المراكز الصيفية في زمن الحوثي.. تنمية للطائفية ووقود للجبهات

متفرقات - Thursday 27 June 2019 الساعة 09:17 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

تسابق قيادات مليشيا الحوثي -الذراع الإيرانية في اليمن- الزمن لاستقطاب أكبر عدد من الأطفال والدفع بهم وقوداً لمعاركها العبثية، وسط عزوف مجتمعي لافت.

وسارعت مليشيا الحوثي لإنشاء ما أسمتها مراكز صيفية لما زعمته استغلال أوقات فراغ الطلاب وإجازتهم الصيفية في تعلم القرآن الكريم، في إشارة إلى غرس مفاهيم الطائفية والمذهبية والأفكار الكهنوتية للجماعة في عقول الأطفال، ومن ثم الدفع بهم إلى الجبهات لتعويض خسائر المليشيا المتوالية في عدد من الجبهات.

ووجه القيادي الحوثي، الذي يعمل وزيراً للتربية في حكومة المليشيا، يحيى بدرالدين الحوثي، بمنع إقامة أي مراكز صيفية للطلاب والشباب خارج مخططات وأدبيات وأهداف الجماعة، مشترطاً لإقامة مثل هذه المراكز الحصول على ترخيص مسبق من "اللجنة التنفيذية للمراكز الصيفية" التي يرأسها القيادي في المليشيا، خالد المداني.

لجنة عليا ولجنة تنفيذية

وإضافة إلى اللجنة التنفيذية للمراكز الصيفية، أنشأت مليشيات الحوثي ما أسمتها "اللجنة العليا للمراكز الصيفية"، برئاسة صورية للقيادي في الجماعة ووزير الشباب في حكومتها حسن زيد، غير أن مصادر مطلعة أكدت إسناد إدارة اللجنة عملياً للقيادي في الجماعة يحيى الحوثي بصفته نائباً لرئيس اللجنة العليا للمراكز الصيفية.

وتحظى هذه المراكز بمتابعة واهتمام مدير مكتب رئاسة الجمهورية في سلطات الانقلاب الحوثي، أحمد حامد، والذي أكد في تصريح صحافي له على أهمية إقامة هذه المراكز الصيفية لبناء ما زعم أنها "أجيال متسلحة بكتاب الله وبثقافة القرآن تكون قادرة على الدفاع عن الأمة الإسلامية".

مقاطعة مجتمعية تلقائية

وفي مؤشر واضح على عزوف الآباء وأولياء الأمور عن الدفع بأبنائهم للالتحاق بهذه المراكز، كان لافتاً حرص القيادي الحوثي أحمد حامد على حث "الآباء والأمهات على الدفع بأبنائهم إلى الالتحاق بالمراكز الصيفية لاستغلال العطلة الصيفية في تعلم القرآن الكريم وتنمية قدراتهم بمختلف المجالات"، حسب مزاعمه.

وفي توجه مماثل دعا القيادي في الجماعة يحيى الحوثي للإسهام الفاعل في إنجاح هذه المراكز، حاثاً هو الآخر أولياء الأمور للدفع بأبنائهم وتسجيلهم فيها لما زعم أنه "ضمان استغلال إجازتهم الصيفية بما يعود عليهم بالنفع والفائدة لهم ولمجتمعهم باعتبارهم ثروة البلاد الحقيقية التي لا تنضب".

وفي سياق متصل لفت حمود عباد، المعين من الجماعة أمينا للعاصمة صنعاء، إلى ضرورة دعم المراكز الصيفية، وضرورة تفاعل الآباء من خلال تسجيل أبنائهم في هذه المراكز "لأهميتها في تعليم الطلاب وتسليحهم بثقافة القرآن الكريم".

وغير بعيد عن ذلك أوصى المشاركون في حلقة بهذا الخصوص بمحافظة إب "بضرورة دفع أولياء الأمور لأبنائهم إلى هذه المراكز"، لما زعموا أن لها ثماراً إيجابية في تنمية قدراتهم وصقل مهاراتهم.

وفي محافظة ذمار أوضح مشرف المراكز الصيفية هناك، القيادي في مليشيا الحوثي، عبدالسلام الموشكي، أن عدد المراكز الصيفية 288 مركزاً على مستوى المحافظة منها 84 مركزاً للإناث.

وكشف الموشكي أن المشاركين في هذه المراكز "سيتلقون دروسا في القرآن الكريم والتجويد والثقافة القرآنية والسيرة النبوية والفقه"، في توجه صريح لصبغ مخرجات هذه المراكز صبغة طائفية مذهبية ذات أبعاد عنصرية مقيتة.