بين إقالة خصروف واستقالة سليمان.. من خطف الجيش الوطني؟

السياسية - Friday 19 July 2019 الساعة 03:52 pm
مأرب، نيوزيمن، مهدي العمراني:

بين إقالة رئيس دائرة التوجيه المعنوي بقوات الجيش الوطني اللواء محسن على خصروف في الـ(11) من يوليو الجاري، واستقالة رئيس شعبة الحرب النفسية بالدائرة ذاتها وفي التاريخ ذاته المقدم مانع محمد سليمان، يمكن رؤية جوانب من طريقة إدارة مؤسسة القوات المسلحة وعلاقة الرئيس هادي وقيادة وزارة الدفاع، علاقتهم بمديري الدوائر وقادة الألوية والوحدات العسكرية.

قبل أن يغادر اللواء خصروف مقعد أستوديو البث الفضائي، كان مصدر مسئول بوزارة الدفاع يعلن أن الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، وجه بإيقاف اللواء محسن خصروف من عمله كمدير لدائرة التوجيه المعنوي "لما صرّح به من معلومات مغلوطة في قناة اليمن الفضائية"، وذلك على خلفية تصريحات خصروف التي قلل فيها من دور "التحالف العربي".

وكان لافتاً حرص المصدر الرئاسي على التعبير عن بالغ التقدير والشكر للأشقاء في دول تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، والإشارة إلى "ما قدموه من دعم مستمر للشرعية شمل مختلف المجالات وحقق انتصارات عظيمة في ربوع اليمن"، فيما يعد استدراكاً لتصريحات خصروف المعبرة هي الأخرى عن مؤسسة الجيش بقيادة جماعة الإخوان والرئيس هادي في مأرب..!

غض الطرف عن تصريحات المقدشي!

لقد سارعت حكومة الرئيس هادي بإعلان النفى القاطع لصحة تصريحات خصروف، وإعلان مضامين التوجيه الرئاسي الحاد بإحالته "للتحقيق نتيجة مخالفاته لضوابط المهنة وللوائح والقوانين العسكرية المنظمة"، لكنها لم تتعامل بالمثل مع تصريحات سابقة لوزير الدفاع اللواء محمد المقدشي كشف فيها أن 70% من قوات الجيش ذاته في المنازل، وهي تصريحات ترقى لمرتبة الخيانة في الأعراف والتقاليد العسكرية في حالة الحرب!

وفي فعالية عامة، صباح السبت 20 أبريل 2019م، كشف وزير الدفاع اللواء محمد علي المقدشي، أن 70 % من قوات الجيش الوطني خارج الجبهات ويتواجدون في الشوارع والبيوت، معتبراً ذلك جريمة يحاسب عليها القانون، وأضاف: إن 30 % من قوات الجيش في الجبهات، فيما النسبة الأخرى يلوون في الشوارع والبيوت.

وبين الواقعتين تأتي استقالة المقدم مانع محمد سليمان، رئيس شعبة الحرب النفسية بدائرة التوجيه المعنوي، لتقول علناً ما تحفظ عليه خصروف صراحة، وتكشف عن حالة اختطاف نادرة لما يفترض أنه جيش وطني يعول عليه تحرير المدن والمحافظات المختطفة لدى مليشيا الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن.

كيانات موازية من خارج الجيش

وكشف المقدم مانع سليمان عن تدخل كيانات موازية خارج إطار مؤسسة الجيش في رسم قرارات الجيش، وتمكين من وصفهم بالمقربين والمتملقين من السيطرة على الإمكانات من قبل بعض مراكز النفوذ، مقابل إقصاء الكوادر والقيادات الوطنية وإعاقتها عن تنفيذ المهام الموكلة إليها، معتبراً هذه الممارسات تدميراً لفاعلية الإقدام للجيش ودقة التقدم للجنود في الحرب.

ويشير المقدم سليمان صراحة إلى تنامي وتفشي الفساد داخل مؤسسة الجيش الوطني، كاشفا النقاب عن محاولة الكثير من ما وصفها بؤر مراكز النفوذ اتخاذ من مؤسسة الجيش أداة لإعادة بناء المركز وتشييد أحلام الذات.

..ونفقات خارج احتياجات المعركة

وفي شأن عمليات الحسم العسكري، يورد ضمن أسباب استقالته "عدم إعطاء الخطط والبرامج داخل مؤسسة الجيش التي تسهم بالتعجيل بعملية الحسم العسكري الاهتمام والدعم الذي يفي بتنفيذ تلك البرامج والخطط بذريعة شحّة الموارد". وقال "بينما نجد تلك الموارد تذهب كنفقات لبعض النافذين، يتم صرفها على الهامش من القضايا"، مضيفاً "بل وأحيانا على ما ليس له علاقة بمتطلبات واحتياجات المعركة"، وقال المقدم سليمان "وقد تفوق تلك الاعتمادات التي تحتاجها العمليات التنفيذية لتلك البرامج والخطط المعدة من قبل المخلصين داخل مؤسسة الجيش".

واشتكى رئيس شعبة الحرب النفسية تجاهل خطط شعبته، وعدم توفير إمكانيات تشغيلية، مشيراً إلى أن قيادته المباشرة (رئيس دائرة التوجيه المعنوي اللواء محسن خصروف) يواجه نفس الإشكالات..!

وقال: إنه وجد الصورة القيادية والإدارية للجيش التي يحلم غير متوفرة في القوالب القيادية للجيش، وأضاف: "وقد وجدت مسميات تختطفها جيوب لا تخضع لأي أسس سليمة لا في الإدارة ولا في القيادة".