المخا - الوازعية... نموذج لأبرز مساوئ الطرق البديلة

المخا تهامة - Saturday 13 July 2019 الساعة 10:05 am
المخا، نيوزيمن، خاص:

يقف صف من السيارات رباعية الدفع جنباً إلى جنب في فرزة الوازعية بالمخا في انتظار وصول الركاب، كان الوقت يشير إلى العاشرة صباحاً والانتظار طويلاً يصبح روتيناً مملاً للسائقين الذين يرغبون بمغادرة أماكنهم ثم العودة لكسب مزيد من الرزق.

لكن الركاب يتجنبون السفر عبر ذلك الطريق إلا في الحالات الضرورية، نظراً لمشقة وبُعد الطريق التي تعبر في منحدرات جبلية شديدة الوعورة.

وكان سائقو سيارات نقل الركاب يجتازون خط المخا -البرح -تعز في ساعة واحدة، قبل أن يجبروا على اتخاذ هذه الطريق بعدما أغلقتها مليشيات الحوثي.

وتضاعفت الأجرة المالية للسفر من نحو 1000 ريال إلى ستة آلاف ريال، لكن بُعد المسافة ووعورة الطريق التي تعتبر نصفها غير معبدة يجعل من السفر مهمة شاقة.

وقال السائق أحمد العزعزي "ضيقت مليشيات الحوثي على كافة الفئات السكانية، ووصل الحال إلى سائقي سيارات الأجرة ونقل الركاب".

وأضاف: "بدل ما كنا نجتاز المسافة في ساعة واحدة على أقل تقدير، بتنا الآن نجتازها في أربع ساعات، وأن بعض مالكي السيارات الصغيرة توقفوا عن أعمالهم لعدم تمكنهم من السير في طريق يتطلب منك الصعود إلى مرتفعات شاهقة ومنحدرات صخرية خطيرة".

ومثل السائقين الذين يمتلكون فقط مهارة القيادة فإن خسارة أعمالهم تعد مشكلة كونهم لا يستطيعون مزاولة أي أنشطة أخرى.

وتسببت الحرب التي أشعلتها مليشيات الحوثي، ذراع إيران في اليمن، على المدن اليمنية، بالكثير من المآسي لدرجة أن تأثيراتها السيئة وصلت إلى كافة شرائح المجتمع.

ويلقي العزعزي باللوم على المليشيات المرتبطة بإيران قائلاً "إن هزيمتها هو الخبر الوحيد الذي سيسعد كافة أفراد الشعب".

ووصف مجيء المليشيات ب"الكارثة التي حلت على الشعب والتي ستبقى تأثيراتها اللعينة لسنوات قادمة".

ويضطر كثير من الركاب إلى اتخاذ خط المخا عدن ثم عدن تعز لسهولة الطريق وبُعدها عن مسألة العبور في طريق تمتد وسط مرتفعات وشواهق جبلية لا تخلو من مخاطر.

وقال أحد الركاب، واسمه وسيم عبدالله، إن المخاطرة بالمرور في طريق رملية دمرتها سيول الأمطار يشبه الاندفاع نحو الموت بنصف إرادة.

وأضاف، إن السيارات تعبر جسراً في الوازعية نسفت مليشيات الحوثي نصفه بالمتفجرات والنصف المتبقي عبارة عن كتلة سميكة من الاسمنت تستند على عقد حجري متصدع، ما قد يهدد بسقوط المركبات التي تمر عليه في أية لحظة.

وتفتقر أغلب الطرق لعمليات الصيانة الدورية بسبب ضعف التمويل الحكومي الذي بدا غائباً عن دوره في إعادة تأهيل البنية التحتية في المناطق المحررة والتي دمرتها حرب المليشيات.