تعز.. الاحتفاء الثوري حين يفشل بتنظيف وإضاءة شارع جمال

السياسية - Monday 11 February 2019 الساعة 10:54 pm
تعز، نيوزيمن، عماد طربوش:

انتهت فعاليات الاحتفال بثورة فبراير في محافظة تعز بعد ليلة ونصف صباح من الاحتفاء والتواجد في شارع جمال جوار مقر حزب الإصلاح، حيث أصبح هو مكان الابتهاج بالفعاليات الجماهيرية.

نظم الإصلاح الحفل كعادته متفرداً.. أحضر أنصاره الطلاب والطالبات لتنفيذ عرض شبابي، وأحضر جنوده للحماية، وحضر أبناء تعز للمشاهدة وألقيت كلمات لشرعنة صرف حدود 60 مليون ريال كلفة الحفل.

بعد مغادرة الناس للمكان عاد شارع جمال، أهم وأكبر شوارع تعز، إلى حاله منذ سنوات ما بعد الثورة المحتفى بها، مقلباً للقمامة بعد أن مُنع سكان الأحياء القريبة على ضفتي الشارع من إخراج النفايات من منازلهم إلى المكان المخصص أمام بوابة حزب الإصلاح ومقر السلطة المحلية معاً.

يتم تنظيف الشارع جيداً ومنع رمي القمامة فيه قبل وأثناء الاحتفال، ويبدو نظيفاً، غير أنه يعود بعد ذلك إلى حالته مكباً للنفايات، لأن السلطة القائمة التي أفرزتها الثورة الشبابية لم تنجح حتى في إعادة شارع جمال فقط إلى سابق عهده شارعاً رئيسياً نظيفاً ولو بشكل مقبول مع وجود براميل قمامة وسيارات تنقل النفايات إلى خارج المدينة.

تسلمت السلطة المحلية بعد رحيل أمين محمود، بأيام، مجموعة من السيارات الخاصة بنقل النفايات إلى خارج المدينة كان قد سعى جاهداً، محمود، للحصول عليها، وتم تنظيم ما يشبه عرض الأزياء، حيث طافت السيارات شوارع تعز مع أكثر من 4 مصورين يوثقون التدشين، وحينها شهدت شوارع تعز اختناقاً مرورياً كبيراً بسبب قطع الشوارع ليتم تتفيذ العرض.. ابتهاجاً بسيارات قمامه كإنجاز..

لم يتغير الحال ولا تزال تعز الثورة والنضال والزخم السياسي والصراع المحتدم بين المشاريع الجديدة غير قادرة على تنظيف شارع جمال وإضاءته.. وللعلم يحتاج من يخرج إلى شارع جمال ليلاً إلى كشاف يدوي ليرى طريقه من شدة الظلام في الشارع، في حين تذهب ملايين إلى جيوب الفاسدين كمكافآت ثورية.

يثشبث الإصلاح بثورة فبراير كغطاء لكل مشاريعه، ويستخدم الثورة كحجر يرمي بها رأس كل من يقدم مجرد ملاحظات على ما آلت إليه.. حتى شركاء الإصلاح في هذه الثورة لم يعد لهم مكان وأصبحوا ثورة مضادة وجواسيس وخداماً لمشروع الإمارات ضد فبراير الثورة.

ما زال ثوار إصلاح تعز وخلفهم من يهتف بمخترعاتهم من الشعارات يتحدثون عن إنجاز الثورة هدفها الأسمى بالقضاء على عائلة صالح والتوريث، في حين أن غالبية هؤلاء المحتفلين بفبراير يعودون إلى منازلهم ويتحدثون عن التوريث المرعب لعائلات الشرعية، أي شرعية العائلات وريثا لشرعية العائلة.

وبعد أن ذهبت عائلة صالح وأصبحت الدولة وثورة سبتمبر والنظام الجمهوري برمته في مهب الريح لا تزال تعز محنطة تعيش خطاب 2011م في أبشع عملية تغييب وتزييف للوعي يتعرض لها جيل فبراير.

وفي حين ما زال كثير من موظفي تعز بدون مرتبات، ومؤسسات المحافظة معطلة لا ماء ولا كهرباء ولا خدمات صحية، لم يرفع الثوار حتى شعار واحد يطالب الحكومة وشرعية العائلات بتخصيص ولو نصف الاعتمادات التي كانت تحصل عليه تعز من نظام العائلة الذي تحركت الثورة ضده.

تعز تختنق بشعارات ثورية وتموت قهراً من إهمال الشرعية واستحواذ الحزب الواحد، ومن سكوت الثوار عن المطالبة بتنفيذ، ولو على أقل تقدير، المطالب التي رفعوها يوم خرجوا للشارع قبل 8 أعوام.