مواطن يستثمر سطح منزله في زراعة الخضروات والفواكه بحضرموت

متفرقات - Monday 22 April 2019 الساعة 10:55 am
سيئون، نيوزيمن، خاص:

لم تثن الأوضاع الدائرة في البلاد أبناء محافظة حضرموت من التفكير والإبداع والابتكار لخوض تجارب عملية في مختلف المجالات والتخصصات، فكل يوم تظهر فكرة إبداعية جديدة وشخصية مبدعة في ظل بلد مسلوب الحقوق وعدم الاكتراث بمواطنيه، وتكريم المبدعين منهم والاهتمام بهم.

في مدينة سيئون -كبرى مدن وادي حضرموت- ووسط أحيائها الطويلة، قام الأستاذ "حسين حسن السقاف" بزراعة أشجار الخضروات والفواكه الأساسية للغذاء اليومي من (البطيخ والقرع والدباء والبن والتفاح البلدي والفراولة والنعناع والطماطم والتين والجوافة والخس والباذنجان) في سطح منزله منذ عام ونصف؛ كخطوة جديدة لاستثمار سطح المنزل في الزراعة والاكتفاء عن الشراء من السوق المحلي، وبأدوات بسيطة ومحلية من أوانٍ معدنية وأخرى بلاستيكية وأحواض كبيرة للمزروعات، وسماد عضوي وآخر صناعي.

"حسين" البالغ من العمر (60 عاماً)، يفصح في حديثه مع "نيوزيمن" عن الدوافع التي جعلته يقوم بالزراعة في سطح المنزل، وهي الفراغ بعد تقاعده عن العمل في السلك الحكومي، مبيناً أن الفكرة جاءت بعد سؤاله لزميل فلسطيني سابق كان قد درسا المرحلة الجامعية معاً في محافظة عدن عن كيفية الحصول على الغذاء أثناء الحصار على قطاع غزة، فأرشده على فكرة الزراعة في البلكونات والأسطح والشرفات لكي تتغذى كل أسرة من محصولها الناتج من الزراعة اليومي.

وأوضح أنه وبعد (15) عاماً قام بعمل الفكرة في سطح منزله ونجح فيها بمساندة عدد من المختصين الزراعيين الذين أرشدوه على القيام بزراعة بعض المحاصيل كتجربة أولى وريها بالمياه بين فترة وأخرى وتجنب ريها بشكل مكثف خلال أيام الشتاء، وكذا تغطية سقف السطح بقماش نايلون شفاف يتيح للشمس بالسقوط على المزروعات ويجنبها من الحشرات..

وقال "إنه استطاع أن يجعل أولاده يقومون بالاعتناء بالأشجار والجلوس بشكل شبه يومي بينها؛ لتبادل الحديث مع أفراد الأسرة، مشيراً أن عمل الزراعة لا يكلف الكثير من الأموال ولا المواد بقدر الكثير من العناية بالمزروعات.

ويضيف "إن شجرة التين تعطي محصولاً وفيراً خلال (9) أشهر في السنة، لتناسبها مع المناخ في البلاد ونوعيته الجيدة خلافاً عن السلالات الأخرى.

ودعا السقاف ربات البيوت إلى استثمار أسطح المنزل بزراعة الأشجار وتكوين بيئة نظيفة وجميلة مع أفراد أسرهم، بالإضافة إلى دور الأشجار في التخفيف من حرارة الصيف في المنزل وإضفائها منظراً جمالياً على المنزل واكتفاء الأسرة من المحاصيل الزراعية من السوق المحلية..