الحركة الإسلامية في اليمن ولادة التابع للقبيلة وزيجة المنتفع بالسلطة

السياسية - Tuesday 12 February 2019 الساعة 04:19 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

انضم الأستاذ الدكتور حمود العودي، عالم الاجتماع الشهير، وأحد أهم المفكرين ورموز التحديث ورواد المدرسة العقلية العلمية في اليمن والوطن العربي، إلى قائمة كُتاب "نيوزيمن".

ويشكل الأستاذ الدكتور حمود العودي إضافة نوعية مهمة للموقع وللإعلام اليمني، في مرحلة استثنائية تتأكد خلالها الحاجة إلى رجال الفكر والمنهج العلمي بإزاء أزمة الحاضر اليمني؛ استقراءً للمقدمات، وتفكيكاً للظواهر، وتجسيراً للهوة بين المشكلة والحل.

لقراءة المقال: إلى الحركة الإسلامية اليمنية: ولدتم تابعين وشِبتم عاجزين‬

وإذ يتشرف "نيوزيمن" بانضمام الدكتور العودي، ‏أستاذ علم الاجتماع بجامعتي صنعاء وعدن‏ وفي ‏كلية الآداب جامعة القاهرة‏، يشكر له دماثة العالم وتواضع الكبير وحكمة المجرب الخبير.

في حلقات ثلاث يتتبع الأستاذ الدكتور حمود العودي نشوء الحركة الإسلامية في اليمن موصولة بمحيطها العربي والإسلامي وظروف الولادة والنشأة والمتغيرات خلال مسيرتها من النشأة وحتى الراهن.

يخلص الكاتب من استعراض عام إلى أن اليمن "من أحدث إذا لم تكن هي من آخر مواقع المد السياسي للحركة الإسلامية مع بداية سبعينيات القرن الماضي كقوة سياسية منظمة وفاعلة على الأرض"، بغض النظر عن البدايات النظرية والشخصية الأولى في الأربعينيات، ويرى أن ما يميز نموذج اليمن عن غيرها، أمران هامان هما:‬ ‫الولادة التابعة في حمى القبيلة المصطنعة‬، وعقد "زواج" التحالف (الكاثوليكي) المصطنع مع السلطة.

‫ويلفت العودي إلى أن مجتمع القبيلة من الناحية الاجتماعية هو مجرد مكون هامشي وثانوي في المجتمع اليمني قياساً بمتغير مجتمع الدولة الرئيسي والأصل الثابت عبر التاريخ، وكيف أن وضع القبيلة في ظل الثورة والجمهورية ومتغيرات الحداثة المتسارعة قد تأثر "جزراً".

وتحت مظلة القشة المتخلفة لبقايا القبيلة اختارت الحركة الإسلامية السياسية في اليمن أن تضع بيضتها الأولى خطأ وجهلاً؛ ولدت الحركة الإسلامية في سبعينيات القرن الماضي في اليمن تحت عباءة ما تبقى من وعي القبيلة المصطنعة لآل الأحمر في حاشد، والتي تبنتها كابن غير شرعي لها، وهي قد قبلت بها كأم غير شرعية كذلك.

وينبه إلى أنه وبخلاف تيار الحداثة القومية والوطنية والتقدمية في اليمن، فإن الحركة الإسلامية اليمنية ولدت محنطة في تابوت بقايا القبيلة ولم تشتم يوماً رائحة الحرية والاستقلال، وذلك هو الخطأ المميت.

‫قبل أن ينتقل إلى الأمر الثاني ويتمثل في، إبرام عقد تحالف نفعي مع السلطة المركبة من رموز بقايا القبيلة وعسكرها الجدد مع نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات وعهد علي عبدالله صالح تحديداً، يحدو الجميع هدف واحد هو الإجهاز على كيان الحداثة القومية والوطنية والتقدمية في جنوب الوطن وما تبقى منه في شماله تحت شعارها الشهير في تلك المرحلة القائل (ما لماركس إلا محمد).

وما لم ينجح العنف الأهلي والرسمي بين النظامين الشطريين وقتها في تحقيقه بحسب الشعار السابق على مدى ربع قرن من الصراعات الأيديولوجية والعسكرية قبل الوحدة يمكن العمل على تحقيقه تحت شعار ومظلة الوحدة وشرعيتها المزعومة بعد عام 1994م، وذلك هو ما كان.

ويفصل الكاتب القول في ذلك إلى أن وطأت أقدام المسرحين الإسلاميين رصيف الانتظار خارج السلطة ليجدوا ضحيتهم السابقة في الانتظار من بقايا الاشتراكيين وبعض القوميين، تماماً كما وجد البعثيون والحركيون أنفسهم بعد 5 نوفمبر 1967، ووجدت الزمرة والطغمة أنفسهم بعد 1994م، وجدوا أنفسهم جميعاً خارج لعبة السلطة ومغانمها بفعل ما صنعته أيديهم جميعاً ببعضهم، ولم يجد أي من الجميع عزاءً لنفسه إلا بالقرب من الآخر في "مشترك" المعارضة الذي اختط فكرته المناضل الكبير الشهيد جارالله عمر الذي كوفئ بجزاء سنمار من قبلهم.

‫وعند هذه النقطة يسأل: إلى متى ستظل تجمع الناس المصائب الكبيرة وتمزقهم المصالح الضيقة؟‬