صراع أجنحة المليشيات.. تعيين الحوثي في المجلس السياسي بعد عام على مصرع الصماد

السياسية - Friday 22 March 2019 الساعة 03:43 pm
صنعاء، نيوزيمن، تقرير خاص:

قالت مصادر مقربة من مليشيات الحوثي (الذراع الإيرانية في اليمن) لنيوزيمن: إن تعيين القيادي في المليشيا محمد علي الحوثي عضواً في المجلس السياسي، الذي تسيطر عليه الحركة، جاء بعد خلافات بين أجنحة الحركة استمرت لعام تقريباً عقب مصرع صالح الصماد بغارة جوية للتحالف العربي أثناء وجوده في محافظة الحديدة.

وأضافت المصادر: إن مهدي المشاط ومجموعة من قيادات المليشيا اشتكت تدخلات محمد علي الحوثي، رئيس ما تسمى "اللجنة الثورية العليا"، في عمل المجلس السياسي، وفي إثارة الخلافات بسبب القرارات التي تصدر من المجلس، وأن الشكوى تضمنت أن محمد علي الحوثي يصر على تقديم نفسه كرئيس للثورية العليا، وأنها هي صاحبة القرار في كل شيء.

خلافات المشاط والحوثي تنتقل للمجلس السياسي

وحسب المصادر، فإن الخلافات تصاعدت عقب إصرار محمد علي الحوثي على لقاء المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، وبعض المسؤولين الأمميين الذين يزورون صنعاء بوصفه رئيساً للثورية العليا، وطرحه بعض القضايا التي لا يتم الاتفاق بشأنها مع المجلس السياسي ولا مع المشاط.

وقالت المصادر، إن قرارات التعيينات الأخيرة التي أصدرها المشاط زادت من حدة الخلافات بينه والحوثي الذي اعتبر أن معظم تلك القرارات تسعى لنزع مخالب نفوذه في المؤسسات الرسمية، وأنها تستهدف الثورية العليا التي كان لها الفضل في ترسيخ حكم المليشيات وتغلغلها في أجهزة الدولة.

ووفقاً للمصادر، فإن زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي هو من عيّن محمد علي الحوثي في المجلس، وأنه طلب من أعضاء المجلس شخصياً عبر الفيديو الموافقة على التعيين، وحين سألوه إذا كان ذلك يعني أن محمد علي الحوثي سيكون هو البديل للصماد في رئاسة المجلس قال لهم بأن هذا أمر يعود إليهم، وهو ما اعتُبر إشارة إلى إمكانية أن يحل محمد علي الحوثي بديلاً للمشاط في الدورة القادمة لرئاسة المجلس السياسي.

وتفيد المصادر لنيوزيمن، أن قيادات في الحركة تدعم المشاط، ترى أن تعيين محمد علي الحوثي سيحد من حركته وتقديم نفسه بشكل مستمر باعتباره رئيساً لما تسمى "اللجنة الثورية"، لكن آخرين يرون أن تعيين الحوثي في المجلس السياسي سيكون له تأثير على زيادة نفوذ محمد علي الحوثي، وأنه قد يكون البديل للمشاط عند انتهاء فترة رئاسته للمجلس في أغسطس القادم.

وترى المصادر أن محمد علي الحوثي يصر على ممارسة عمله عبر نشاطه في تويتر، وفي إجراء المقابلات الصحفية بصفته رئيساً للجنة الثورية، وأنه لن يقبل بالاستمرار بالعمل كعضو في مجلس سياسي يرأسه مهدي المشاط.

صراعات الأجنحة وراء تأخير بديل الصماد

وكان منصب القيادي في المليشيا صالح الصماد الذي تولى رئاسة المجلس السياسي ولقي مصرعه في أبريل من العام المنصرم بغارة لطيران التحالف العربي في محافظة الحديدة، ظل شاغراً لقرابة عام، ولم يتم تعيين بديل عنه من قبل حركة المليشيات الحوثية.

المصادر أكدت أن صراع الأجنحة داخل حركة المليشيات الحوثية هو السبب وراء تأخر تعيين شخص بدلاً عن مقعد صالح الصماد في المجلس السياسي الذي تسيطر عليه المليشيات لمدة عام كامل، حيث كانت بعض القيادات الحوثية تسعى لتعيين حمزة الحوثي الذي غاب عن المشهد تماماً، وخاصة بعد أن تم استبعاده من وفد المفاوضات وتعيين عبدالملك العجري بديلاً عنه، إلا أن آخرين كانوا يقترحون أسماء أخرى من أبرزهم أحمد حامد، وحسين العزي، وفضل أبوطالب، لكن تلك المقترحات ظلت تقدم لمكتب زعيم المليشيات دون أن يبت فيها قبل أن يتخذ قراراً بتعيين محمد علي الحوثي في المجلس.

وتضيف المصادر لنيوزيمن، إن صراع الأجنحة لا يتعلق فقط بمسألة الخلاف حول النفوذ الذي يعود على صاحبه وعلى الجناح الذي يدعمه بالفوائد، بل أيضاً في تكوين شبكات مصالح باتت هي المسيطر على أداء الحركة وطريقة إدارتها لأجهزة الدولة والمكاسب المادية التي يتم الحصول عليها من هذه الطريقة.

وحسب المصادر، فإن شبكات المصالح باتت هي التي تتحكم بقرارات التعيين للمسؤولين في أجهزة الدولة، خصوصاً في المؤسسات الإيرادية التي تتولى جباية الأموال وصرفها على مليشيات الحركة خارج إطار كل الضوابط المالية وخارج إطار الرقابة والمحاسبة.

ووفقاً لذات المصادر، فإن تعيين المسؤولين في بعض المؤسسات الإيرادية يفضي إلى تقاسم متفق عليه بين هؤلاء المسؤولين وقيادات الأجنحة التي تدفع بهم وتدعم تعيينهم، حيث يتم تقاسم المكاسب المادية وفقاً لنسب متفق عليها مسبقاً، خصوصاً في ظل عدم التزام المليشيات بإنفاق أي من تلك الإيرادات على موظفي الدولة سواءً لجهة المرتبات أو لجهة النفقات التشغيلية أو غيرها.