الحوثيون ينكرون وفاة الطبيب عبدالمغني بالكوليرا و"يونيسيف" تتنصل

المخا تهامة - Tuesday 16 April 2019 الساعة 04:17 pm
صنعاء، نيوزيمن، فاروق ثابت:

نفى الحوثيون وفاة الدكتور محمد عبدالمغني بالكوليرا، وهو أحد الأطباء النشطين العاملين في مركز الكوليرا بمستشفى السبعين وبالتناوب مع مستشفى الثورة بصنعاء التي تسيطر عليها المليشيا الحوثية، الذراع الإيرانية في اليمن.

ودوَّن الحوثيون سبباً كاذباً لوفاة الدكتور عبدالمغني في شهادة وفاة مزورة، وفقاً لشهادة أقارب الشهيد وزملاء المهنة..

وقال أحمد محمد عبدالمغني -نجل الشهيد- لنيوزيمن: "توفي والدي الشهيد الدكتور محمد عبدالمغني، رحمه الله، وهو مصاب بالكوليرا، بعد أن عالج المئات من المصابين بهذا الوباء الفتاك.. وقد اختاره الله شهيداً وهو يؤدي واجبه الإنساني لأكثر من عامين في مركز الكوليرا في مستشفى السبعين الذي ترعاه منظمة اليونيسيف".

راح ضحية الكوليرا.. طبيب يمني كان يدرك أنه يكافح وباءً "كارثياً"

وأضاف: "لكن منظمة اليونيسيف لم تكلف نفسها حتى بعمل منشور تعزية، وتجاهلت قضية وفاته، وكأن شيئاً لم يكن". وقال: "الكلام طويل في هذا الموضوع".

وتنصلت منظمة اليونيسيف عن الشهيد عبدالمغني، رغم أنه يعمل في مركز الكوليرا بمستشفى السبعين الذي يعمل تحت إشرافها وتمويلها، وتوفي متأثراً بالعدوى أثناء استقباله لآلاف المرضى والمصابين لعلاجهم، وتناقلت الحادثة وسائل إعلام محلية ودولية، وباتت وفاته قضية رأي عام. ويعرف عبدالمغني الكثير من زملاء المهنة الذين ابتلعوا ألسنتهم أيضاً بسبب الخوف من المليشيات الحوثية.

وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة قال في خطاب أمام مجلس الأمن، نقل في محطات التلفزة العالمية بالأمس بينها قنوات عربية، إن "الطبيب محمد عبدالمغني، وهو طبيب يحظى باحترام كبير ويعالج مرضى الكوليرا في أحد المستشفات الرسمية التي تسيطر عليها سلطة الأمر الواقع في صنعاء، وافته المنية وهو مصاب بالعدوى بهذا المرض، وقد كان هذا الطبيب وصف المرض بأنه وباء كارثي".

واعتبر أطباء ومهتمون أن إنكار وفاة عبدالمغني بالكوليرا غرضه التهرب من الفضيحة إزاء تفشي المرض في صنعاء والمناطق المجاورة لها بصورة صادمة، ولا يستبعدون أن انتشار المرض تم بشكل متعمد.

وذكروا لنيوزيمن، أنه من الطبيعي أن تتعاون "اليونيسيف" مع الحوثيين، كون معظم الناشطين والعاملين المؤثرين في مكتب المنظمة بصنعاء هم حوثيون وينتمون للسلالة".

وكانت منظمة "اليونيسيف ذاتها قبل أقل من عامين طبعت، بالتنسيق مع الحوثيين ومكتبها بصنعاء، كتباً مدرسية لوزارة التربية والتعليم التي تسيطر عليها مليشيا الذراع الإيرانية في اليمن تتضمن طائفية وعنصرية علنية كلفتها ملايين الدولارات بدعم الأمم المتحدة، في فضيحة مدوية عرفها العالم.

من جانب آخر تناقلت وكالات دولية، قبل حوالى أسبوع، بينها اسوشيتد برس ومواقع إخبارية محلية، أخبار فضائح اقترفها الحوثيون إزاء منع دخول أدوية ولقاحات الكوليرا المقدمة لليمن من منظمات دولية مشترطين في ذلك دعم الجبهات بسيارات إسعاف ومؤن طبية، وتكديس ما سمحوا منها للدخول في مخازن تابعة للمليشيا دون إيصالها إلى المشافي والمراكز الطبية المختصة.