زحف الرمال وشحة المياه وألغام المليشيا تهجِّر عشرات الأسر وتحول أراضيهم صحارى قاحلة جنوب شرق المخا

المخا تهامة - Sunday 16 June 2019 الساعة 07:32 am
المخا، نيوزيمن، خاص:

أجبرت عشرات الأسر على مغادرة مساكنها، جنوب شرق المخا غرب تعز، بعد أن زحفت على أراضيهم الزراعية الكثبان الرملية وحاصرتهم ألغام مليشيات الحوثي، فضلاً عن تفاقم شحة المياه الجوفية.

وقال المزارع صالح عايش، إن العشرات من الأسر غادرت مناطق الجروبة والشباع وبزيه والدابوله الواقعة جنوب شرق المخا.

وأضاف، إن زحف الكثبان الرملية وشحة المياه وعدم قدرة المزارعين على تعميق آبارهم التي جفت منها المياه دفعهم للهرب إلى الخوخة والرمه وقطابه بحثاً عن مصدر جديد للرزق.

وبدت أراضٍ شاسعة خلت من المحاصيل الزراعية عدا حقل صغير يكافح عايش لإبقائه يعمل قائلاً، إنه لا يعلم الوقت الذي سيجبر فيه على التوقف والرحيل منه.

وتعيش الأسر المتبقية وضعاً معيشياً صعباً.. وتحول البعض إلى رعي الأغنام أو القيام بأعمال هامشية.

وشكا سكان تلك المناطق لفريق نيوزيمن الذي زارهم، الجمعة، من صعوبة الحصول على مياه الشرب رغم بدء هطول الأمطار.

وقالوا، في أحاديث منفردة، إنهم يجلبونها من مناطق بعيدة على متن دراجات نارية.

وتحتاج الآبار الحالية لتعميقها بشكل أكبر بعد أن جفت المياه منها بسبب موجة الجفاف التي ضربت تلك المناطق قبل عودة الأمطار للهطول.

وساهم الجفاف بتكون الكثبان الرملية التي زحفت على الأراضي الزراعية سواءً المطرية منها أو تلك التي تعتمد على مياه الآبار في الري.

وبدا أحد الحقول الزراعية وقد حاصرته الرمال من كل الاتجاهات وقضمت أجزاء منه ولم يتبق سوى القليل للفلاحة.

وتلك المزرعة هي الوحيدة المتبقية من بين مئات المزارع التي كانت تعتمد على مياه الآبار الجوفية في الري.

وبدت جميع الأراضي الزراعية قاحلة، وهي في طريقها للتحول إلى أراضٍ صحراوية بعد أن ضربتها موجة الجفاف ودمرت جميع مزروعاتها.

كما بدت عشرات المنازل في قرية الشباع بالجروبة خالية بعد أن هجرها سكانها وانتقلوا إلى مناطق أخرى.

وشوهد أحد المزارعين، ويدعى عبده محمد الرويعي، وهو يبنى جداراً دائرياً لحماية بئره -التي توقف العمل بها- من الرمال.

وقال الرويعي، وهو يشير إلى مجموعة من بقايا جذوع أشجار الدوم، إن البئر ستختفي في غضون أسابيع لو لم يتم حمايتها بعد أن دفنت الرمال خمسة آبار مجاورة.