طلاب المخا يبدأون امتحانات الثانوية العامة في ظل مخاوف من تفشي ظاهرة الغش

المخا تهامة - Sunday 16 June 2019 الساعة 04:18 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

بدأ 547 طالباً وطالبة في المخا، الأحد، امتحانات الثانوية العامة بفرعيها العلمي والأدبي في ظل مخاوف من تفشي ظاهرة الغش.

واصطف الطلبة على مقاعدهم في خمسة مراكز امتحانية، وعلت الثقة وجوه البعض فيما بدا البعض الآخر قلقاً ومرتبكاً.. وهي مشاعر عادة ما تطغي على طلاب الثانوية العامة.

وتوزع نحو 112 طالبة على جميع اللجان في سبع قاعات دراسية في مدرسة الزهراء للبنات بواقع 16 طالبة لكل قاعة امتحان.

وخصصت مدرسة الشهيد حمود دخين لاختبارات الذكور في مدينة المخا، حيث بدأ صباحاً غالبية الطلبة قبل موعد الاختبار باستذكار بعض ما دونوه على أوراق اكتظت بعبارات غير مرتبة.

وفي مدرسة الزهراء بدا الوضع هادئاً، وعلت الثقة وجوه كثير من الطالبات، لكن البعض منهن أظهرن قلقاً وارتباكاً يعبر عن مدى خوفهن في أول يوم امتحاني.

وقبل بدء موعد الامتحان كانت خمس فتيات في باحة المدرسة يتشاركن في ترديد بعض الآيات، فيما كانت طالبة أخرى تقلب صفحات كتاب بصورة سريعة كما لو أنها أرادت البحث على معلومة ظلت مكانها في وقت مليء بالقلق والترقب.

وحضر خلال الساعات الأولى من بدء الامتحان شخصيات من السلطة المحلية وإدارة الأمن ومكتب التربية لتدشين موعد الامتحانات.

وعند مدخل المدرستين "الزهراء ودخين" انتشر جنود الأمن لمنع بعض الشباب من إدخال إجابات الامتحانات للداخل.

وقال أحد حراس الأمن سنحرص على منع كل من يحاول الاقتراب وسنعتقل كل من يرفض ذلك.

وداخل قاعات الامتحانات شوهد بعض الطلبة كما لو أنهم عاجزون عن حل الأسئلة أو أنهم ينتظرون المساعدة من أحد، وهو ما لفت انتباهنا ودفعنا للعودة إلى المدرستين قبل موعد انتهاء الوقت المحدد للاختبار بنصف ساعة.

وشوهد عشرات الطلاب يتبادلون حل بعض الأجوبة في ظل وجود مراقبين يشرفون على سير الامتحانات دون أن يعترضوا على ذلك.

وسمع داخل قاعات الامتحانات أصوات خافتة تبادل خلالها الطلبة بعض الإجابات، فيما يدل على تفشي الغش كظاهرة لم تعد محصورة على المخا وإنما في عموم المحافظات، الأمر الذي سيؤدي إلى تدمير جيل تعليمي بالكامل.

وخلال السنوات التي كانت مليشيات الحوثي تسيطر فيها على أغلب المدن قبل تحريرها تفشت ظاهرة الغش في جميع المراكز الامتحانية بصورة ليس لها مثيل من قبل.

وتداول حينها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لطلاب ينقلون الإجابات من الكتب، فيما نشر البعض رسائل احتوت على أخطاء لغوية فادحة قالوا إنها لطلاب تبادلوا التهاني قبل ذلك العام إثر حصولهم على معدلات مرتفعة في نتائج الثانوية العامة.

وعد البعض تلك الأخطاء بالضئيلة والمحصورة على مناطق قبلية صغيرة لا ينبغى التسليم بشموليتها، لكن ما شاهدناه اليوم هو نموذج مصغر لما يحدث على نطاق واسع في محافظات عدة.

ولا يسعنا سوى أن نشعر بالقهر على ضياع مستقبل جيل تعليمي بأكمله كنا نعول عليه في بناء ما دمرته الحرب التي أشعلتها المليشيات الحوثية.