تكفِّر اليمنيين وتوالي الأعداء وتريق الدم وتنهب المال.. الحوثي خطاب يناقضه الواقع

السياسية - Friday 24 May 2019 الساعة 10:06 am
صنعاء، نيوزيمن، فارس جميل:

هل رأيتم عبدالملك يبتسم ويتحدث عن الوعد الإلهي بالنصر؟

بعد كل ابتسامة ووعد في محاضراته اليومية البائسة ليالي رمضان، يتم الدفع بعشرات اليمنيين إلى الموت في جبهات القتال لتسجيل مقطع فيديو يثبت صحة كلامه، ومؤخراً أصبحت وكالة سبأ بصنعاء، تقدم أخبار المعارك ملحوقة بعبارة "بعد خطاب السيد".

أين النصر الذي حققه عبدالملك ومسلحوه على الأرض سوى تقدم محدود بقعطبة تم طرده من كل متر فيها، وسقط مقاتلوه بالمئات في أزقتها وشوارعها مؤخراً؟

عندما يتحدث الحوثي عن المقدسات وخيانة الأقصى، تقوم جماعته بتفجير المساجد، وكأنها غير مقدسة لدى المسلمين.

يسمي الحوثي مخالفيه بالتكفيريين، لكن خطاباته تقول إن "من لم يؤمن بولاية علي لا يؤمن بولاية الله"، أي أنه يكفر كل من لا يؤمن بحقه في الولاية والحكم لأسباب عرقية سلالية.

عبدالملك يؤمن بثورة الخميني ويسير على نهجها، وقد جعل الخميني الولاية ركناً سادساً للإسلام، وتدعى أن الأركان الخمسة من دونها بلا معنى، ولا قبول، يعني أن أكثر من مليار مسلم كفار بدين عبدالملك والخميني، لأن الإسلام لديهم هو السلطة والإقرار بها لهم دون سواهم، كفرض وحق إلهي، أليس هذا هو التكفير، وهؤلاء هم التكفيريون؟!

يتحدث ناطق الجماعة محمد عبدالسلام عن الكارثة الإنسانية والمجاعة في اليمن، وهو يرتدي ساعة قيمتها 21 ألف دولار، من أين لفليتة هذه الأموال يا ترى، أليست من شركاته النفطية العملاقة التي تمتص لعاب اليمنيين من أفواههم، أليست هذه هي أسباب الكارثة الإنسانية في اليمن؟!

يتهم الحوثي الأمم المتحدة بالفساد (وهذا صحيح)، لكن برنامج الغذاء يحذر من توقيف توزيع المساعدات بسبب عرقلة الحوثيين لتوزيعها، وفرضهم كشوفَ توزيع من غير المستحقين، ونهب المعونات، أليس هذا هو لب الفساد؟!

يتهم الحوثي الأمم المتحدة بالانحياز للتحالف، لكن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية باليمن التابع للأمم المتحدة ذاتها، يدفع مرتبات شهرية 3 آلاف دولار لمدراء مكاتب هيئة تنسيق المساعدات التي أنشأها أحمد حامد راعي الفساد البارز، والقاسم عباس ذراع حامد في المنظمات، الذي عينه مؤخراً رئيساً لجامعة صنعاء، أليس هذا انحيازاً من الأمم المتحدة للحوثيين، وإقراراً بممارساتهم الفاسدة وغير القانونية؟!

تحدث المشاط عن الوحدة اليمنية واعتبرها إنجازاً لليمنيين، لكن أجهزته الأمنية والمالية تقيم نقاط جمارك فيما تسميه المنافذ والنقاط الجمركية، وهي واقعة داخل اليمن، وتفرض رسوماً جمركية على بضائع قادمة من داخل اليمن، وتم دفع جماركها داخل اليمن، أليس هذا هو التشطير والانفصال؟!

يتحدث عن الوحدة، بينما أذنابه اعتبروا توجه مسلحيه نحو قعطبة عقاباً على مشاركة الجنوبيين في معركة الساحل الغربي مع إخوانهم الشماليين ضد جماعته وكهنوته، وكأنه يقع بساحل موزمبيق، أليس هذا هو التشطير والتمييز المناطقي؟!

تتكلم وسائل إعلام الحوثي في إعلانات لهيئة الزكاة التابعة له عن التراحم بين اليمنيين، وتفرض سلطاته رسوماً على اللحوم، رفعت أسعارها بمتوسط 20%، فسعر كيلو اللحم الغنمي بصنعاء صعد من 5 آلاف ريال إلى 6 آلاف ريال مؤخراً، بعد إجراءات ورسوم حمود عباد على الجزارين وبائعي اللحوم، أليس هذا هو الظلم والابتزاز وسرقة أموال الناس بالباطل؟!

أفتى دجال الحوثي أن زكاة الفطر تضاعفت إلى 500 ريال على الفرد الواحد، وفرض خصمها من نصف الراتب الذي يقدمه للموظفين كل عدة أشهر، بينما هو يتحصل إيرادات بمئات المليارات، أليس هذا نهباً وسرقة لأموال المسلمين بالباطل، وضد كل الشرائع الدينية؟!

كتب ضابط الأمن محمد الماوري بصحيفة الثورة المغتصبة عند تعيين ابن عم عبدالملك الحوثي وزيراً للداخلية، والذي سبق منحه رتبة لواء، وتمكينه من الإشراف على الأمن والقرار بالعاصمة: "لأول مرة يتم تعيين وزير للداخلية يمكننا أن نقول بأنه الوزير الاستثنائي الذي جاء مخالفاً لما جرت عليه العادة عند تعيين وزراء الداخلية في الخمسين سنة الأخيرة".

ما قاله الماوري صحيح 100%، فهو استثناء عجيب وغريب وورم سرطاني خبيث، فلأول مرة تمنح رتبة لواء لشخص جاهل ومن خراج السلك الأمني، ولأول مرة يعين زعيم ميليشيا وزيراً للداخلية، ولأول مرة يتم منح شخص ينتحل صفة الرئيس رتبة مشير، وهو لم يقف لتحية العلم يوماً في طابور تمام عسكري، بل شارك بتدمير الشرف العسكري والوطني لليمنيين.

أليس هذا تزويراً واضحاً لحقيقة انتهاك أجهزة الدولة اليمنية، وترويجاً لجعلها تابعة لعائلة الحق الإلهي المزعوم، وبصحيفة اسمها الثورة، وأليس تحديد فترة "الخمسين سنة الأخيرة"، إشارة لثورة 26 سبتمبر وإهانة لها، وإعادة للإمامة رسمياً؟!

أما عبدالملك العجري، الذي يعتبرونه مفكراً وكاتباً، فقد كتب في الثورة ذاتها أن الصدق والعدل أساس كل القيم النبيلة، وأن الكذب والظلم أساس كل نقائضها، أليس هذا تعريضاً صريحاً وشهادة واضحة بأن جماعته أساس كل نقائض القيم النبيلة بما تمارسه في حق اليمنيين؟!

لقد أراد العجري التنظير لجماعته بأنها تمارس الصدق والعدل، فهل قتل اليمنيين عدل، وهل اعتقالهم ونسب التهم إليهم وتعذيبهم صدق، وهل جماعته دولة أم عصابة؟!