منفذ الوديعة.. كمين كبير في طريق المعتمرين إلى الأراضي المقدسة

متفرقات - Thursday 17 January 2019 الساعة 10:26 pm
حضرموت، نيوزيمن، تقرير خاص:

يتكدس آلاف المعتمرين اليمنيين في منفذ الوديعة البري، بمحافظة حضرموت، شرقي اليمن، لعدة أيام وسط ظروف بالغة السوء قبيل استكمال إجراءات منحهم تأشيرة عبور إلى الأراضي السعودية.

وشهد منفذ الوديعة -الذي يعد المنفذ البري الوحيد حالياً، الرابط بين الجمهورية اليمنية والمملكة العربية السعودية- منذ منتصف الأسبوع الماضي عملية ازدحام شديدة من قبل المعتمرين والمسافرين اليمنيين إلى المملكة العربية السعودية.

ورصدت عدسة مراسل (نيوزيمن) في مفرق العبر طابورا طويلا من باصات النقل الجماعي ليلة الاثنين الماضي يتجاوز عددها أكثر من 70 باصا تابعة لشركات النقل اليمنية والسعودية، وكانت متوقفة في أماكن متفرقة بمحيط المنفذ منذُ يوم الجمعة الماضية وما زالت تنتظر دورها للدخول إلى المنفذ اليمني.

وشكا عدد من المعتمرين والمسافرين لـ"نيوزيمن"، بمرارة، من غياب الخدمات العامة والفندقية وسوء الخدمات البسيطة المتوافرة في المنفذ وغلائها الفاحش بشكل يفوق الخدمات السياحية في أرقی مطارات العالم.

وأوضحوا أن آلاف المسافرين يتكدسون في المنفذ نتيجة مماطلة القائمين عليه في منح التأشيرات، ويضطر كل مسافر للمكوث ما بين أربعة إلى ستة أيام في أمكان متفرقة وسط الصحراء ما بين مفرق العبر والمنفذ اليمني والمنطقة المشتركة مع الجانب السعودي بمنفذ الوديعة.

وقالوا "يضطر المسافرون إلى الجلوس والانتظار حتى تستكمل إجراءات منحهم تأشيرة المغادرة إلى الأرضي السعودية، في وضع مأساوي وسيئ ما بين أجواء صحراوية باردة وسوء الخدمات العامة الأساسية والصحية وغلاء خدمات الأكل والشرب وغياب خدمات الإيواء الفندقي في تلك المنطقة الصحراوية".

وناشد المسافرون السلطات الحكومية بضرورة إيجاد حل لمشكلة تكدس المسافرين في المنفذ في مثل هذه الظروف الصعبة، مشددين على أهمية إيجاد آليات للتنسيق بين الجهات المعنية في اليمن والسعودية لضمان تجنب هذا التكدس واستكمال إجراءات منح التأشيرات في الجانبين اليمني والسعودي خصوصا وأن من بين المسافرين كبار السن والأطفال والنساء والمرضى والذين لا يستطيعون تحمل تلك الظروف الصعبة لعدة أيام.

كما طالبوا بضرورة وضع رقابة على المطاعم والأماكن المختلفة في تلك المنطقة التي ترتفع أسعارها بشكل جنوني وإيلاء اهتمام خاص بنظافة الأماكن والمطاعم وتوفير الخدمات الصحية للمسافرين، محملين شركات النقل جانبا من المسؤولية لقيامها بتفويج المعتمرين من مناطقهم إلى الأراضي المقدسة مباشرة دون تنسيق لتجنب هذا التكدس والازدحام.

من جانبه قال مدير منفذ الوديعة البري مطلق الصيعري في تصريح لـ"نيوزيمن"، إن المنفذ البري استقبل (117) حافلة من باصات شركات النقل المختلفة في المنفذ اليمني ومنطقة العبر خلال الأسبوع الجاري مما تسبب في هذا الازدحام الكبير في المنفذ.

وأوضح أن المنفذ استقبل أكثر من (131) ألف معتمر خلال الفترة الماضية وتم تفويجهم إلى الأراضي السعودية لأداء العمرة، مبيناً أنه ما يزال هناك ما يقارب بين 23 إلى 25 ألف معتمر سوف يتم تفويجهم خلال الأيام القادمة حسب التأشيرات التي أصدرتها وزارة الأوقاف والإرشاد والتي بلغت 153 ألف تأشيرة عمرة.

وحاول الصيعري التهرب من مسؤولية المنفذ وراء تكدس المسافرين، بقوله "إن منفذ الوديعة يعمل بكل الإمكانيات المتاحة لتفوج المعتمرين والمقيمين من خلال قيام الأجهزة الأمنية والأجهزة المختلفة العاملة على أكبر قدر ممكن خلال 24 ساعة".

وطالب مدير منفذ الوديعة البري، شركات النقل الالتزام بالجدولة الزمنية المحددة للمعتمرين حسب الآلية المحددة لهم من قبل وزارة الأوقاف والإرشاد حتى لا تتسبب في ازدحام المسافرين في المنفذ، خصوصاً وأن المنفذ لا يستطيع استقبال كل هذه الأعداد في آن واحد.

وأشار إلى أن هناك تنسيقات جرت بين وزارة الأوقاف والإرشاد والمنفذ السعودي والمنفذ اليمني تم على ضوئها وضع آليات محددة لمنحهم التأشيرة وتخصيص الفترة الممتدة من الساعة 9 صباحاً إلى الساعة 3 عصراً لمرور باصات النقل الجماعي لضمان سرعة عبورهم.

وأشاد الصيعري بالامتيازات الخاصة التي منحها الجانب السعودي للمعتمرين بالدخول بسياراتهم الخاصة بشرط أن يكون الأب والزوجة والأب والأم والأبناء كلهم معتمرين، وأن يكون السائق مالك السيارة، وغيره لا يسمح لهم بالعبور إلا بباصات النقل الجماعي، مؤكداً أن المقيمين أو من في حكمهم أو تأشيرة الزيارات العائلية يتم العبور بباصات النقل أو سيارات خاصة لهم ولديهم صلاحية الدخول والخروج على مدار ال24 ساعة.