واشنطن بوست: فوضى "الربيع" جلبت داعش لليمن وتنافسه مع القاعدة تحوَّل لصراع دموي

السياسية - Sunday 14 April 2019 الساعة 08:27 pm
نيوزيمن، ترجمة خاصة:

حذرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية من أن تنظيم داعش والقاعدة يسعيان للحصول على موطئ قدم في اليمن بعد دحرهما من سوريا والعراق، وهو ما يعني تزايد حالة الفوضى وعدم الاستقرار في أفقر دولة في الشرق الأوسط.

ووفقاً لزعماء قبائل ومسؤولين أمنيين ومحللين غربيين ومحليين، يخوض التنظيمان معارك دامية سعياً في بسط السيطرة على الأرض والنفوذ في اليمن.

وقالت الصحيفة، إن اشتباكات منتظمة تقع في وسط محافظة البيضاء بين القوات القبلية اليمنية المتحالفة مع الجماعتين المتطرفتين، وفي الوقت نفسه هناك حرب دعائية عبر الانترنت وحتى القصائد في منتديات التواصل الاجتماعي وغرف الدردشة ضمن محاولات الجانبين كسب المزيد من المتابعين والمتعاطفين.

وأشارت الصحيفة أنه في الأسابيع الأخيرة تصاعد القتال، حيث قام داعش بشن هجمات انتحارية ضد مواقع القاعدة، وقتل وجرح أكثر من 10 بمن فيهم قادة. ورداً على ذلك، هاجم تنظيم القاعدة قواعد داعش، مدعياً قتل ستة منهم. ثم قامت جماعة قبلية مرتبطة بتنظيم القاعدة بشيء لم يسبق له مثيل، حيث عرضت مكافأة قدرها 20 ألف دولار مقابل رأس زعيم داعش المحلي.

وقالت إليزابيث كيندال، الخبيرة في جامعة أكسفورد، التي تراقب التوترات عن كثب، في أواخر الشهر الماضي: "لقد تحول التنافس بين القاعدة وداعش في اليمن إلى نزاع دموي شامل".

وتقول الواشنطن بوست، "على الرغم من انهيار الخلافة المزعومة لداعش في سوريا والعراق، تواصل فروع الجماعة شن الحرب ضد الحكومات والأعداء من غرب إفريقيا إلى جنوب شرق آسيا، وتواصل أيديولوجيتها في إلهام العنف".

وفي اليمن، يكمن التنافس في محصول جديد من المتطرفين والمتعاطفين الذين يمكن أن يعرقلوا جهود الولايات المتحدة وحلفائها لإبعاد المتشددين عن جزء استراتيجي من العالم، ويهددون بإبقاء اليمن في حالة اضطراب لسنوات، وفقاً لزعماء قبائل ومسؤولين أمنيين ومحللين غربيين ومحليين.

ويقول محللون إن الخلاف مدفوع أكثر بالمظالم والطموحات الضيقة أكثر من الرغبة في مهاجمة الغرب، مما يسلط الضوء على تزايد توطين الجماعات الإسلامية المتطرفة.

ويقول أحمد فاضل، نائب محافظ محافظة البيضاء للصحيفة: "كل واحد يحاول هزيمة الآخر وإظهار قوته على الأرض، لإظهار أنه أقوى من الآخر".

والصراع بين التنظيمين في اليمن، هو واحد من بين العديد من النزاعات التي تنشب في هذا البلد الذي يمتد عبر ممرات شحن النفط الحيوية.

واستهدف تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الغرب عدة مرات، بما في ذلك محاولة فاشلة لتفجير طائرة ركاب متجهة إلى الولايات المتحدة فوق ديترويت يوم عيد الميلاد في عام 2009 وإرسال قنابل طرد إلى مواقع في الولايات المتحدة.

وأوضحت الواشنطن بوست أن تنظيم داعش برز بعد فوضى "ثورات الربيع العربي" في اليمن في عام 2011. واليوم، تضم المجموعة حوالى بضع مئات من المقاتلين وشنت حرب عصابات في الجنوب، حيث أرسلت انتحاريين ضد جنود ومسؤولين حكوميين يمنيين.

وشنت إدارة ترامب حملة من الغارات الجوية على المجموعتين. ضربت العديد من الغارات الجوية محافظة البيضاء، الواقعة وسط اليمن، وهي محافظة جبلية وتوفر غطاءً مثالياً لكل من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وداعش فرع اليمن.

وقال زعماء قبائل، في مقابلات مع الصحيفة الأمريكية، إن كلا المجموعتين استقطبتا مقاتلين أجانب من السعودية ومصر وباكستان ودول أخرى. ووضعت بعض الأجانب في مناصب قيادية.

وحتى قبل عام، لم تكن المجموعتان تستهدفان بعضهما البعض أبداً، مفضلتين تركيز جهودهما على محاربة الحوثيين الشيعة، معتبرتين المتمردين مرتدين. كان لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب وتنظيم داعش قواعد قريبة من بعضهما البعض، وغالباً ما يقوم جنود المشاة بتبديل الولاءات بين المجموعتين.

لكن تغير ذلك في يونيو. وقال نائب محافظ محافظة البيضاء: "لقد كان في الأساس خلاف على الأموال والمصالح والمواقف والنفوذ والأرض".

وفقًا لإليزابيث كيندال، الخبيرة اليمنية في جامعة أكسفورد، فإن ما يقرب من ثلثي عمليات القاعدة في شبه الجزيرة العربية موجهة ضد تنظيم داعش، وأقل من الربع قوات النخبة التي تدعمها الإمارات والتي تقاتل القاعدة في جزيرة العرب، و15 في المائة فقط ضد الحوثيين. كما أن عمليات داعش أكثر تركيزاً على مهاجمة القاعدة في جزيرة العرب، وفقاً لبياناتها.

ومع أفول الخلافة المزعومة في سوريا والعراق، يأمل تنظيم داعش كسب مزيد من الأراضي، ودعم شعبي أكبر، كما يقول المحللون وزعماء قبائل. لكن معظم اليمنيين ينظرون إلى المجموعة على أنها وحشية ومتعجرفة.

ويقول المحللون، إن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب يبدو أكثر تركيزاً على القتال من أجل التفوق المحلي أكثر من تركيزه على الهجمات الدولية. ولكن إلى متى سيستمر ذلك؟

وقال جريجوري جونسن، المحقق السابق في لجنة خبراء الأمم المتحدة المعنية باليمن: "الخطر في الوقت الحالي هو وجود جناح تمرد محلي نشط، لكن يمكن لهذا الجناح أن يعمل كقاعدة لإعادة بناء جناحه الإرهابي الدولي وإعادة هيكلته".