باتريك "بأمان" لكن مهمته ليست كذلك.. حماقات حوثية على موقد صراع أجنحة

السياسية - Friday 18 January 2019 الساعة 12:42 pm
الحديدة/المخا، نيوزيمن، أمين الوائلي:

الحماقات الحوثية المنفلتة كتبت رسالة بالرصاص إلى رئيس لجنة التنسيق الأممية في الحديدة غداة رسائل مجنونة بالمدفعية والصواريخ أشعلت ليل المدينة الساحلية لتعلن الأمم المتحدة أن باتريك وفريقه بأمان، لكن ما لم تقُله هو أن مهمته ليست كذلك.

صراع الأجنحة الحوثية الذي عمّقه اتفاق السويد داخل غرف مغلقة يخرج إلى العلن على شكل مغامرات تصعيد عسكري في مدينة الحديدة وصلت ذروتها خلال الساعات الـ24 الماضية وجوبهت بنيران القوات المشتركة قبل أن يأخذ التهور الحوثي مداه باتجاه لجنة التنسيق الأممية والفريق الطليعي برئاسة الجنرال باتريك كاميرت.

الحوثي استهدف مكان الاجتماع ورصاصة تصيب سيارة باتريك

ومنعت المليشيات الحوثية، صباح الخميس 17 يناير 2019، موكب الجنرال باتريك ومساعديه من المرور خلال الطرقات والشوارع وعبور النقاط التي تسيطر عليها، ليتأخر أربع ساعات كاملة، قبل أن يتمكن من الوصول وحضور اجتماع عقده مع فريق ممثلي الحكومة في مناطق سيطرة القوات المشتركة.

واصطدم كاميرت بالمتطرفين في المليشيات وممثليهم في اللجنة المشتركة على مدى الأسابيع التي أعقبت بدء مهمته وصولاً إلى التلاسن الحاد، وتهديده بحشد المسيرات المسلحة للمطالبة بعزله، بعد الانتقادات التي وجهها لمسرحية تسليم ميناء الحديدة واستدراجه إلى الفعالية المبيتة ودعيت إليها وكالات ومحطات فضائية عربية وعالمية.

مصدر مقرب من اللجنة أشار إلى أن التأخر عن موعد اجتماع الخميس، مرده رفض المسلحين رفع الحواجز وفتح الطرقات أمام موكب رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار باتريك كاميرت.

مظاهر التوتر والتصعيد الحوثي ضد رئيس اللجنة الأممية جاءت غداة قصف عشوائي وهجمات كثيفة نفذتها المليشيات من وسط أحياء سكنية في مدينة الحديدة على مواقع القوات المشتركة شرق وجنوب مدينة الحديدة، ومحاولات تسلل ترافقت مع هجمات مماثلة في الدريهمي جنوب المدينة.

وفي وقت لاحق، نهار الخميس، تعرض كاميرت وفريقه لإطلاق نار من قبل مسحلي المليشيا، وصرح المتحدث باسم الأمم المتحدة، أن كاميرت وفريقه بأمان بعد تعرضهم لإطلاق نار.

وذكرت مصادر ميدانية، لـ"نيوزيمن"، أن المليشيات استهدفت رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار، الجنرال باتريك كاميرت، خلال تفقده للأضرار التي خلفها القصف لعديد مواقع في مدينة الحديدة.

واندلعت نيران كثيفة في أحد الهناجر التابعة لمجموعة إخوان ثابت الصناعية في كيلو 7 شرق المدينة جراء قصف مدفعي وصاروخي في وقت متأخر من مساء الأربعاء.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، في تصريح مقتضب، إن كاميرت والفريق بأمان بعد حادث إطلاق نار تعرضوا له في الحديدة وتم الإبلاغ عنه.

وصوت مجلس الأمن الدولي بالإجماع، الأربعاء، على مشروع قرار صاغته بريطانيا يجيز نشر بعثة مراقبين دوليين (75) مراقباً في بعثة لدعم اتفاق الحديدة.

وعانت المليشيات الحوثية من ضغط استحقاقات تنفيذ اتفاق استوكهولم، وكانت انقسامات شهدتها الجماعة عقب مشاورات السويد وصدور قرار مجلس الأمن الدولي بتبنيها، الأمر الذي انعكس على شكل تعنت ومماطلة ورفض في التنفيذ.

وقوبلت لجنة باتريك، من اليوم الأول لوصولها، بتصعيد وهجمات وخروقات عسكرية واسعة ومتواصلة في محاولات، على ما يبدو، لتفجير الوضع وإفشال عمل الفريق الأممي ونسف الاتفاق الخاص.

وفشلت المليشيات في تنفيذ إجراءات بناء الثقة التي أقرتها لجنة التنسيق المشتركة خلال الجولتين الأولى والثانية من الاجتماعات؛ ولاسيما، رفض فتح الطرق أمام مرور قافلة مساعدات إنسانية عبر طريق الحديدة صنعاء في كليو 16، ورفع الحواجز ونزع الألغام وتثبيت وقف إطلاق النار.

وانقضت الآجال الزمنية المفترضة والمتوقعة قبل أن يذهب المبعوث الأممي مارتن غريفيث ويحصل على موافقة من الرئيس هادي بالتمديد ستة أشهر أخرى بصدد جدول زمني جديد.

واستشعرت المليشيا من جديد إلحاح الضغط بالتنفيذ، عقب صدور قرار مجلس الأمن يوم الأربعاء رقم 2452، بنشر بعثة مراقبين لدعم تنفيذ اتفاق الحديدة، ما يعني مباشرة إجراءات تثبيت وقف إطلاق النار وفتح الطرقات ونزع الألغام والمتفجرات وتسليم الميناء الاستراتيجي وموانئ الصليف ورأس عيسى وإعادة انتشار القوات.

الاستحقاقات الماثلة هذه، تتصادم برفض قيادات ومراكز متطرفة في الجماعة سعت مراراً لتفجير الوضع العسكري للإفلات من الاتفاق وتعطيله لو أمكنها، مقابل القيادات الحوثية التي تميل نوعاً ما إلى المرونة السياسية وترى أن لا مفر من تنفيذ الاتفاق المبرم في السويد والنافذ بقوة قرار من مجلس الأمن (2451) وتبعه مؤخراً القرار (2452).