«الضمانات» في علم الغيب والعليمي.. أخبار سيئة للحديدة: «يمدِّد غريفيث والحوثي ولا يباليان»!

المخا تهامة - Wednesday 12 June 2019 الساعة 10:29 pm
المخا، نيوزيمن، كتب/ أمين الوائلي:

انتهت حملة رسمية مؤقتة إلى (استفراغ) السخط الشعبي والاستياء المتزايد إزاء مظاهر انطراح الشرعية لمارتن غريفيث وللضغوط البريطانية في ملف الحديدة، وتوجتها (الحملة) رسالة الرئيس هادي إلى الأمين العام للأمم المتحدة (بانتقادات لم تقتض القطع مع غريفيث، بل التصريح بالتجديد لمهمته)، ثم قيل إن اليماني استقال ولم يؤكد أو ينفِ أحد هذه التسريبات الختامية.

ذهبت (السكرة)، لدى المتحمسين، مع إشارات واهية صدرت من الرئاسة ومذكرة برلمانية، مجاراة لنشاط تغريدات ساخطة وناشطين متذمرين تطلعوا إلى تجاوب رسمي هذه المرة يتبنى مطالبات الرأي العام بإنهاء التعامل مع مارتن غريفيث وفرض تغييره.

وبقيت (الفكرة)، في النهاية والنتيجة؛ ليحصل مارتن غريفيث على أكبر حملة دعم متزامنة في يومين توالياً، الاثنين والثلاثاء، من قبل الرئيس هادي والسعودية ومجلس التعاون، ثم بيان مجلس الأمن الدولي خطة مسودته مندوبية بريطانيا في الأمم المتحدة.

يوم الثلاثاء في نيويوك كان فارقاً، وحوصل النتائج، عبر تصريحات أممية وبيان من مجلس الأمن، كلاهما أكد المؤكد وأمضى خيارات بريطانيا التي لم تكن تتوقع نتائج أفضل من هذه.

أعلنت الأمم المتحدة، غداة مباحثات أجرتها مساعدة الأمين العام في الرياض، أن الرئيس هادي والسعودية والأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، أكدوا وجددوا التزامهم بدعم المبعوث الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث وجهوده.

الأمم المتحدة: السعودية تدعم مارتن غريفيث

وجدد أعضاء مجلس الأمن، التأكيد على دعمهم الكامل لمارتن غريفيث، ودعوا (الحكومة والحوثيين) إلى "التعاطي معه بشكل إيجابي وبناء والوفاء بالتزاماتهم المتفق عليها في اتفاق ستوكهولم بهدف تعزيز الحل السياسي".

ولم تكن المشكلة، أبداً، في تجاوب وتعاطي الحكومة والرئاسة مع غريفيث بشكل إيجابي وبنَّاء. بل في تعاطي غريفيث نفسه مع مهمته بشكل غير بناء؛ يساوي الحكومة بالمليشيات والشرعية بالانقلابيين. ومن جهة ثانية يتبنى الرؤى والخيارات الداعمة لرغبات وشروط الحوثيين. وأخيراً تبنى وأجاز مسرحية (مهزلة) الانسحاب الأحادي وتسليم الموانئ من طرف واحد، أو تغيير الأزياء.

وقالت المتحدثة باسم الأمم المتحدة إيري كانيكو، خلال مؤتمر صحافي في نيويورك، إنّ وزير الخارجية السعودي إبراهيم العسّاف، والأمين العام المساعد لمجلس التعاون الخليجي للشؤون السياسية والمفاوضات عبد العزيز حمد العويشق، عبّرا كلاهما عن دعمهما للعمل الذي تقوم به الأمم المتحدة في اليمن وللجهود التي يبذلها المبعوث غريفيث لإنهاء النزاع في هذا البلد.

مجلس الأمن يؤكد دعمه الكامل لـ«غريفيث».. ويدعو لضمان حركة «معدات» المراقبين في الحديدة

وفي المقابل، وحتى الآن، لم يعلق التحالف ولا أمانة مجلس التعاون الخليجي العامة، على الخطوات الأحادية التي أجازها المبعوث الأممي للحوثيين في ميناء الحديدة ورفضتها الشرعية باعتبارها التفافاً على الاتفاق وآليات التنفيذ والمراقبة والتثبت.

كما لم تكن المشكلة في التزام هادي المتكرر بتنفيذ اتفاق "ستوكهولم"، لكنه جدد خلال لقائه في الرياض وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام، روزماري ديكارلو، الالتزام بالتنفيذ الكامل لاتفاق ستوكهولم.

وتبقى المشكلة التي لا يتحدث عنها أو يتطرق إليها أحد؛ في التزام الحوثيين، الذين فرضوا سابقاً على الجميع شروطهم ورغباتهم وتفسيراتهم ما اقتضى إنهاء عمل باتريك كاميرت نزولاً عند شروطهم، عندما رفض المسرحية نفسها في نسختها الأولى بميناء الحديدة وأطلقوا الرصاص على موكبه.

> قال "سأضغط على هادي".. فماذا كانت النتيجة؟ استقالة معالي السفير من إدارة الملف اليمني!

يومها تعصب غريفيث للمليشيات ودخل في خلاف علني مع كاميرت الذي عاد إلى هولندا ونشر مقالاً مطولاً أكد فيه أن ما يحدث في الحديدة هي مفاوضات بلا نهاية.

وفيما عدا أن وكيلة الأمين العام، شكرت الرئيس هادي لالتزام حكومته بالتنفيذ الكامل لاتفاق ستوكهولم ودعم غريفيث، فقد خلا خبر اللقاء في موقع أنباء الأمم المتحدة، من ذكر أي ضمانات قدمتها المسؤولة الأممية لهادي، بشأن التزام المبعوث الأممي بتنفيذ اتفاق الحديدة بشكل صحيح، كما كان ذكر مسؤولون في الرئاسة اليمنية.

عبدالله العليمي، مدير مكتب الرئاسة والرئيس، انفرد مغرداً في تويتر مساء الاثنين: "تلقى فخامة الرئيس ضمانات من الأمين العام للأمم المتحدة بالتزام المبعوث الخاص بالمرجعيات الثلاث وضمان تنفيذ اتفاق الحديدة بشكل صحيح".

ولم يرد شيء كهذا أو إشارة إلى ضمانات من أي نوع، في جميع الأخبار والبيانات والمؤتمر الصحفي للأمم المتحدة ومنصاتها.

وحده العليمي تناهت إليه (أسرار) الضمانات الأممية، التي لم تعرف بها حتى الأمم المتحدة نفسها.

الحديدة تطيح باليماني من وزارة الخارجية.. خيار "الفشل المركب"

والسر الآخر الذي كشفه مدير مكتب الرئيس: "أكدت السيدة روز ماري على أنها ستظل على اتصال مستمر مع الحكومة لضمان سير خطوات السلام وفقاً للمرجعيات والاتفاقات والتأكد من تطبيق القرارات الدولية."

وإذا كنت ستسأل: ما الذي تعنيه هذه الجملة؟ ببساطة، لا شيء على الإطلاق. وربما كانت هذه هي كل محتوى الضمانات التي تبقى سرا في علم الغيب والعليمي.

والمعنى المستفاد والمفيد، من كل هذا، هو أن مارتن غريفيث، الذي كان مدعوماً تماماً، صار الآن مدعوماً جداً وبالتزامات مضاعفة. وتخلت الرئاسة عن طلب ضمانات، ولو شكلية، لتحصين موقفها.. أو على الأقل، لتحسين وضعها أمام الرأي العام والشارع الذي مني مجدداً بتجاهل مثالي.

وإذا جاز لنا أن نعطي خلاصة واحدة في ضوء العرض السابق، فستكون: من الآن فصاعداً، يمدد اثنان، غريفيث والحوثي، ولا يباليان.

هذه ولا شك، أخبار سيئة لليمنيين. وللحديدة خاصة..