوثي شردتني مع أسرتي ولم تكتف بإعاقتي عن الحركة

* ما بين الضحية وهو ذاهب لمدرسته أو للعمل في مزرعته، والضحية وهو عائد من عمله في صيد الأسماك أو من مزرعته، ضحايا آخرون من الأطفال والبراعم والنساء والشباب، الذين لم يكونوا يعرفون شيئاً مما تخبئه لهم مليشيات القتل والدمار الحوثية، الموالية لإيران، من جرائم إنسانية، وهم في منازلهم أو أحيائهم..

ومن هذه الجرائم التي ما زالت المليشيات ترتكبها بحق أبناء الساحل حتى اليوم، على سبيل المثال لا الحصر، قتلها طفلاً لم يتجاوز عمره العامين وهو في حضن أمه، بجوار منزلهما في منطقة موشج بمديرية الخوخة، وقتلها مواطناً مع ولديه وهم في مزرعتهم بإحدى مناطق مديرية الدريهمي، لتبقى أسرتهم بدون من يعيلها، وإصابتها مواطناً آخر بطلقة رشاش وهو بين أسرته المكونة من ستة أطفال ووالدتهم، في مدينة التحيتا، مما أدى إلى إصابته بإعاقة أقعدته في عراء منطقة النزوح بمديرية الخوخة.

وفي هذه القصة الإنسانية، رصدنا مأساة الحالة الأخيرة (مواطن التحيتا الذي أصيب بطلقة رشاش).

* مأساة كبيرة

محمد أحمد جلمود، يبلغ من العمر 34 عاما، ضحية من آلاف ضحايا مليشيات الحوثي، على امتداد الساحل الغربي، شخص مسالم ومكافح في البحث عن لقمة العيش له ولأفراد أسرته (6 أطفال وزوجة) كان يعاني كثيرا وهو يبحث عن عمل يقوم به مقابل أي مبلغ من المال، يفي بتوفير الخبز والماء لأسرته، لم يتكاسل يوما واحدا عن البحث عن مصدر رزق له ولأفراد أسرته، واليوم يعيش في مأساة كبيرة، بسبب ميليشيا الحوثي التي لم تتركه في حاله مثله مثل آلاف المواطنين الذين قتلتهم أو أصابتهم بإعاقات مستديمة، باستهدافهم بمختلف أنواع الأسلحة، وهم في مزارعهم وفي الطرقات وفي منازلهم.. هكذا يقول عنه عدد من جيرانه.

* إنسان مكافح

ويقول جاره وليد حسن: "جلمود" إنسان مكافح وهمه الأكبر أن يوفر المتطلبات الضرورية لأسرته، ولم ينشغل في أي وقت عن هذا الهم، ودائما نراه ذاهبا للبحث عن عمل ما أو عائدا من العمل إلى منزله..

* المليشيات لا تفرق بين طفل ومقاتل

ويضيف جاره الآخر، خالد كرد: صاحبنا محمد جلمود، واحد من بين آلاف من ضحايا جرائم الحوثيين في محافظة الحديدة، وهو من أطيب أبناء مدينة التحيتا، ويتمتع بالهدوء وبالسمعة الحسنة بين أقاربه وجيرانه، ولكن جماعة الحوثي لا تفرق بين طيب وغير طيب، ولا بين طفل ومقاتل، لذلك قام واحد من قناصتها باستهداف المواطن "جلمود" بطلقة رشاش وهو بين أفراد أسرته في منزله، اخترقت مفصل رجله اليمنى، نقل على إثرها إلى مركز صحي تابع لمنظمة أطباء بلا حدود بالمديرية، لتلقي العلاج هنالك، لحوالى 40 يوما، وقرر الأطباء المعالجون له زرع رجل صناعية بديلة لرجله التي تعرضت لطلقة رشاش وتوقفت حركتها.

* وقوع الجريمة

أما الضحية محمد أحمد جلمود، فسرد مأساته قائلاً: قبل شهرين وبينما أنا جالس مع أفراد أسرتي في منزلي بمدينة التحيتا، اخترقت رصاصة رشاش قناصة حوثي رجلي اليمنى، فشلت حركة رجلي بشكل كامل، وقام أحد أطفالي بالصراخ في الحي الذي يقع فيه منزلي، وحين علم جيراني سبب صراخه، جاءوا إلى المنزل وأسعفوني إلى مركز أطباء بلا حدود بالمديرية، وقام الأطباء بإيقاف نزيف الدم من رجلي وبإجراء العلاج الذي يتوفر لديهم، وبحقني بالمسكنات،ثم قرروا لي تركيب رجل صناعية بديلة عن رجلي المصابة.

* إعاقة

ويواصل "جلمود": وبعد 40 يوما خرجت من المركز الصحي، على عربة لفوق سيارة نقلتني إلى منزلي، لأتفاجأ حين عودتي بتكثيف مليشيات الحوثي الانقلابية، إطلاق قذائف الهاون وطلقات الرشاشات على منازل المواطنين في مدينة التحيتا، وبنزوح كثير من الأسر إلى مديرية الخوخة هربا من قذائف الهاون وطلقات الرشاشات الحوثية، فقررت مجبرا أن أنضم وأفراد أسرتي للنازحين.. وهأنذا مقعد هنا في عراء منطقة النزوح بالخوخة، وعاجز عن القيام بواجبي تجاه أسرتي، كما كنت في السابق.

* العجز عن الحركة

ويضيف: لم أكن في أي لحظة من اللحظات أتوقع أن أصبح عالة على أطفالي وزوجتي الذين لا يستطيعون القيام بأي عمل، ولا يوجد لديهم من يعيلهم غيري.. لم أتوقع أن يأتي يوم وتشاهدني أسرتي وأنا عاجز عن توفير لقمة العيش لها، أو وأنا عاجز عن توفير حتى حق مواصلات إلى عدن لمتابعة وضعي الصحي في إحدى مستشفياتها.

* مناشدة

وناشد "جلمود" المنظمات الإنسانية، بمساعدته بتوفير رجل صناعية بديلة عن رجله التي أوقفت مليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، حركتها، ومعالجته ليعود لمواجهة أعباء الحياة المعيشية الصعبة لأسرته، وتوفير ما يقيها التشرد والجوع...

* الأمل بهلال الإمارات

واختتم بالقول: أملي بعد الله في الهلال الأحمر الإماراتي، الذي قدم الكثير لأبناء الشعب اليمني، منذ بداية محنتهم ومعاناتهم ومآسيهم، جراء حرب وحصار وجرائم مليشيات الحوثي الانقلابية، قبل أكثر من أربع سنوات، بمساعدتي بتوفير مفصل صناعي لرجلي حتى أتمكن من الحركة والبحث عن مصدر رزق لي ولأطفالي وزوجتي.