تجار الفواكه والخضروات بالمخا.. كميات كبيرة في تجارة محفوفة بالمخاطر

المخا تهامة - Saturday 18 May 2019 الساعة 03:05 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

على جانب الخط الإسفلتي الرئيس في المخا يقف منير الثوباني خلف كومة من السلال التي وُضعت بعضها فوق بعض وقد ملئت بحيث يصعب رفعها في سوق الخضروات والفواكه، وهي تجارة يقول عنها الثوباني "إنها ليست مربحة نظراً لأنها منتجات سريعة التلف".

يشير الثوباني إلى مجموعة من سلال الطماطم وقد بدت تالفة نظراً لسوء التخزين وعدم وجود ثلاجات مركزية قائلاً، "تفسد علينا كمية من الخضروات والفواكه، وهو ما يكبدنا خسائر مالية بشكل يومي".
لكنه لايتوقف عن العمل، وتزدهر تجارته كل يوم.

يبرر تذمره بالسؤال: "من سيحرص على شراء البرتقال إن كانت من الأشياء الثانوية في وقت تكافح فيه الأسر في طول البلاد وعرضها على شراء احتياجاتها الأساسية من الغذاء؟".

ويضيف، إن كثيراً من الأصناف ينبغى بيعها بشكل يومي، فهي لا تحتمل البقاء أياماً عدة، ولذا عندما لا يشتريها الزبائن فإنها تكون عرضة للتلف ولا أحد يتحمل خسارة ذلك غيرنا.

ما يعين الثوباني على الاستمرار في عمله هو إخوته الذين يعملون بلا أجر في انتظار نهضة تجارتهم المتعثرة.

ويمثل النقل معضلة إضافية، فتجار الخضروات يجلبونها من العاصمة عدن عبر شاحنات مكشوفة غير مبردة مما يعرضها لأشعة الشمس الحارقة.

معاناة مشتركة

في محل مجاور للثوباني، يقول محمد هديش، عندما يتم تفريغ الشاحنات المحملة بالخضروات والفواكه نكتشف أن الكثير من السلال قد سحقت وجميع ما في داخلها تعرض للتلف.

يضيف: "في السلال الأخرى التي تبدو سليمة نكتشف بعض حباتها وقد أتلفت، مما يضطرنا إلى تعويضها من سلال أخرى لنكتشف أخيراً أن ذلك النقص يكلفنا عدة سلل إضافية.

وهناك مشكلة أخرى يعانيها تجار الخضرة الصغار وهي المتهبشين، وهم مجموعة من الناس امتهنوا ابتزاز تجار الجملة. يقول هديش: "نواجه العشرات ممن ليس لهم عمل سوى طلب الأموال منا".

يضيف: يعتقدون أننا في أفضل حال، ولذا يترددون على محلاتنا التجارية لابتزازنا بمبالغ مالية، داعياً سلطات الأمن إلى ممارسة عملها في تنظيف الأسواق من اللصوص.

يقول أحد أفراد الأمن، عندما كان يتواجد بالقرب منا ورفض الكشف عن اسمه، "في كثير من المناطق المحررة لا يزال ضبط "المارقين" مسألة بحاجة إلى وقت".

بضيف: "إن بعض المحتالين يمتهنون صفة جامعي الضرائب أو النظافة أو صحة البيئة، وهم في حقيقة الأمر لا يحملون أي صفة رسمية".

ويوجه اللوم على التجار أنفسهم الذين لا يقدمون شكاوى إلى إدارة الأمن ويكتفون بدفع الأموال دون اعتراض، مؤكداً أن هذه الطريقة ستجعل اللصوص يزاولون مهنتهم من دون أن يعترضهم أحد.

تفاوت الأسعار

تتفاوت أسعار الخضروات من شخص إلى آخر وإن كان ذلك الفرق لا يمثل مبلغاً كبيراً بقدر ما يظهر عدم توحد الأسعار لدى تجار يبيعون في محلات متقاربة وفي سوق واحد هو سوق الخضروات.

فمثلاً يبلغ سعر سلة الطماط ثمانية آلاف ريال، في حين أن سعرها لدى محل آخر ثمانية آلاف وخمسمائة ريال.

وتتنوع الخضروات في هذا السوق ما بين البطاط والطماط والبامية والجزر الأحمر والخيار والبيبر، وهي بكميات بدت كبيرة عكس ما كنا نتوقع، وتعكس كمياتها أن الشكوى لا تعني أنه سوق راكد.

وبعد جولة شملت أغلب محلات بيع الخضرة، أعرب ملاكها عن رضاهم في البيع خلال شهر رمضان، لكنهم أظهروا تذمرهم من العمل في تجارة محفوفة بالعديد من المخاطر والتي تمنع عليهم التوسع وتمنحهم هامشاً ضئيلاً في الربح.