ألغام الحوثيين ثلث ضحاياها أطفال.. ناصر راعي أغنام موزعي بُترت ساقه

المخا تهامة - Friday 18 January 2019 الساعة 02:47 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

زرع الحوثيون الآلاف من الألغام والعبوات المتفجرة يدوية الصنع في الساحل التهامي، "بين الطرقات والحقول في المنطقة"، كما يصف تقرير حديث نشرته منظمة أطباء بلا حدود التي تعملفي تقديم الخدمات الطبية والعلاجية لضحايا الألغام والمتفجرات في مدينة المخا الساحلية التابعة لمحافظة تعز.

وخلال بضعة أيام فقط، منذ بداية يناير الجاري، أحصى نيوزيمن، في تقرير أخير نشر مؤخراً، عشرات الضحايا في المخا من المدنيين، بينهم أطفال وكبار في السن وصيادون وسائقو دراجات نارية وهي وسيلة نقل محلية واسعة الاستخدام.

وناشد سكان محليون في المخا ويختل الجهات المسئولة والبرامج المتخصصة ومنه البرنامج السعودي "مسام" مساعدة الناس للعودة إلى مزارعهم وحياتهم اليومية.

* المدنيون هم الضحايا وثلثهم أطفال

وتقول منظمة أطباء بلاحدود، وهي تنخرط عبر مشفى ميداني في المدينة الساحلية في تقديم المساعدات الطبية للمتضررين، إن "الضحايا الرئيسيين الذين طالتهم هذه الأخطار القاتلة لم يكونوا سوى المدنيين الذين تعرضوا للقتل أو فقدان الأطراف أو التشوهات التي ستبقى تلازمهم مدى الحياة."

كما سبق وأن "حثت منظمة أطباء بلا حدود السلطات وكذلك المنظمات المتخصصة على تعزيز عمليات نزع الألغام لخفض عدد الضحايا في المناطق المدنية."

بدأت فرق أطباء بلا حدود بتوفير المساعدات في مدينة المخا منذ أغسطس/آب 2018، حيث تجري الطواقم عمليات جراحية طارئة على الجرحى المصابين بالألغام، علماً أن ثلثهم أطفال.

* ناصر راعي الأغنام في موزع

خلال شهر ديسمبر/كانون الأول 2018، يقرع جرسٌ في ساحة المستشفى الميداني الذي افتتحته فرق أطباء بلا حدود في المخا في أغسطس/آب الماضي ليعلن وصول مزيدٍ من المرضى.

تكبح سيارة بيك أب على متنها قاذفة صواريخ فراملها بقوة لتتوقف وتُنزِل أربعة أشخاص أمام غرفة الطوارئ، اثنان منهم قد فارقا الحياة أما الآخران فطفلان وقد غطتهما ضمادات يبدو أنها وُضعت على عجل.

هذان الطفلان كانا قبل ساعات قليلة برفقة أهلهما في حقول في مديرية موزع التي تبعد 30 كيلومتراً عن المكان، حين داس أحدهما على لغم.

أما ناصر البالغ من العمر 14 عاماً فقد أصيب هو الآخر بجروح حين انفجر لغم. تظهر ندبةٌ موجودةٌ على يده اليسرى مكان بتر إبهامه بعد أن أصيب بطلق ناري قبل بضعة أعوام. وها هو ذا يحاول أن يتوازن فيما يقف لأول مرة بمساعدة عكازيه. في 7 ديسمبر/كانون الأول، انفجر لغم فيما كان ناصروعمه وابن عمه يرعون أغنام العائلة في حقل يقع في مفرق المخا في محافظة تعز.

خضع لعملية بتر في اليوم ذاته في المستشفى الجراحي التابع لأطباء بلا حدود والواقع على بعد 50 كيلومتراً عن المخا. يصعب عليه أن يستعمل عكازيه بشكل جيد وقد بترت ساقه اليمنى أسفل الركبة وهو في الأساس فاقد لإبهامه أيضاً.

* كل يوم فخ ينفجر

منذ ذلك الحين ومحمد، والد ناصر، متوجّس من السير في الحقول في مفرق المخا، حيث يشرح قائلاً: "نعلم أن هناك ألغاماً قد زُرعت حول المدينة، لكن المشكلة هي أننا لا نعرف مكانها بالضبط".

ونتيجة لقلة اللوحات التحذيرية التي تشير إلى وجود عبوات متفجرة والأحجار المطلية باللون الأحمر التي تبين الطرقات الآمنة، يُسمع كل يوم صوت انفجار مكتوم يعلن عن أن فخاً آخر قد انفجر.