المستقلون شهود الزور والمؤتمريون شاهد ماشفش حاجة

السياسية - Wednesday 17 April 2019 الساعة 01:26 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص

ثالثاً: أقل الخاسرين والمخسرين منكم إما شاهد زور أو (شاهد ما شفش حاجة)

د. حمود العودي

>اقرأ: 
الحلقة الأولى: اليسار شمالاً.. من حِمَى أبو لحوم إلى حِمَى بيت الأحمر

الحلقة الثانية: انتهت 94م بغنيمة قبيلة الشمال وعسكرها ودراويشها للجنوب وشعبه بعد الشمال

أما أقل الخاسرين والمخسرين من تيار الحداثة الوطنية والقومية فهم أولئك الصامدون بحق في الداخل ولكن "ليس في داخل الوطن وفي همومه وأعماق شجونه على أية حال قط" بقدر ما هم فريقان: فريق هامش السلطة، وفريق هامش المعارضة.. والذين بدلاً من أن يعززوا ويدافعوا عن قواسمهم المشتركة وثوابتهم الوطنية المستمدة من مسيرة النضال الوطني المشترك في مسيرة الثورة والجمهورية والاستقلال والوحدة ضد الإمامة والاستعمار والتجزئة هانت عليهم نفوسهم بأن يصبحوا قسمة "ضيزى" على هامش "الفاتحين الجدد" من دعاة الحق الإلهي كذباً وعدواناً على الله ورسوله، سلطة من بقايا "الولاية المصطنعة" وبقايا القوى الظلامية والتقليدية المتخلفة، إما كشاهد زور أو "شاهد ما شفش حاجة" على هامش السلطة أو "خدام خدام الجرافي".

أما الأقربون والأولى بالمعروف شركاء الماضي فرقاء الحاضر فهم قوى الحداثة الوطنية والقومية في المؤتمر، والذين يصدق عليهم قوله تعالى: {كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ}، والمثل القائل: (بيعي غزولش واشتري لش غزول)، فهل لا يقوى الجميع على استعادة فهم من الأنا وتعزيز وحدته، ومن الآخر والقبول به واحترامه، وأن المشترك الوطني بين الجميع هو أكبر وأهم من مجموع الجميع والممثل بالوطن وأهله، وهذا هو ما نرجوه ونتمناه {وَمَا ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ}.

رابعاً: خلاصة القول (إن هانت عليكم أنفسكم فما هنتم علينا جميعاً).

والخلاصة أن تيار الحداثة الوطنية والقومية الذي أنجز، بفضل خياره الثوري المستقل، انتصار الثورة والجمهورية والدفاع عنها في شمال الوطن، وتحقيق الاستقلال والوحدة لأكثر من عشرين سلطنة وإمارة في جنوبه، وحتى تحقيق الوحدة سلمياً وديمقراطياً بين شماله وجنوبه، منذ بداية ستينيات القرن الماضي، وحتى مطلع تسعينياته، رغم كل أخطائه وانتكاساته القاتلة من داخله أكثر من خارجه، خلال هذه المسيرة، والتي أفقدته خياراته الوطنية والثورية الرائدة كمتغير مستقل ليصبح مع نهاية القرن الماضي ومطلع القرن الحالي وحتى الآن إما مروجاً رخيصاً للتطرف القروي بعد عمر طويل من التطرف الأممي، وإما "شاهد زور" في الداخل والخارج، أو (شاهد ما شفش حاجة) في عنفوان الظلامية الصاعدة من بقايا الإمامة المتخلّفة -وأدعياء الوصاية على البشر باسم السماء- أو مجرد ملحق في عمق الخسارة وخارج من أبسط المكاسب في مشترك الإسلام السياسي الخاضع بدوره لحماية ووصاية "الولي الفقيه"، وعلى حد تعبير المثل اليمني الشايع (خدام خدام الجرافي) مع الأسف الشديد.

فيا كل الصامتين دهراً والناطقين كفراً والمتذبذبين عسراً أو يسراً وخوفاً أو طمعاً هنا وهناك، عليكم جميعاً أن تدركوا أن أرض الوطن التي أنجبتكم كباراً وعظاماً في ستينيات وسبعينيات القرن المنصرم واخترتم الآن أن تنتهوا هكذا صغاراً ما تزال هذه الأرض ولوداً لمن هم اليوم أكبر وأعظم منكم من شباب اليمن وغير اليمن.

فقط ومن أجلكم وأجل تاريخ ومفهوم الوطن والوطنية أن تحسنوا اختيار نهايات مشواركم في مسيرة الحياة الكريمة، فإذ لم يعد في مقدوركم أن تقولوا وتفعلوا خيراً لصالح مسيرة الجمهورية أن تصمتوا فالصمت أحمد من مُضيكم في غيكم سادرين في تقيؤ الغُثاء على أنفسكم وعلينا، والتي ما يزال فيها -في تقديرنا على الأقل- بقية من حق؛ والتي إن هانت عليكم هذه البقية في نفوسكم فما هانت علينا فيكم ولا هنتم علينا.