الإرهاب الحوثي بذريعة: الحرب الناعمة

السياسية - Monday 18 March 2019 الساعة 04:50 pm
صنعاء، نيوزيمن، فارس جميل:

تحت ذريعة الحرب الناعمة (للعدوان ومرتزقته) كما يسميهم الحوثيون، يمكن أن تكون ضحية إرهاب أي مسلح حوثي في مناطق سيطرة الجماعة، فقد تحول هذا العنوان المضلل إلى ساطور بيد مسلحي الحوثي ضد أي مدني يخالف توجهات ومواقف الجماعة، ولو بالصمت.

قد تكون حلاقة شعر الرأس -مثلاً- مظهراً من مظاهر الحرب الناعمة لدى الجماعة، وقد علق مسلحوها إعلانات تحذيرية لطلاب الجامعة تمنع طلابها من الحلاقة الشبابية الجديدة التي تروج في أوساط الشباب بشكل معتاد، ولكنها رمزياً تعبر عن شخصية متحررة وغير تابعة، ولهذا قال مسلحو الجماعة تحت مسمى الملتقى الطلابي إنهم لن يصبروا على هكذا حلقات شعر في ظل استمرار (العدوان والحصار)، متناسين بذلك عدوانهم على حريات الناس الشخصية، والتدخل فيما لا يعنيهم بأي شكل، وحتى داعش لم تمارس هذه السلوكيات ضد سكان المناطق التي سيطرت عليها في سوريا والعراق.

سبق وأن صدرت تعميمات أمنية على حلاقي مدينة الحديدة، العام الماضي، تحتوي نفس التحذير، وتم إهانة عدد من الشباب والحلاقين تحت هذه اللافتة القمعية.

خاض الحوثيون معركة شرسة على مدار الأشهر الماضية ضد الاختلاط، في المطاعم والمقاهي واعتقلوا عشرات الشباب والشابات وابتزوهم وأسرهم أموالاً طائلة للإفراج عنهم، بعد اعتقالهم والتشهير بهم، خاصة الفتيات اللواتي لم تقم سلطة يمنية من قبل بمجرد التفكير في توقيفهن، وما زال المجتمع اليمني يعتبر ذلك من الممارسات التي لا تليق باليمني مهما كانت ذريعته، وسجون النساء الشهيرة بصنعاء دلالة كافية على ذلك.

تدخل الملابس النسائية الداخلية أيضاً ضمن مظاهر الحرب الناعمة في عقلية الجماعة، فقد خاضوا ضدها حرباً شرسة في المحلات التي تبيع الملابس النسائية منذ عقود دون أية مضايقات.

وكما تعرضت محلات الكوافير والصوالين النسائية إلى حملة إزالة لصور النساء في اللوحات الإعلانية، فقد امتدت الحملة مؤخراً إلى إزالة الأجسام البلاستيكية التي تستخدمها المحلات لعرض الملابس والموديلات الجديدة منها للزبائن، كأداة عرض في جميع دول العالم، فهذه أيضاً من مظاهر الحرب الناعمة، إلا من دفع لهم المال، فهذا يتحول إلى مواطن صالح حسب مواصفات وشروط مسلحي الجماعة، فهم سلطة مطلقة لا تسأل عما تعمل.

هناك مظهر جديد من مظاهر الحرب الناعمة للعقلية المريضة التي تمارس قمعها ضد كل مظاهر الحياة بصنعاء.

إنهن الفتيات اللواتي لا يرتدين النقاب، ويكتفين بالحجاب الخاص بالشعر، ولا يقمن بتغطية وجوههن بالطريقة الداعشية الشهيرة، فقد حذرت الزينبيات بجامعة صنعاء طالبات الجامعة سافرات الوجه، بأن هذا الأمر لن يطول، وسوف يتم منع كشف الوجه في الجامعة قريباً.

الفن بمظاهره المختلفة حرب ناعمة أيضاً لدى الحوثيين، فبعد مضايقات ومنع الفنانين في الأعراس بمحافظات صعدة وعمران وحجة، ومحاولة التضييق عليهم بالعاصمة، تم منع حملة اليوم المفتوح للرسم بصنعاء، بينما نفذت الحملة بهدوء في كل من عدن وتعز، لكن مسلحي الحوثي قاموا ليس فقط بوقف الشباب من الرسم بشارع حدة بصنعاء، وإنما بطلاء كل رسوماتهم برنج مشوه أفسد كل اللوحات بشكل كامل.

تم مسح اللوحات من جدران شارع حدة، بينما تمتلئ شوارع المدينة وجدرانها وحاراتها بشعارات الجماعة وصور قتلاها، بدون استثناء للمدارس والمساجد وأية منشأة خاصة وعامة، فلا أحد يجرؤ على منعهم من تشويه جدار منزله بشعاراتهم، وإلا تحول إلى مرتزق وعميل.

إنه إرهاب منظم ومدروس يمارس ضد كل الفضاءات العامة والحريات الشخصية في مناطق سيطرة الجماعة، يتزامن مع تعميم ومحاولة تفعيل ما سميت بوثيقة الشرف القبلية التي تعد إعلانا سافرا وقصديا لإشعال الصراع الاجتماعي بين اليمنيين لسنوات.

قال رجل عابر تمعن في مسحهم للوحات اليوم المفتوح:

هذا هو المطلوب منهم تماماً، فلو منحوا الناس حرياتهم الخاصة لربما تعايشوا معهم، ونسوا أنهم جماعة دينية مسلحة وقمعية لا تختلف عن داعش إلا في المظهر والادعاءات الخاصة بتعريفها للناس، أما السلوك والجذور فهي واحدة النكهة والصوت والسند والقبح.

وقال موظف حكومي تجبره الجماعة كل يوم أربعاء على الاستماع لمحاضرة أحد أولاد بدرالدين الحوثي:

لو يعلمون كم يرسخون كراهيتهم في نفوسنا بهذا التصرف، لتوقفوا عن هذه المحاضرات، واعتذروا لنا، وربما دفعوا تعويضات.