صنعاء.. عصابات كثيرة برأس واحد

السياسية - Saturday 16 February 2019 الساعة 09:53 pm
صنعاء، نيوزيمن، فارس جميل:

بعد الفضيحة التي أحدثها الكشف عن سجون النساء السرية بصنعاء، والتي يديرها أشخاص يتبعون جماعة الحوثي، يقومون بابتزاز النساء وتعذيبهن، حاولت الجماعة التغطية على الحدث بإعلان إحالة الأشخاص المتهمين بإدارتها للتحقيق ووقفهم عن أعمالهم التي هي أصلاً مهام وصلاحيات غير رسمية، إلا أن الأمر توقف فجأة، مع صمت إعلامي واسع.

وقف أحمد حامد مدير مكتب رئاسة الحوثيين بصنعاء لرفض أية محاولات لمعاقبة هؤلاء، حيث قام بزيارة الإدارة العامة للبحث الجنائي، واجتمع بمنتسبيه بعد تعميمات صدرت الليلة السابقة للزيارة بأن يحضر موظفو البحث بكامل لباسهم الرسمي دون مخالفات، وهي إجراءات لا تتم إلا مع زيارات مسؤولين كبار كرئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء.

محاضرة حامد لم تقنع رجال البحث، لكنها كانت محاولة لتبرير إعادة المتهمين بتعذيب وسرقة نساء اليمن، للاستمرار بذات المهمة التي تدر أموالاً ضخمة.

على مدار سنوات خاض أحمد حامد، القادم من مكتب عبدالملك الحوثي بصعدة، معارك واسعة لإخراج إيرادات الزكاة من وزارة المالية إلى مكتب الرئاسة مباشرة، ونجح مؤخراً بتبعية هيئة الزكاة لمكتبه، وبدأ بتوظيف مواردها المالية الضخمة إعلامياً عبر عقد حفلات زفاف جماعية لأبناء القتلى من صفوف الجماعة.

تعمل هيئة الزكاة دون قانون، ويعمل أحمد حامد دون قانون، وتعمل عصابة البحث الجنائي دون قانون، وسيطرت جماعة الحوثي على السلطة دون دستور ولا قانون، ومع أن أعتى العصابات في العالم تعمل على تغيير وجوهها عندما يتم إشهارهم كمجرمين، فإن جماعة الحوثيين تعمل على مكافأة من يتم فضح جرائمه، ومعاقبة من يقوم بكشف هذه الجرائم باعتباره خائناً ويعمل لمصلحة (العدوان).

قال ضباط أمن، إن أحمد حامد وعصابته لا يمارسون وظيفتهم لمجرد ملاحقة النساء والبحث عن مخالفات حقيقية لهن، بل إنهم يختارون ضحاياهم من الأسر القادرة على الدفع، لأن هدفهم الأول هو الابتزاز المادي لهن ولأسرهن، والبعض يتم تجنيدهم للإيقاع بخصومهم.

عند الكشف عن ممارسات هذه العصابة، أكد أحد ضباط الأمن أنهم سيحالون للتحقيق ككبش فداء لمن يقف خلفهم، لكن زميلاً لهم قال له:
لا يوجد عصابة في التاريخ تعاقب أفرادها لأنهم نفذوا تعليماتها بدقة، وهؤلاء مجرد أفراد عصابة ينفذون تعليمات رئيسها، فكيف تتوقع أن يقوم بمعاقبتهم؟

هذا ما حدث فعلاً، لقد عادوا لعملهم مسنودين بقوة أحمد حامد الذي لا يجرؤ كثير من قيادات الجماعة على مواجهته ولا مجرد انتقاده، لأنه يرتبط مباشرة بالرأس الكبير في كهوف صعدة.