الصوفي مواصلاً الكتابة من الحجرية: إخوانيَين كُنَّا في حجرية عدنان الحمادي التي قالت للحوثي: لن يعود عساكر الإمام

السياسية - Sunday 17 March 2019 الساعة 10:36 pm
نيوزيمن، يكتب/ نبيل الصوفي

إخوانيَين كنَّا: أنا، وسمير اليوسفي.
عاد من السعودية إلى "الصحوة" التي لم تستوعبه، فعاد إلى "تعز الثقافية" ثم "الجمهورية" التي نفخ فيها ومنها للثقافة الوطنية كلّها روح النّقد والنقاش والحريّة، ومع أنه كان معهم في 2011، فقد طوَّقوا صحيفته بعد دخول الحوثي صنعاء، وتظاهر الآلاف من الإصلاحيين يهتفون ضده.
وبعد الحرب عاد إلى قريته، في بني يوسف.

وباختلاف بسيط، ذهبتُ من تعز إلى صنعاء فدرستُ الإعلام وترأست تحرير الصحوة واستقلت وأقلت، ثم أعلنت استقالة فكرية من الإخوان..

وكنتُ ضد 2011، وحاولت البقاء في محيط الإخوان الشيعة، الحوثيين، وفي النهاية عدتُ أبحث عن قريتي.. وها هي جَمَعتنا الطريق من جديد، التقيته في هذه الزيارة، يجمعنا اتفاق واختلاف في نفس الوقت، لكن كله يجمع حتى الاختلاف.. قال لي: تخرَّجت الأول على دفعتي صحافة في جامعة الرياض، الملك سعود سابقاً، ولم أسمع باسم هيكل إلا في اليمن.. نحن جيل الأحلام المخطوفة من حركات الإسلام السياسي، سُنة وشيعة..

نبيل الصوفي يكتب من الحجرية: بدايةُ التاريخ ومُنْتهاه.. اعتذار لتعز

حجرية عدنان الحمادي

الحجرية.. مجهولة رغم أنَّ في كل قرية اسماً واحداً على الأقل، تعرفه اليمن برمتها.

‏العودة إلى مفتتح النضال الوطني، الحجرية.
قرَّرت زيارة هذه المنطقة لأسباب عدة، ففيها مخزون النضال الوطني بكل مكوناته: ثقافة، سياسة، تاريخاً.. قرية ومدينة، من كل قرية منها اسم وطني..

كانت أول منطقة يمنية قالت للحوثي: "خليك بعيد، بعيد جداً". كان أغلبنا لا يزال مرتبكاً.. قال لها الحوثي إنه فقط سيدافع عن الوحدة جنوباً، فردته إلى تعز.. الوحدة والدولة هناك في صنعاء لن يعود عساكر الإمام.. ولم تشهد بعده أي حرب في قلبها.. وفيها اللواء 35، يقوده عدنان الحمادي، الضابط الذي كتبتُ ضده وأنا في صنعاء واعتبرته سبباً في تدمير تعز، لأنه رفض رأي محافظها يومها، شوقي هائل، وهو يقول له: خلك في البيت. فقال: ليبقى الحوثي في بيته، ويعلنوا انقلابهم في صنعاء كأي انقلاب على سلطة، أما أن يرسل عساكره إلى كل قرية، فأي بيت هذه ستكون بمعزل عنه. زرته لأعتذر له أولاً. وثانياً، لأرى هذه التجربة الوطنية التي لم تشبهها أخرى، عاد الضابط إلى بيته وقريته بعساكره ورفاقه من حجة والمحويت وصنعاء والقفر.. إلى قلب الحجرية، خلافاً على كل مشاريع هذه المنطقة الذين كانوا يبدؤون وينتهون خارجها.. وكانت منطقته كما توقعها وأكثر.. حاضنة لوطن هرب في حدقات عيون جنوده.. ليس الوقت للكتابة، فقط تأملوا صوراً تعرفكم أننا جميعاً نجهل هذه البلاد.. وللكتابة بقية..

عن ردود الفعل

يا إخوان علي محسن والشرعية، اعتبرونا حوثة واعتبروا الحجرية ستوكهولم، واعتبروا عدنان الحمادي عبدالله العليمي.

اتركوا خطابكم الذي حميتم به الحوثي، وأنتم تقولون إنها هي حرب صالح أما الحوثي إلا أداة..
تبذلون جهداً جباراً في حماية الحوثي وتوريط خصومكم وأنفسكم..
هيا لكن..
الآن كل شوية وقفز واحد يستغرب أن الصوفي وصل الحجرية، عادهم لم يعرفوا أني بتعز.. أبحث لي عن بيت في حارتي بمدينتي التي تقاتلنا فيها، أنا في صف وأهلي فيها بصف ثاني.. في حرب انتهت بنا أنا وأهلي في صف واحد. يتحدثون عن أني كنت أحرّض ضد أطفال تعز، وكأنَّ الحرب كانت بيني أنا وأطفال تعز، وليست بيني وبينهم هم. يختبئون تحت أي لافتة، مثلهم مثل الحوثي. هل ستحررون الحوبان؟ طيب، كيف ستعملون بأطفال تعز الذين في الحوبان؟ هي حروب بيننا كأطراف، كل منا يشارك حربه بأدواته. اتركوا الأكاذيب. لتعز شهداء مع كل الأطراف، لا تنبشوا قبورهم، ودعونا إما نتفق أو نتحارب، لكن كأحياء.. اتركوا الموتى بسلام..

انتباه..
ينشغل الكُتّاب بالنِقَاش.. وتغيب اليمن في الحاضر، كل يوم جديد يمر، يترسخ حال دول مجزأة كل طرف بما لديهم فرحون..

يمسك عبدالملك الحوثي البلاد من رقبتها، ويواصل أتباعه طعن قلبها ليل نهار..

يجوسون الديار، يموِّلون عفنهم العنصري بمال الدولة التي تركها لهم هادي وشرعية إخوان علي محسن.

كل صباح جديد يمر، ونحن أبعد وأبعد عن اليمن التي كانت استعادَتْه الجمهورية من بين براثن الإمامة..

سينهار الحوثي يوماً، لكنه كالسّرطان سينهار بعد أن يكون قد أكمل التهام كبد الوطن. يواصل الجرذ عبدالملك اختباءه.. مُطلقاً العنان لمجرميه في صنعاء وعمران وحجة وكل منطقة تحت نفوذه..