تحقيق مصور| آباء المهنة في الساحل الغربي يكرّسون "واحجة" مركزاً للتصدير السمكي

متفرقات - Friday 15 February 2019 الساعة 08:04 am
المخا، نيوزيمن، خاص:

(أمين الوائلي واسماعيل القاضي)-- تدب الحياة والحركة منذ ساعات الصباح في مرسى الإنزال السمكي بشاطئ "واحجة" التابعة لمديرية ذباب، وإلى الجنوب من مدينة المخا بنحو 10كم، غربي تعز، هنا حيث آباء المهنة والرعيل الأول من صيادي اليمن في الساحل الغربي.

وباتت واحجة مركزاً رئيساً لإنزال الأسماك وبيعها (بالجملة) في جنوب الساحل الغربي لليمن مع إنشاء مِنزال الأسماك وتأهيله بتمويل الهلال الأحمر الإماراتي، إلى جانب عدد من المراسي المشابهة على امتداد الساحل الغربي.

واستوعب مرسى الإنزال ومركز البيع والتداول السمكي في واحجة العدد الأكبر من صيادي المخا مقابل عدد أقل يعتمدون على مركز أولي في ساحل يختل شمال المخا.

وأسماك صيادي المخا تعتبر المصدر الأول والرئيس لتموين سوق الاستهلاك في المملكة العربية السعودية.

ومن مرسى إنزال الأسماك في واحجة تصدر أنواع الأسماك إلى الأسواق المحلية والخارجية.

مئات الصيادين يجلبون محصولات الصيد إلى المرسى، ولكل مجموعة من الصيادين وكيل هو عبارة عن وسيط بين الصيادين والتجار المشترين بالجملة مقابل نسبة قدرها خمسة في المائة من القيمة الإجمالية التي يحصل عليها الصيادون، كما فهمنا من الصيادين.

يقدر عدد القوارب التي ترسو في واحجة (من صيادي المخا وقرية واحجة) وتمارس نشاطها اليومي في مهنة صيد الأسماك 1000 قارب تقريباً.

موسم الصيد الرئيس في المخا والساحل الغربي هو الصيف لأن الرياح تكون هادئة (شمالية).

بعكس الشتاء وهو موسم "رياح الأزيب" حيث تبلغ سرعة الرياح مستويات قياسية خلال فترات تصل الذروة في "الأربعين يوماً" الأكثر ضراوة.

وموسم الصيد في الجنوب هو الشتاء وليس الصيف كما في الساحل الغربي.

وتنقسم قوارب الاصطياد في موسم الصيف بالمخا وواحجة إلى ثلاث فرق:

- قوارب تذهب ليلاً وتصطاد أنواعاً محددة من الأسماك (ديرك، بياض، درب، قد، ناقم).

- وقوارب تذهب صباحاً وتصطاد أسماك (سمان، هامور، بياض، زينوب، جحش، حمراء، باغة، عنتق، وحبار) وأنواعاً أخرى.

- وقسم ثالث هم أصحاب الشباك أو "المكبير" بلهجة الصيادين وتشير لكبر الشبكة والمحصول، وهؤلاء هم أصحاب الغلة الأكبر صيداً ومردوداً مالياً، و"التشويط" وهم مستخدمو القوارب الصغيرة وتتسع لأربعة صيادين فقط، وهذا القسم يجلب أسماك (البياض، والزينوب، والديرك).

معظم صيادي المخا وواحجة يعتمدون الصيد بالجلب (اليدوي) حفاظاً على البيئة البحرية وبيئة الأسماك من التجريف والضرر. لكن أصحاب الشباك يستغلون الموسم لجلب الكميات الأكبر والحصول على المردود المالي الأعلى.

يأتي إلى هنا تجار الأسماك من مختلف المحافظات، وتصدر أغلب الأسماك إلى السعودية، ومنها سمك الهامور والقشريات بأنواعها (سمان، جحش، ناقم، حبار وديراك)، وتصل نسبة التصدير من الأسماك في موسم الصيد إلى 70 بالمائة يومياً.

والنسبة المتبقية تذهب إلى الأسواق المحلية في مناطق مختلفة علاوة على المخا وعدن وتعز وصنعاء ولحج.

وكما يوضح صيادون مع نيوزيمن، شهدت السوق في يوليو الماضي أكبر انتعاش في سعر الأسماك، حيث وصل سعر الكيلو الديرك إلى 6000 ريال والسمان 4000 ريال.

وتقل نسبة الاصطياد في البحر الأحمر والمخا في موسم الأزيب، حيث تدخل إلى مركز الإنزال أسماك قليلة وفي فترة الصباح فقط ومعظمه يغطي احتياج المواطنين في المدينة والقرية (المخا وواحجة)، مقارنة بموسم الشمال أو الصيف والذي تقدر فيه كمية الصيد 6 أطنان يومياً وتتراجع هذه الكمية في موسم الأزيب إلى 3 أطنان في الأسبوع وأقل من طن واحد في اليوم.

مِنزال الأسماك في واحجة استقطب التجار ونشأ تنافس أسهم بدوره في رفع مردودية الصيادين والطواقم العاملة معهم على القوارب من المساعدين والحركة التجارية المرتبطة بالصيد ومستلزماته.

في الموسم وصلت مبيعات صياد واحد تحدث مع نيوزيمن إلى مليون ريال يومياً.

وتتفاوت المبيعات من يوم إلى آخر، وظل سعر الأسماك مرتفعاً حتى نهاية شهر شوال، وتحسن دخل الصيادين من بيع الأسماك بالأسعار الجيدة.

الصيد واحدة من أهم وأقدم المهن التي برع فيها واشتغل بها اليمنيون على امتداد الساحل الغربي وتهامة ساحل بحر العرب، وهي مهنة لها تقاليدها وفنها وأدبها وخبراتها وثقافتها ومعارفها العلمية المرتبطة بالرياح والبحر والمواسم والانقلابات الموسمية... وغيرها من العوامل.

ولا توجد حتى الآن جهود تخصصت في توثيق وتخليد موروث المهنة الثقافي والأدبي والمادي وتقاليدها. لكن هذا يبقى هدفاً يجب السعي إليه وتحقيقه.