كاتب سعودي يجيب: لماذا يرفض الإخوان بقاء هادي في الرياض؟ وما سر عدائهم للإمارات؟

السياسية - Friday 12 July 2019 الساعة 02:45 pm
عدن، نيوزيمن:

قال كاتب سعودي، إن حزب الإصلاح يريد من المطالبة بعودة الرئيس إلى اليمن، العودة بـ"هادي" إلى مربع 2014م، حينما كان الحوثيون يحاولون إجباره بشكل يومي على الموافقة على كل قراراتهم أو فرض الإقامة الجبرية عليه.

وأضاف الكاتب السعودي، علي عريشي، في مقالة نشرت الخميس، تحت عنوان "ما هو السر وراء حملات الإصلاحيين المستمرة للمطالبة بعودة الرئيس هادي إلى اليمن"، أن هادي، يمارس سلطته من الرياض بأمان كامل محتفظاً لنفسه بالكثير من الصلاحيات التي يريد حزب الإصلاح أن يرثها في حياة الرئيس.

وجاء في نص المقالة: "يشنّ الاعلام الموجّه التابع لحزب الاصلاح عبر نشطائه وسياسييه وحتى ذبابه الاليكتروني وعبر آلته الاعلامية الرسمية وغير الرسمية حملات اعلامية مسعورة منذ أكثر من عام تحت شعار المطالبة بعودة الرئيس هادي الى اليمن".

وأوضح: "حاول الاصلاحيون -فرادى وجماعات- عبر تلك الحملات ممارسة الضغط على الرئيس هادي وعلى قيادة التحالف (المملكة بشكل خاص) السماح للرئيس هادي بالعودة لليمن وممارسة مهامه الرئاسية من داخل البلاد، وصوّروا -بسذاجة- عودة الرئيس كما لو كانت هي الطريقة الوحيدة لتحرير اليمن من الميليشيات الحوثية وأنه بمجرد وصول هادي الى اليمن سوف يهرب الحوثيون عن طريق البحر!".

وتساءل الكاتب قائلا: "فما الذي يمكن لهادي أن يفعله من داخل اليمن ولا يستطيع فعله من الرياض؟".

ورأى "عريشي" أن حزب الاصلاح منذ بداية عاصفة الحزم والى الآن يخوض المعارك الجانبية واحدةً تلو الأخرى للهروب من المعركة الرئيسية التي تهم كل اليمنيين وهي معركة استعادة الجمهورية من الميليشيا الحوثية، وبذات العقلية التي ترى أن الحوثي هو ذراع ايران وايران هي الخصم التقليدي للسعودية وبالتالي فان الحرب ضد الميليشيات الحوثية هي حرب السعودية وليست حرب الإصلاح".

وبحسب الكاتب فإنه يتضح من هذه الاستراتيجية "أن راسمي سياسة الحزب قد حددوا بوصلتهم السياسية وفق هدف واحد وهو (الاستحواذ على السلطة بأقل قدر من الجهد والخسائر) وهذا يعني أن معركة الاصلاح الحقيقية تكمن في بسط نفوذ الحزب على الاراضي التي يتم تحريرها (وأغلبها تحررت بجهود الغير) وليس عبر المواجهات المباشرة مع الميليشيات".

واستطرد: "لذلك نراهم يحركون الألوية العسكرية باتجاه شبوه وليس صنعاء، ويجهرون بالعداء الحاد للإمارات وليس ضد الحوثيين، لأن الامارات قدمت ولا زالت تقدم الدعم العسكري واللوجستي السخي للمجلس الانتقالي وقوات النخبة الشبوانية وألوية العمالقة وحراس الجمهورية في عدن وشبوة والساحل الغربي، الأمر الذي يفرض تلك القوى العسكرية المسلحة كأرقام مهمة في المعادلة السياسية اليمنية وكواقع منافس لحزب الإصلاح، وليس لأن الامارات تحتل اليمن كما يروجون على السذج والبسطاء".

وقال الكاتب السعودي، إن حزب الاصلاح المسيطر على الشرعية اليمنية عن براغماتية مهيمنة عملت على إقصاء شركاء السلاح ضد الحركة الانقلابية الحوثية وابعادهم عن مراكز صناعة القرار في بلد يفترض أن يكون جمهورياً تعددياً، وفي توقيت يفترض أن يعمل فيه حزب الاصلاح على انشاء تكتل سياسي يعمل على احتواء جميع المكونات السياسية الاخرى وحشد الطاقات باتجاه التحرير واستعادة الجمهورية المختطفة.

واستطرد قائلا: "ولأن الاصلاح لا ينطلق في رؤاه السياسية من منطلقات وطنية يمنية خالصة وإنما يتحرك وفق ايديولوجيا أممية أسسها حسن البنا قبل نحو تسعين عاماً فقد شرع الحزب منذ اللحظة الاولى لشراكته مع الرئيس هادي الى اقصاء جميع المكونات السياسية اليمنية رغم كونها معادية للحوثيين ومنخرطة فعلياً في مشروع التحرير اليمني كنتيجة طبيعية لاختلاف المشروع الاصلاحي الاخواني العابر للحدود مع المشروع الوطني اليمني من جهة، والمشاريع السياسية الاخرى التي تمثلها بقية المكونات، حيث يبدو أي مشروع مختلف عن مشروع الاخوان المسلمين متعارضاً ومتضارباً معه بل ومناهضاً له؟

وأشار إلى أن حزب الإصلاح المسيطر على الشرعية حرص على اقصاء الجميع بغرض الاحتفاظ بسلطة القرار المطلقة ورسم التوجهات المستقبلية وفق مشروع الخلافة لا مشروع الدولة.

وخلص الكاتب السعودي علي عريشي إلى القول ان "الامارات العربية المتحدة، نسفت المشروع الإخواني للهيمنة على اليمن حين مكّنت حلفاءها داخل اليمن من بسط نفوذهم على محافظاتهم، وبناء نخب وأحزمة أمنية مدربة ومسلحة بشكل جيد لتصبح قادرة على حماية نفسها من الاختراق وحماية محافظاتها من المشاريع القادمة من خارج حدود اليمن والجزيرة العربية، ونجحت بذلك في حصر وجود حزب الاصلاح ونفوذه داخل حدود مأرب".