عنتر علي يكتب عن شهداء الضالع: صار بلال ابناً للبلاد

متفرقات - Sunday 19 May 2019 الساعة 01:52 pm
عدن، نيوزيمن، عنتر علي:

عندما أكد لي الأطباء أن ابني سيموت في بطن أمه ولا أمل في حياته، أتى بلال بفصيلة دمه النادرة فأعاد الحياة إلى روحي وروحيهما.

بلال ذلك البرعم الصغير المفعم بالحيوية والجمال يهديكم اليوم دمه وروحه ليروي كرامة وعزة شعب بأكمله.

بلال الذي عرفته للمرة الأولى واقفاً بجانبي في أصعب وأشد موقف في حياتي كلها.. أيضاً عرفه اليوم كافة الشعب في موقف بطولي من أصعب وأشد المواقف التي مرت في تاريخ البلاد..
هكذا عرفت بلال وهكذا أيضاً وللمرة الأولى عرفت أباه!

توفيق سيعد هذا الاسم المعروف الذي لا أعرفه شخصياً ولا يعرفني.. إلا أن القدر شاء أن يجمعنا في ليلة عصيبة ونقف جنباً إلى جنب أنا وهو والبطل قاسم الليكان وننطلق مسرعين نحو المهمة الموكلة دون أن أعرف اسمه أو يعرف اسمي أو يرى أحدنا وجه الآخر... حتى اليوم.

فقد أُصيب وقتها اثنانهما، ولكن بعد أن تمت تلك المهمة بكل اقتدار... 
لم أكن أعرف من ثالثنا هذا الذي انضم بجانبي مع قاسم، من هذا الذي حرص أن يسبق إلى الأمام وبكل شغف -وكأنه ذاهب لعناق شخص ما- إلا بعد أن أصيب وأخبروني لاحقاً أنه كان توفيق سيعد... فتذكرت بلال حينها وتمنيت من الله أن لا يصيب مكروه أباه..

بلال ورغم صغر سنه كان مدركاً بما هو مقدم عليه... فلم يأته الموت ساقطاً من السماء.. بل ناله في ميادين الشرف تحت أزيز الرصاص... وهذا هو عزاؤنا فيك يا بلال... فقد أرخصت روحك فداءً لكرامة وعزة الناس.
ليتني كنت بجانبك لأفديك أنا بروحي ودمي أيها الأمل الصاعد المُفْعم بالحياة.

عزاؤنا لأبيه وأمه وإخوانه ولصديقي وأخي الصغير أحمد المزيق ولكافة أصدقائي هناك وكافة أهالينا في القزعة والشعيب... وأقول ما قالته الشهيدة الفدائية دلال مغربي.. "بلغوا أمي الحنونة وأبي والأخوات يكفكفوا دمعاً حزيناً صرت بنت للبلاد وأنها لثورة حتى النصر."
كفكفوا دمعاً حزيناً... صار بلال ابناً للبلاد، وإنها لثورة حتى النصر.

*من صفحة الكاتب على (الفيس بوك)