وثيقة مؤلمة- قُتل عبدالجليل النهاري بقعطبة في صفوف الحوثيين وهو ينتظر مرتبه الأول منذ عامين!

السياسية - Saturday 18 May 2019 الساعة 06:38 pm
عدن، نيوزيمن، أمين الوائلي:

قُتل يوم الجمعة 12 رمضان، 17 مايو 2019، ضمن عشرات آخرين من العناصر المقاتلين في صفوف المليشيات الحوثية، في معركة التحرير والتطهير الأخير لمدينة قعطبة الاستراتيجية شمال محافظة الضالع، أولى محافظات جنوب البلاد، وكان حتى ذلك الحين ينتظر حدوث معجزة تمكنه من استلام الراتب الشهري الأول على الإطلاق منذ تجنيده ودفعه إلى الجبهات كـ"مجاهد"، بحسب التوصيف الحوثي.

اطلع نيوزيمن على وثيقة وجدت في جيب أحد القتلى ضمن صفوف المليشيات الانقلابية الحوثية سقط يوم الجمعة بمدينة قعطبة، هي عبارة عن مذكرة مطالبة بصرف مرتب (المجاهد) عبدالجليل أحمد محمد النهاري، الذي لم يستلم أبداً مرتبه منذ التحق بالمعسكر التدريبي ووزع على وحدة وأرسل للجبهات منذ نحو عامين، كما يظهر في التاريخ أسفل التوقيعات من قبل مسئول الأفراد ومشرف موقع القدس، أحد مواقع الخدمة في الجبهة، وهما بالكنية أبو وضحاح وأبو ذكرى (..) ويشيران إليه بالمجاهد الجندي.

قتل، للأسف، عبدالجليل النهاري، ومئات مثله يُقتلون في كل الجبهات وحيثما يشعل الحوثي حروباً وصراعات ويزج باليمنيين وقوداً في حماقات بلا آخر، قبل أن تتحقق أمنيته ويحصل على أول مرتب. بينما سيختفي أصحاب الكنى أبو وأبو كمجهولين وبلا هوية معروفة بعكس القتلى والضحايا.

واحدة من الحالات المؤلمة التي تتكرر وتكثر دونما إمكانية للوقوف عليها كلها أو حتى على بعضها ورصدها وإشهارها إعلامياً وإطلاع الرأي العام واليمنيين عليها لمعرفة ما يحدث وكيف يحدث أن يحشد الحوثي أبناء اليمنيين إلى المقاتل العبثية باسترخاص مقابل وعود كاذبة ورخيصة لا تغطي حتى مستحقاً شهرياً زهيداً.. يموتون ويُقتلون قبل أن يقع في أيديهم مرتب أو نصيفه على وعد سابق بالترقيم وراتب مجند أو مجاهد.

وبينما يدفع هؤلاء وبسطاء اليمنيين الدماء والأرواح بلا توقف فإن القيادات الحوثية ومشرفيها وأبناء النافذين السلاليين يكوّنون ويراكمون تجارات وثروات وعقارات وينعمون بحياتهم وسط أسرهم.. ويحرضون الناس على ما يسمونه الجهاد، ويخلعون على ضحاياهم ألقاب المجاهدين، ويوسعون وستحدثون المقابر في كل حي وقرية ومنطقة بلا توقف لضحايا بلا حساب.

يساق الشباب وأبناء القبائل والعاطلون وحتى الطلاب والأحداث دون الثامنة عشرة إلى محارق يومية وحرب مجنونة يشنها الحوثيون منذ خمسة أعوام في أرجاء اليمن وعلى اليمنيين.. حرب لأجل الحرب في مدى هوس حوثي بالدماء والسفك واعتلاء عرش الخراب والمدافن.

مَقاتل معارك الأسابيع الماضية في جبهات شمال الضالع بلغت أعداداً مهولة وصادمة بالفعل... بالعشرات؛ في كل موقع ومنطقة وتبة وحي وعلى أطراف وتخوم القرى وفي المنحدرات والطرقات. الصور ومقاطع الفيديو توثق مشاهد مفزعة يصعب نشرها أو عرضها للناس هنا. وهؤلاء لديهم أسر وأقارب وعائلات.. ووصل النزف والألم والفقد واليتم إلى كل بيت.

لماذا يستمر الأبرياء والبسطاء والضحايا في الانسياق للمحرقة الحوثية اللعينة؟!