“صانع الشاي والهريسة في كوالالمبور”.. شهاب الصبيحي لـ”نيوزيمن”: دخل الحوثي صنعاء فقرّرتُ الهجرة

متفرقات - Friday 22 March 2019 الساعة 10:11 am
كوالالمبور، نيوزيمن، فاروق ثابت:

"يسقيك ما أحلى ورودك وغرسك وا صبر
يرحم أبوه من غرس
كم فيك من حسن كم فيك من ألوان
فتنه ليت قلبي نَفَس"...
في "سيردانج"، إحدى ضواحي العاصمة كوالالمبور الصاخبة بالعرب ونشاط الجالية اليمنية، ستجد نفسك لا إرادياً تسافر بحسك وإحساسك وشعورك ومشاعرك إلى اليمن، وأنت تعيش لحظات خالدة مع أيوب طارش عبسي، متلذذاً بكوب شاي عدني في أحد المطاعم اليمنية بسيردانج المكتظة بالضجيج، وقرقعة الأكواب، وتهافت الزبائن، عرباً وآسيويين ويمنيين، على الطعام اليمني بأصنافه المتعددة..

كعادته، ينشط شهاب الصبيحي في صنع الشاي اليمني، والعصائر الممزوجة بابتسامته للزبائن طوال اليوم..
لكن الشاب الأسمر المولود في لحج في العام 1988 لن يكتفي ربما بإعطائك كوب الشاي، بل قد يجلس إلى جانبك ويفاجئك بالحديث عن اليمن، وتفاصيل معارك الساحل، وخذلان الشرعية لحجور، واتفاقية استكهولم، ولعبة بريطانيا، وتدخلات قطر... والكثير الكثير مما يحمله من معلومات وتحليلات تجعلك تشعر أنه ليس مجرد صانع شاي فقط، بل مثقف وسياسي لا يستهان به..

يقول شهاب ل"نيوزيمن": كنت أعمل في صنعاء بوضع مادي جيد، وتنقلت بين عدة أعمال، من ضمنها سائق تاكسي مع شركة راحة، لكن بمجرد دخول المليشيا عمران وبدء محاصرة صنعاء في العام 2014، أيقنت أنه لا مكان لي في اليمن، ولا خيار لي سوى الرحيل أمام القوارض القادمة من كهوف التاريخ، فسافرت باتجاه ماليزيا نازحاً على أمل أن يفتح الله لي باباً للرزق".

بمجرد وصول شهاب ماليزيا مر بظروف صعبة بحثاً عن عمل، حتى استقر في عمله أخيراً في مجال الشاي والعصير.

قال: "لما وجدت أن الأجر الذي أتقاضاه لعمل الشاي والعصير لا يواكب وضعي المعيشي في ماليزيا، لجأت إلى صناعة الهريس والحلاوى، المهنة التي اكتسبتها في الراهدة قبل طلوعي صنعاء، وهناك دخل مادي منها، رغم بساطته إلا أنه بضمه إلى مدخول عمل الشاي والعصير يعتبر جيداً نوعاً ما"..

هناك الكثير من اليمنيين النازحين بماليزيا، نسبة كبيرة منهم ليسوا أفضل حظاً من شهاب، فمعظمهم لم يلق فرصة عمل وإن لقي يكون قلقاً بسبب أن قوانين البلاد لا تسمح للممنوحين فيزا زائر بالعمل أو حتى للاجئين اليمنيين عبر مكتب الأمم المتحدة.

لكن الوضع المادي والمعيشي للكثير من النازحين اليمنيين في ماليزيا صادم للغاية، وهو ما يدفعهم للمجازفة والعمل ولو بأجر زهيد لأجل توفير لقمة العيش في المهجر وهم نازحين مفضلين في ذلك عدم الرجوع للعيش تحت سطوة "السيد" و"العكفة" و"المشرفين".